الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نبضات تائهة ج2 الحلقة السابعة عشر بقلمي ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

يرتشفون القهوه وهم يتحدثون.. حتى نظرت شغف الى ساعة معصمها هاتفها 
معلش أنا لازم أطلع أشوف ورده وفهيمه علشان عندي عمليه كمان ساعتين..  بعد إذنك يا أمي..
هزت لها الحاجه فردوس رأسها بالموافقه.. اخذتها كريمه وصعدت بها.. ظلوا يتحدثون حتى وصلوا الى غرفه ورده تركتها أمام بابها هاتفه  
اسيبك أنا يا شغف معها اتكلمي براحتك..  بس خلي بالك ورده اللي هتشوفيها دلوقتي غير ورده اللي انت تعرفيها .. مش هوصيكي عليها .. قلبي واجعني على الحاله اللي هي وصلت لها.
هزت شغف رأسها تطمئنها هاتفة 
سيبيها على الله
لفت جسدها تعطيها ظهرها وفتحت باب الغرفه ودلفت منها وجدتها مظلمه .. 
اقتربت من النافذه فتحت ستائرها وجلست امام ورده التي كانت تنظر الى بقعه سوداء أمامها والدموع تنهمر من عينيها بدون ان يرمش لها جفن ..
امسكت شغف كف يدها تمسد عليها بحنان وهي تتحدث
انا مش هقولك انتي عامله إيه لأن أصعب إحساس قلبك هيعيشه هو فقدان الحبيب .. وجعك كبير .. بس مش هيخف غير لما أنتى تبقي عاوزه أنه يخف.
كانت تستمع لها وهي تأخذ أنفاسها بصعوبه..  نظره نادمه احتلت مقلتيها لتغمض عينيها وهي تضع يدها على صدرها موضع قلبها لتتسارع نبضاتها پخوف وكأنها قطه على صفيح ساخن هاتفه بيأس 
أنا تعبانه جدا طول حياتي وياريتني وصلت للنهايه اللى استحقها بعد كل اللي مريت بيه..  وأنا كل مره كنت بكدب على نفسي وعلى اللي حواليا أنى بخير .. لكن الحقيقه أنا مش بخير نهائي..
بلعت ريقها بصعوبه وهي تقبض على كف يدها تود أن تفتك بالألم الذى يعصف بداخلها لتسترسل 
شرخ جوايا كل مدى بيزيد .. كل ما اروح مكان جديد واقول هبدء من جديد.. ألاقينى بټأذي فيه ويسيب ندبه جديده تفضل محفوره ذكراها جوايا .. سيبت الصعيد وجيت هنا عشان أنسى مأساتى.. اترينى جيت عشان أعيش الحب اللى كنت بهرب منه.. ليه انا ايه الذنب اللي بتعاقب عليه.. ليه كل أمل جديد يتحول لكابوس مش عارفه اصحى منه..
اقتربت منها واحتضنتها تربت على راسها بحنان هاتفه 
استهدي بالله يا حبيبتي..  استغفري ربنا وإن شاء الله هتبقي كويسه .. بس لازم تعرفي انك محتاجه معالج نفسي عشان تقدري تتخطي الازمه دي.. أنتى دكتوره وفهمه أن العلاج النفسى ميقلش مطلقا على العلاج العضوى.. بل بالعكس ده ممكن يكون تأثيره أقوى لانه بيعرى الروح بدون مشرط عشان يتوغل لاعماقنا ويداوى چروح ولا أشطر جراح يقدر يداويها بمشرط..
خرجت من أحضانها وابتسامه مهزوزه ارتسمت على محياها الذابله هاتفه بقلة حيله مصاحبها يأس وأردفت بتهكم 
أمانه عليكى ياطنط المعالج النفسي هيقدر يعالج ايه.. مش هيعمل حاجه في واحده مصابه بلعنه الفقد..  انا فقدت أبويا وأمي وهم على قيد الحياه.. أنا مينفعش حد يدخل في حياتي بارادتي انا محدش هيقدر يستحملنى .. أنا حمل تقيل على أى حد..
سحبتها شغف مجددا لأحضانها تضمها وتمسد على ظهرها بحنان هى تشعر بما تمر به هى أيضا عانت لسنوات من مرارة الفقد ولكن بفارق بعض التفاصيل..  
استرسلت حديثها لكي تطمئنها 
كل حاجه هتبقى كويسه..  بس انت أهدي وأديني وعد إنك هتروحي للدكتور اللي هقول لك عليه.
ابتعدت ورده عن احضانها هاتفه 
وأنتي كمان أوعديني إنك هتفضلي جنبي ومعايا ومش هتسيبيني لوحدي ..
ابتسامه غزت وجه شغف قائلا عمري ما هسيبك ولا هبعد عنك..انتي بنتي قبل ما تكوني دكتوره شغاله عندي في المستشفى.. أن شاء الله هكلمك النهارده ابلغك بميعاد الدكتور .. بس دلوقتي هتاخدي حقنه مهدئه عشان تنامي وترتاحي..
أومأت برأسها موافقه وهي تكفف دموعها بظهر يدها كالاطفال..
اعطتها شغف الحقنه ودثرتها بالغطاء وظلت بجوارها حتى غفت وذهبت في ثبات عميق اغلقت الستائر وتركتها وغادرت الغرفه.
خرجت شغف من غرفه ورده واتجهت الى غرفه فهيمه طرقت الباب ردت عليها من الداخل بعصبيه وصوت عالى  هاتفه 
انا عارفه انك شغف ومش عايزه اتكلم معاكي يا ريت تسيبينا في حالنا وابعدى عني وعن بنتي.
سمعتها شغف وهي تضيق ما بين حاجبيها هاتفه 
ليه كده يا فهيمه أنا حابه أتكلم معاكي شويه.
لم تسمع شغف منها رد ولكن استمعت لصوت تهشم زجاج يدل على استيائها من حضورها انسحبت بهدوء وهبطت الى اسفل.
وجدت كريمه والحجه فردوس ينتظرونها اقتربت منهم وجلست امامهم هاتفه 
انا أديت ل ورده حقنه مهدئه وهي دلوقتي نايمه واتفقت معاها إنها هتتعالج نفسيا ..
اما فهيمه حاولت ان أدخل لها لاقيتها رافضه إني أدخل لها وأنا سمعت صوت تكسير حاجه زي فازه كوبايه.. مش عارفه ابعتي حد يشوف ايه اللي حصل فيها.. بس أنا عايزه اعرف هي عرفت منين اني موجوده وعايزه اتكلم معها....
ذمت كريمه فمها وهزت رأسها بأسف هاتفه 
هي طلبت فنجان قهوه أنا بلغت نعمه تقول لها إنك موجوده وعايزه تقعدي معاه.....عشان كده هي رفضت إنها تكلمك.
استقامت شغف وهى ترتدى حقيبتها 
ربنا يهديها وأنا بعد إذنكم لازم امشي عشان ورايا عمليه.
ردت عليها الحجه فردوس بأسف  
ما تزعليش منها يا شغف أنتى عرفها طول عمرها رأسها يابسه ولسانها سابق تفكيرها ..
هتفت شغف متفهمه 
حضرتك عارفه يا أمي أن عمري ما زعلت منها ..ربنا يهدي الحال
ابتسمت تودعها واشارت لكريمه 
باي باي ياكركر وتركتهم وغادرت فيلا السيوفي.
نظر الاثنين الى بعضهم بأسف من تصرف هذه المتهوره الغاضبه طوال الوقت.
مر اسبوع كامل علي وقعه الطلاق 
وجاء وقت الاحتفال ب برتيشن زهور الصفا كما أطلقت عليه صاحبته..
كان المكان مزين بالأنوار التي تجعلة يلفت جميع الماره في الطرقات.. مما جعل كل عاشقان يدلفون لاقتناء الورود تعبيرا عن حبهم لبعضهم....
كانت صفا جميلة مثل اميرات الحكايات  ترتدى فستان مرصع بالكريستال على شكل زهور تشع ضوء وبريق يخطف الأضواء وهي تقف بين زهورها لا تقل جاذبية عنهم......
تستقبل الحضور بباقات الزهور التي أعدتها مسبقا..
كان يقف بجوارها أخيها راكان الذي يساندها ولا يكف عن المرح معها قائلا  
طلعتي شاطره وقد حالك.. عجبني جدا وقفتك لوحدك واعتمادك علي نفسك..  انا عارف أنك كنتي راجل مكاني في غيابي.. وعشان كده انتي غالية قووووى علي قلبي..
وسحبها الى صدره وطبع قبله علي مقدمة رأسها وأخرج من جيبه علبه مجوهرات فتحها راكان وأخرج منها سلسلة عليها صورتهم هما الإثنين وأكمل حديثة قائلا بمرح 
شوفى بقي يا باشمهندسه صفا احنا رجاله زى بعض بس اسمحلي أنك تتنازلى عن رجولتك وتلبسى السلسلة دى من أخوكى. .
امسكتها وفتحت دلايتها التي علي شكل قلب.. صړخت بسعادة عندما وجدت صورهم واسمائهم محفوره عليها.. فرت دمعه من عينها هاتفه وهي ترتمي في احضانه 
ربنا يخليك ليا يا أبيه راكان منحرمش منك ابدا..
ضمھا بحنان قائلا 
ولا يحرمني منك يا قلب اخوكى يلا عشان البسك السلسله..
ابتعدت عن احضانه واعطتها له استدارت ورفعت شعرها لكي يلبسها لها..
كان جميع يشاهدونهم في حب وسعاده ..دعت لهم كريمه ان يديم عليهم نعمه السعاده والمؤاخه ويجعلهم سند لبعضهم .
كانت أبرار تجلس هي وأحمد على الطاوله مع الحاج محمد والحجه فردوس وجلال وكريمه وشغف وقاسم وأمينه والدة

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات