الأربعاء 04 ديسمبر 2024

مهرجان كان

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

مطلقة الشعر تكادان تكونان وجهين لعملة واحدة فلا فرق بين ما تفعله الفتاة مع مطر وما تقدمه له الناقة فكلتاهما تساعده وتحرره بصورة أو بأخرى.
ولا ننسى أن أبو جاسم يلقى حتفه تحت أقدام حفيرة بعد أن حاول طعنها وهو المۏت المادي بعد مۏته المعنوي على يد ابنة أخيه التي كشفت سره والتي انتظرنا أن يكتب اسمها في لوحة الشرف بدلا منه في انتصار نسوي مبين.
ولا تكاد تبعد ناقة سارة عن ناقة حفيرة كثيرا ربما باستثناء أنها الوجه الآخر الأكثر ڠضبا حيث تملك ناقة سارة تلك الفورة التي تجعلها لا تنسى مۏت خلوجها خاصة وهي حامل بآخر وتحاول أن ټنتقم ممن فعل هذا السائس على وجه الخصوص الذي ينحر الخلوج قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن صډمه حبيب سارة بسيارته ويوازي الفيلم ما بين ما تحمله سارة في داخلها من ڠضب نتيجة شعورها بالقهر والكبت ومداهمتها غير المنتظرة لوكر الزيف والفساد وبين الناقة التي لا تنسى ثأرها ولا تهدأ إلا إذا نالته في النهاية.
ولم يكن رفع سارة للفيديو الذي يفضح سړقة الشاعر الكبير لقصيدة مدح المنتخب سوى عضة الناقة سارة اڼتقاما وتفريغا لڠضب الليلة الرهيبة التي قضتها في مقلاة من المشاعر الجهنمية والتي كادت أن تفقدها حياتها سواء في الصحراء أو على يد الأب الذي لن يتورع عن تمزيقها إذا تأخرت.
الريح في شعرها
بينما تطلق الفتاة شعرها للريح في نهاية فيلم هجان كعلامة انتصار وتحرر ينتهي فيلم نورة على صورتها التي احتفظ بها المدرس نادر في ذاكرته رغم أنه لم ير وجهها كاملا ولا مرة ولم تطل عليه سوى من وراء حجاب القهر أو بعينين ترجوانه أن يحررهما من غبار الصحراء ويأخذهما معه إلى المدينة حيث تعيش مع جدها وتشتري المجلات التي تحبها علانية وتترك وجهها لكل ريشة وعدسة تقع في محبة جماله.
في المشهد الأخير من نورة نشاهد صورتها معلقة فيما يشبه المعرض الفني أو المتحف كما أرادت بوجه قمري كامل وشعر طويل منسدل ونظيف لا أثر لحرارة الصحراء ولا ظلام القرية على خصلاته شعر فائر بالحرية وفائز بها شعر يبدو مثل نبوءة لما سوف يتحقق لاحقا أحداث الفيلم تدور عام 1996 وتصبح صورة نورة بشعرها الحر هي مصيرها الحقيقي وليس رقدتها في فراش ملوث بعرق السچن في منزل زوج عمتها تنتظر زيجة ملعۏنة أو مۏت جبان يلوث شبابها بالتراب.
هكذا يمكن أن نجزم أخيرا أنه على الرغم من تفاوت المستوى بين الأفلام الثلاث فيما يخص بعض التصدع في قوة السرد أو قليل من الخلخلة في دقة البناء أو غياب ملامح النضج في الوسائل التعبيرية ناقة ونورة هما الأعمال الطويلة الأولى لمخرجيهم بينما هجان هو الفيلم الثاني لأبو بكر شوقي القادم من مصر إلا أن الأفلام الثلاثة تحمل بلا شك كما أشرنا إلى عناصر مشتركة الصحراء والناقة والشعر وتعكس وجود خصوصية نسبية وهموم متقاطعة وتفاعلات ذهنية ونفسية متشابهة العناصر والأصول تجعلنا نجزم بأننا نعايش مرحلة تأسيسية هامة في طور النمو الذي تمر به صناعة السينما في السعودية وهو ما يستحق الرصد والتمهل في تقييمه دون محاباة مفسدة أو تعنت مغرض لأن البدايات مبشرة وعلى ما يبدو فإن القادم لن يخل من إشراقات أكثر في الأسلوب واتساع أمتن في الرؤى والأفكار.

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات