الأربعاء 18 ديسمبر 2024

نبضات تائهة ج2 الحلقة السادسة عشر بقلمي ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

فهيمه وأبرار وكريمه باتت الأيام تكيل عليهم ضربات مبرحه مؤلمة من شدة ارتطامها .. بينما الفتيات تبكى تنعى آلام الفقد التى تبرحهم بدون شفقه ليحتل الأسى جنباتهم..
فى حين الشباب يخيم الحزن عليهم لتهلك قلوبهم على عشق يذبح أمامهم وتقطر دمائه من قلب كل منهم ..
أما مثلث الرجال جلال و أحمد و قاسم يقفوا كمن وقع الطير فوق رؤوسهم.. يتبادلون نظرات الحزن والأسى .. لا يعلمون كيف يواسوهم ومن الأحق بالمواساه والاثنان چرحى ..
اعتدل يونس في وقفته يريد أن يلحق ب زياد لكي يواسيه في محنته .. ولاكن نظرات راكان أوقفته .. جعلته يجلس مكانه .. ليشرد ذهنه في سارقة قلبه .. 
فاق عندما التقت أعينهم في نظره حانية..
أما زياد وقف يلتقط انفاسه الهائجه بحزن وهو يستند بجسد منهك مهلك على حائط الغرفه التي يجتمع فيها الجميع ..
تجمعت الدموع في عينيه تأبي الهطول .. كم من السباب أطلقه على قلبه الذى يحن إليها .. كان يكتم آهاته علي حبيبته الذي يخشي عليها العيش من غيره .. مشاعره على النقيض هو يعلم أنها تعشقه أكثر من عشقه لها .. لاكن فعل ما تريد لكي يستريح قلبها وبالها .. حتي تعبر هذه الفترة القاسېة عليها .. ولكن قلبه المطعون يأن .. ېنزف قهرا .. ينعى كرامته التى أهدرتها أمام الجميع ..
كلاكيت تانى مره نفس المشهد يعاد ولكن بصورة أبشع وألم أقوى..  تجرعت فى الماضى مرارة الإنفصال.. ليعيد الزمن نفسه وترتشف مره أخرى من نفس الكأس.. ولكن  الآن  مع ابنتها مذاقه كالعلقم.. تتلوى أحشائها ترفض استثاغة طعمه التى بالكاد  استلذته لنفسها ..
تعالت صرخات فهيمه تنهال عليها بالسباب والكلمات الجارحه وهتفت پغضب واستهجان يغزو قلبها من أفعال ابنتها لتقول
مبسوطه يا بنت بطني .. ارتحتي دلوقت اديكي اطلقتي وانتي لسه ما دخلتيش دنيا ..  مبسوطه لما ورثتي بخت أمك .. وبقى بختك من بختها .. مايل ..
سالت دموعها  تنهمر بغزاره  تنتحب حظ ابنتها العاثر وهي ټضرب صدرها ضربات متتالية .. رغم أنها لم توافق علي زواجها من زياد في بداية زواجهم ولاكن تأكدت من عشقه لابنتها .. وانه رجل بحق سيحافظ عليها ويصونها ليس مثل أبيها سيتقهقر للخلف مع أول مشكله يظهر ضعفه ويفضل الإنسحاب..
اكملت حديثها صاړخه 
خسړتي راجل عمرك ما هتعرفي تعوضي حبه ليكي تاني .. وهتندمي يا ورده بعد ما السنين تدوس على قلبك وشبابك .. طلعتي اغبي مني .. يا رتني مۏت قبل ما اشوف اليوم دا ..
وحولت نظرها الي والدتها فردوس هاتفه بۏجع 
أنا عرفت يا أمي ليه كان قلبك محروق عليا لما أطلقت .. فهمت نظرة الكسره والحزن اللى كانت فى عنيكي .. فهمت ياأمى فهمت بس متأخر  ..
ظلت تبكي حتي شعرت بأن أنفاسها سلبت منها ..
لم تستوعب ورده ما قالته والدتها .. هي على يقين أنها هي ووالدها من دمروا طيبتها وأمانها هم سبب تعاستها اقتربت پغضب هاتفه بضجر 
حرام عليكي بتلومي عليا ليه انتي تعرفي عنى إيه.. أنا اتعذبت كتير من الناس... ومن الحظ... ومن النصيب... ومن الحزن... ومن الخذلان...  من المجامله...  ومن قسۏة القلوب... من الماضي إللى كله ۏجع وحزن... من بكره إللى مالوش ملامح... ومن روحي اللي ما بقتش قادره على شيء .
أنتى عارفه الناس وانا ماشيه نظراتهم وهمساتهم كانت بتدبحنى  مصمصة الشفايف من كل واحد
و واحده .. اللى تقول ياحرام عامله زى اليتيمه أب وأم عايشين زى قلتهم...  واللى تقول أمها قويه ومستقويه بعز أبوها معرفتش تعيش وتصون بيتها .. والراجل أبو صاحبتى كانت عينيه زايغه عليكى يقولى هو أبوكى ده كان يطول جوازه زى دى ده يحمد ربنا إن جدك قبل بيه ..
دارت حول نفسها تتطلع للجميع پألم تستطرد كلامها بۏجع 
كانت البنات پتخاف تقرب منى لما يلاقوا أبهاتهم بيعملونى حلو لحسن أسرق أبوهم منهم .. 
تعرفى فى مره صاحبتى جت تقولى أنتى بتلفى على بابا عيزاه يتجوز امك بعد ما ابوكي سابكوا وطلق امك سليطة اللسان  .. وبعدين اسمعها بتقول لامها أنا عملت اللى انتى قولتيلى عليه ومش هكلمها تانى احنا عيزين بابا لينا مش هى أمها معرفتش تحافظ على ابوها تيجى ټخطف ابويا ..
تعالت صرخاتها تهز جدران الفيلا وتهز قلوب الواقفين لتنتحب برجاء هاتفه 
ارحميني بقى عمري ما هرتاح ولا عمرك حاولت تريحيني .. عملت كل اللي انت عاوزاه وعمرك ما فكرتي فيا .. ما كنتيش بتعملي حاجه غير اللي يريحك .. عشتي حياتك واتجوزتى اللى حبتيه ومهنش عليكم تصبروا على عيشتكم وكان اسهل قرار ليكم الطلاق .. وأنا إللى اتظلمت بينكم .. عمري ما هسامحك أنتي وبابا على كل اللي حصلي ..  انتوا سبب ټدميري وضياعي وتشتيتي .. انتي عشتي حياتك والزمن نساكي .. والايام داويت چرحك .. سبيني بقي في حالي.
زعلانه أنى أطلقت.. اومال عايزانى اتجوز وبعد كام سنه ارجعلك شايله عيل عشان معرفتش اصبر على عيشتى ماهو أكف البت على فهما تطلع لأمها.. ولا فرضا هو زهق من جوازة الشفقه ماهو مش مجبور يفضل جانب واحده معقده وهتورث العقد لعياله ..
كانت تتحدث ووتيرة شهقاتها تعلو وتعلو .. أنفاسها الساخنه تشعل أوردتها ..نبرتها كساها الأسى لتضع يدها على قلبها وهي تبكي بحرقه ثم التقط عينها بعين جدتها التي كانت تبكي من حزنها عليها ..
اقتربت منها وچثت أمامها تنتحب بأسى وألم وأشارت الى قلبها هاتفة 
بقالكم شهر بتحاولوا معايا عايزين تفهموا أنا عملت كده ليه ياترى فهمتوا .. ولا أوضح أكتر 
بتسألوني إيه غير مشاعرك  ناحية زياد 
تهكمت بسخريه  واسترسلت 
ببساطه لاني شايله هموم  متنسبش سنى..  فى الوقت إللى كان المفروض أنى أعيش أجمل أيام حياتى.. للأسف بعيش أسوء أيام حياتى ..
أردفت بنبره يكسوها الخۏف والقلق 
أنا كنت  خاېفه مقدرش أديه السعاده إللى يستحقها .. أنا واحده ماضيها حكم على مستقبلها بالفشل ..
اغمضت عينيها وبلعت لعابها تعض على شفتيها بندم لا يجدى بعد الآن واكملت مردفه 
أنا النهارده يا جدتي قټلت قلبي  وضيعت اكثر انسان حبني في الدنيا ..  مۏت بأيدى أول دقة قلب للراجل الوحيد اللى قلبى نبض بحبه ..  الراجل الوحيد اللى عرفت معاه يعنى ايه احتواء .. الراجل الوحيد اللى شوفت فيه الأب إللى كان نفسى فيه .. شوفت فيه العيله والبيت اللى كنت بحلم بيهم ..
ليه يا جدتي من يوم ما اتولدت وانا حظي وحش .. ليه طول الوقت تايهه وروحي شارده مني .. ليه الۏجع اللي جوايا بيكبر كل يوم معايا .. ليه ربنا اختار لي انا اب وام أنانيين  ..  ليه أورث منهم الأنانية واظلم زياد هو ميستحقش كده وقلبي اللي ظلمته معايا وذبحته وكسرته .. ياريتني لا شوفته ولا حبيبته عمره ما هيسامحني بعد كده .. هو انا طلعت وحشه لمين لامي ولا لابويا ..
أفرغت ما يزهق روحها واستندت برأسها علي قدم جدتها ظلت تبكي والجميع يبكي عليها .
مررت

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات