الأحد 24 نوفمبر 2024

نبضات تائهة ج2 الحلقة السادسة عشر بقلمي ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الجده أناملها على شعر حفيدتها تقرأ عليها آيات الذكر الكريم لعلالها تهدأ ورفعت رأسها تجفف دموعها وهي تنظر الى الحاج محمد بۏجع على الحال الذي وصلت له حفيدتهم هاتفه تواسيها 
محدش يا عين جدتك بيختار اهله ولا امه  ولا ابوه ولا اسمه ولا القدر اللي هيعشه .. ده مكتوب وما حدش يقدر يغيره  وأنتى كان مكتوب لك كل اللي بتعيشيه ومش هتقدري تغيريه ولا تستحمليه غير بالرضا بقضاء ربنا والصبر يا حبيبتي .. ساعتها أعرفي إن ربنا راضي عليكي وهيهون حملك ويعوضك بالعوض الجميل ويخفف وجعك .
اعتدلت ترفع رأسها لتمسح على وجهها وتزيل الدموع العالقه بأهدابها تومأ لها هاتفه 
ونعم بالله ياجدتى ربنا يطبطب على قلبى بالصبر والنسيان ادعيلي أتجاوز المحنه دى عشان اقدر اكمل حياتى .. انا خلاص كده أخدت نصيبى من الحب وقفلت على حبه قلبى ..
هتفت الجده بمحبه  
اصبري واحتسبي متعرفيش ربنا شيلك إيه ... قادر يغير الأقدار فى رمشة عين .. أنتى بنت حلال وربنا بإذن الله شيلك الفرحه إللى قلبك يستحقها.. 
بقلب ملتاع كان يقف يسترق السمع من خلف الجدران.. وضع يده على قلبه يتأكد إن كان مازال بنبض ..  يتفقد هذه القطعه الصغيره التى بحجم كف يده التى تسكن جنباته كيف لها أن تتحمل كل هذه المشاعر فى وقت واحد ..
مشاعره الآن جعلته يحلق فى السماء باسط زراعيه كأجنحة الطيور .. يستمتع بنسيم كلماتها التى انتشى قلبه بها عندما استمع لكلامها وخاصتا جملتها الأخيره أنها اغلقت قلبها على حبه ولا تريد شئ اخر من الحياه .. 
اڠتصب ابتسامه رغم ألمه منها .. حمد ربه أنها لم تتخلى عن حبه كما تخلت عنه .. 
هو كان ظمأ لكلمة تروى عطش قلبه فى حبها .. كلماتها أحيت مشاعره التى كادت أن تجف من قساوة قرارها .. 
الآن وقد أقرت إنه هو مالك قلبها الوحيد .. فصبرا سأعيد تربيتك من جديد .. 
وأوصمك بختم عشقى كى لا تتوهى منى ثانية فى دهاليز جروحك القديمه .. 
سأعلم قلبك الهدهده وكيف يتلو ترانيم الحب . 
ويعزف سيمفونية العشق  ..
فر هاربا بسعاده يشوبها حزنا يكفيه ما سمعه حتى لايثير انتباه أحد .. 
فى حين كان يونس يتطلع لخياله الذى لاحظه عندما ذهب لإيصال المأذون للباب ولكن جلس كما أمره راكان وبالأخير لم يستطع الصمود أكثر من ذلك عندما شاهده يمسح على وجهه يزيل الدموع العالقه بعينيه ..
ليذهب خلفه يهرول مغادرا ورآئه ضاربا عرض الحائط بكلام راكان ..
فى نفس الأثناء 
استدارت تقف لتتقابل عيونها وتصطدم بعيون فهيمه التي تقف كالتمثال .. يمر أمام عينها شريط حياتها .. منذ أن قابلت رياض زوجها وصدى كلمات ابنتها يتردد بكثره .. لدرجة أنها تشعر بأنه سيصم أذنها ..
لامت نفسها عندما شاهدتها وهي تقف تبكي دون ان تتفوه بكلمه .. شعرت بأنها تجاوزت وظلمت والدتها بكلامها ..
استقامت واقتربت من والدتها بخطى آسفه هاتفة 
أنا اسفه يا أمي لو كنت قولت حاجه زعلتك .. بس انا ۏجعي كبير ومحدش حاسس بيا ..
نظرت لها فهيمه پحده وڠضب هاتفه باستهجان 
آسفه وبتقوليها عادي وبهدوء ..  آسفه دي ما عدتش تنفع يا بنت بطني .. أنتى وجعتيني وقتلتني بكلامك .. قطعتي سنين عمرى ۏجعي وحزني وشبابي اللي ضاع عليكي .. وعلي راجل كان أناني حتي في مۏته .. وأنتى مش حاسه بيا ..
وأشارت علي الجميع ولا حد حس بيا وأنا كل يوم بيعدى عليا بسرق فرحتي ..مين قال لك أنى نسيت 
طول عمرك قاسيه يا بنت عمرى
وغلطان اللي قالك أن الزمن بينسي ...  غلطان اللي قالك أن الأيام بتداوى ... غلطان اللي قالك أن الۏجع بيخف ...
عمر ۏجعي مخف كل يوم كان بيزيد اكتر من اللي قبله .. 
وانا بشوف سنين عمري وشبابي وهم بيتسرقوا مني .
كانت كريمه تبكي بأسى وهي تستمع الى فهيمه وورده.. هي من شهدت على مأستهم ومعانتهم ..
استقام جلال واقترب منها يربت  على ظهرها بحنان أخوي .. 
هي الآن تحتاج الى من يضمد ۏجعها وألمها التي لم ولن تشفى منهم في يوم من الايام ..
كان الجميع يظنها سيده مطلقه تعيش حياتها في كنف اسرتها .. لا تشعر ولا تتألم بمراره الفراق .. الجميع كان يظنها تجاوزت هذه المرحله .. كانوا غافلون انها كلما تقدمت في العمر تزيد آلامها وتجبر چراحها .. وتعاني من مراره الفراق
شعر بأن جسدها قد ثقل على كتفه علم إنها فقدت وعيها حملها وصعد بها تحت انظار الجميع
ركضت ورائهم كريمه وصفا وصبا وتركوا ورده تقف حائره لا تعرف ماذا تفعل تنهمر دموعها بشده على ما فعلته في والدتها وزياد وقلبها
ذهبت بخطوات ثقيله متعبه لا تشعر بشيء ..
كانت كالمغيبه دلفت الي غرفتها تسطحت علي الفراش بۏجع تبكي بصمت .
اقترب احمد من الحاج محمد وجلس بجواره هو وقاسم قائلا
قدر الله وماشاء فعل دا نصيبهم يا حاج معلش مش عارف ولادنا بيحصل ليهم كده ليه..
هز الحاج محمدرأسه قائلا 
شوف يا أحمد كل خطوه بنمشيها مكتوب لنا فيها خير ولا شړ .. واللي حصل دلوقتي خير ليهم هم الاثنين .. بدل ما كان يبقى في بينهم عيال ويبقوا متعذبين زي حبيبتي .. الحمد لله اني النصيب انقطع لحد هنا ..
ابتسم قاسم ابتسامته الرجوليه قائلا 
على فكره ما فيش نصيب انقطع ولا حاجه .. 
هم لسه بيحبوا بعض وهيرجعوا .. بكره تقولوا العاشق الكبير كان كلامه صح..
بوجه بشوش نظر الى راكان يحثه على النظر ل وتين التي تجلس شارده الذهن ..
أومأ راكان متفهما .. ليحاوط كتفيها بزراعه هامسا لها  
متقلقيش كل مشكله وليها حل واحنا مش هنسيبهم .. بس ياخدوا هدنه من بعض شويه .. 
بينما حاد بنظره يتطلع ل قاسم بقسمات وجه حزينه يرد على كلامه قائلا 
يا رب يا قاسم باشا دعواتك وهمتك معنا .. عشان زياد بيحبها فعلا وهو ما يقلش ۏجع عنها .. بس الاتنين حبهم مكنش كفايه عشان يتمسكوا ببعض ..  أنا قلتها قبل كده اللى جه بسرعه ينتهى أسرع.. هنديهم وقتهم .. عشان كل واحد فيهم يعرف قيمة التانى وغلاوته وياترى هيقدر يكمل من غير نصه التانى .. بس محتاجك انت وطنط شغف معنا الأيام الجايه عشان عندنا مهام كتيره مش هينفع فيها غير العاشق الكبير ..
ابتسم هذا العجوز الذى خطى شعره الشيب على فطانة حفيده وراجحة عقله  ..بكلمات بسيطه سطر ما يجول بخاطره..
بينما أحمد وأبرار يجلسان مزهوان من تربيتهم ..
اعتدلت وتين فى جلستها ونظرت ل راكان  تطلب الإذن ليومأ لها .. استقامت هاتفه وهي تنظر الى جدتها بعد إذنك يا جدتي أنا هطلع أشوف ورده واطمن عليها.
لتنهض أبرار أيضا تتطلع ل احمد ليتفهم عليها لتستقيم  هاتفه 
استنيني ياوتين  انا كمان هاجي معاكي اطمن على فهيمه بعد اذنكم 
صعدت أبرار و وتين وتركوا الرجال يتحدثون مع بعضهم فيما هو آت لحل مشكله أخرى ساقها القدر إليهم... 
أما الحجة فردوس التي امسكت مسبحتها وأغمضت عينها وجلست

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات