مهرجان كان
جاسم وربيبة أمها التي تزوجها أبو جاسم من أجل الحفاظ على حلال أخيه ويحقق الفوز الذي طالما انتظره أيا كانت الوسيلة ليكتب اسمه في لوحة شرف السباق الأهم بالمملكة.
ومن هذه اللحظة تشارك الفتاة مطر ليس فقط السر ولكن التواطؤ ضد أبو جاسم وحلمه النجس بالفوز على حساب كل القيم والأخلاق بل وأرواح البشر فتساعده على التحرر من سجن أبو جاسم والهرب بالناقة حفيرة التي حقق بها كل انتصاراته ثم عقب استعادة أبو جاسم للناقة لأنها حلاله تتشكل خيوط المؤامرة ضده من قبل مطر والفتاة وهي المؤامرة التي تتجلى ذروتها في المشهد الذي تفك فيه الفتاة عقالها مطلقة شعرها للريح لينذهل الجميع ويدركون أن أبو جاسم يستخدم فتاة كهجان في السباقات وهو أمر ممنوع وتشهد هي ضده على كل ما كان يجبرها وآخرين على فعله بالهجانة الآخرين وقت التسابق لكي يفوز.
هنا نرى وجها آخر للصحراء يذكرنا بالوجه الذي يعرضه توفيق الزايدي في نورة وهي بطلة الفيلم الثالث والتي تعيش في قرية منسية في ذروة اشتعال زمن الصحوة بكل ما هو ذكوري ومقبض وقاهر.
أما نورة فلم تختر أن تأتي إلى الصحراء بل أجبرت على ذلك حين ټوفي والدها وهي صغيرة وبقيت هي وأخوها الصغير في حضانة عمتها وزوجها الذي يبدو مثل سجان يحول دون أن يشع نور جمالها خارج حدود الرمل والظلام.
عضة الناقة
في فيلم هجان تشكل الناقة جسرا مجازيا بين عالمين عالم تسيطر عليه المادة في أحط صورها متمثلة في نفوذ أبو جاسم وقدرته على شراء النفوس والذمم ودهس المصائر وعالم مطر الروحاني الذي تحكمه لغة الشعر الحداء والذي يمكن فيه لخلوج صغير أن تدب فيها الحياة حين تسمع صوت هجانها الغض أو تعود إلى الحياة عقب طعنها حين تسمع الحداء نفسه من صاحبها الذي صار الآن شابا منتصرا ومحررا من وطأة الرغبة في الاڼتقام وفقدان البراءة بل أن الناقة والفتاة