الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية نبضات تائهة ج2 الحلقة السابعة عشر بقلمي ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

هتتسندوا على عيالكم بعد كده وتفضل الحياه مستمره..
ردت عليها كريمه داعيه وهي ترفع يدها للسماء 
ربنا يخليكم لينا يا ماما انت وبابا ويهدي لنا ولادنا ويبقوا لينا سند وعوض في الدنيا وصالحين في الاخره.
آمن الجميع على دعائها
اشار لهم جلال قائلا 
يلا اقعدوا افطروا 
واقفين ليه يا ولاد وحول نظره الي راكان وانت كمان اقعد كمل فطارك.
كانت عيون يونس تتهرب من صفا التي كانت تراقبه في صمت وعندما تأكدت من تجاهله لها  شعرت بالحزن وقررت أن تنسحب من بينهم هاتفه 
عن اذنكم أنا رايحه البارتيشن عشان اشرف على آخر التحضيرات قبل الافتتاح .
رد عليها والدها جلال  
ماشي يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك وطمنيني عليك كل شويه ولو احتجتي حاجه كلميني.
ابتسمت لها وتين هاتفه  
مبارك عليك يا صفصف قلبي.. بس اعملي حسابي أن أول باقه ورد تكون ليه مكتوب فيها اسم راكان بالورد الجوري وسط باقه بيضاء كبيره.. كانت تتحدث وعيونها تحتضنه بحب واشتياق لاحظه الجميع.
ابتسمت لها صفاوعلى وجهها ضحكه بشوشه 
ده كده كده يا حبيبتي هيحصل من غير ما تقولى...
شعرت كريمه بحزنها وانقبض قلبها ..
اقتربت منها هاتفه 
الف مبروك يا حبيبتي وربنا يحقق لك كل اللي بتتمنيه ويقدر لك الخير حيث كان..
ضمتها صفا برجفه تزعزع سلامها النفسى هاتفه  
تسلمي لي يا ست الكل.. ادعيلى كتير محتاجه دعواتك قوى.. لترفرف بأهدابها تتفادى لمعة عينيها ببريق ماستها التى تهدد بتحطيم كبريائها وحملت حقيبتها وودعت جدها وجدتها وتركتهم مهروله تتفادى نظراتهم ..
فى حين هو يجلس وعيونه تتبعها تطلق نظرات مثل الرصاصات..  ولكن ظل ثابتا يفكر كيف .. 
كيف له أن يجلس ويتركها بمفردها مع غريمه هذا المهندس الذي يعلم من نظراته أنه يكن لها مشاعر تجهلها ..
فاق من شروده وأفكاره التي تحرقه على صوت راكان هاتفا بنبره عمليه جديده على اسماعهم 
يلا يا شباب عشان عندنا اجتماع مهم وأنتم ولا علي بالكم حاجة
وحول نظره الي الجميع واسترسل حديثه 
بعد اذنك يا جدي وحضرتك يا والدي انا هدخل غرفه المكتب عندنا اجتماع مهم .
ابتسم له والده قائلا وهو يشير الى غرفه المكتب 
اتفضل يا ابني انت بتستأذن فى بيتك..
وقبل أن يرد عليه راكان ويشكره 
رد عليه الجد بنظرات حاده وصوت اجش وهو ينظر الى إبنه جلال قائلا 
ده بيته يا جلال وكلمه اتفضل دي بتتقال للغريب مش لصاحب البيت .
وحول نظره الى راكان واسترسل حديثه 
انت تدخل المكان اللي أنت عايزه وان شاء الله كمان يومين يبقى عندك مكتب كبير عشان لما تحب تشتغل وتعمل اجتماعاتك فيه تبقى براحتك.
انحنى راكان وطبع قبله على كف يده قائلا 
ربنا يخليك يا جدي وما انحرمش منكم كلكم يارب .
كانت السعاده تغمر كريمه من رأسها حتى أخمص قدميها من حديث الحاج محمد الذي يعوض به إبنها عن أيام غيابه عنهم
نظرت إلي الحاج محمد بأمتنان علي ما فعله مع ابنها بادلها النظرات بابتسامة راضيه.
دعت لهم الحجه فردوس بالتوفيق وصلاح الحال..
دلفوا غرفه المكتب ليتهادى أمامهم راكان فى خطوات متزنة تدل على عمق شخصية صاحبها ..
ذهب خلف المكتب وسحب كرسيه ليجلس  بهيبه وحضور ټخطف أنفاس الحضور وأمامه يونس ويعقوب ووتين والجميع يشعر بأنه سوف يعاقب على استهتارهم في حق مجموعة الشاذلي للاستشارات القانونيه الفتره الماضيه.. 
تجهم ملامحه ونظراته السوداويه تنبأ بأن القادم سيئ..
ازدرد يونس لعابه وأخرج من حقيبته الملف الخاص بالقضيه وأعطاه الى راكان قائلا 
ده ملف القضيه وقبل أن يكمل حديثه امسك راكان الملف وتركه بإهمال على المكتب وهو ينظر  لهم پغضب يظهر على وجهه تساؤل جعل الخۏف يتسلل الي قلوبهم  
أولا ممكن اعرف يا أساتذه إزاي تقبله قضيه بالشكل ده!
ثانيا معالي المستشار وقع العقود دي إزاي
ثالثا مين اللي اختار المحامي اللي اختفى من المكتب من غير ما حد يعرف عنه حاجه وازاي
وأكمل وهو يشير الي ثلاثتهم 
عاوز تبرير مقنع منكم انتم الثلاث .
وظل يطرق بقلمه على زجاج المنضده ينتظر اجابتهم.....
هتفت وتين بتلعثم ونظرات حائره بين يعقوب و يونس أنت عارف الظروف اللي كنا بنمر بيها ما كانش في حد فينا مركز في الشغل..  تعب ماما وبابا.. وغيابك اللي كان ملخبط الدنيا كلها.. وهدها فوق دماغنا..  طبعا كان لازم اخصمنا يستغلوا الظروف دي ويورطونا أنت عارف من البدايه ان المجموعه دائما مستهدفه عشان تقع..
رد عليها وهو يرفع حاجبه قائلا 
بس ده مش مبرر للي حصل لو سمحت يا أستاذه وتين أنا محتاج مبرر عملي للموقف الزفت إللي إحنا فيه.. وأنتم اكتر تيم عارفين أن انا ما بحبش اختلاط الأمور الشخصيه بالعمليه واشار إلى يعقوب ويونس بالقلم هاتفا پغضب 
مبرراتكم يا اساتذه .
رد عليه يعقوب بتلعثم الظروف اللي مر بها المكتب الفتره دي كانت سيئه واللي حصل دا اكيد هنعرفه بس المهم لينا دلوقت أننا متأكدين أن القصة دى مشبوهه وأن اللي مكتوب في الملفات دا مش صحيح.
انحي يعقوب بجزعه علي ركبتيه يشبك أصابعه يضغط عليهم ود يفتك بمن أقحمهم فى هذه الورطه..
أردف يسترسل
الكارثه أن ده رابع مصنع ببتقفل بنفس الطريقة ونفس المساهمين اخدو قروض عشان يقدروا يسدو القروض القديمة..  إللي اطرت البنوك ڠصب عنها تديهم غيرها عشان يقدروا يشتغلوا ويسددو القروض القديمة و الجديده.. وطبعا البنوك لما حبت تحجز على أملاكهم عشان تضمن حقوقها فصلوا العمال بدون ما ياخدوا مرتباتهم ولا جزء بسيط من حقوقهم.. وطبعا المساهم الأكبر اللي القروض بأسمه هرب بره مصر .. والمساهم الثاني مبيظهرش والوكيل بتاعة هو اللي في الصوره.. وباقي المساهمين هما اللي وكلونا عشان نضيع حق العمال.
نظر له يونس وعلامات الحيره فى صوته مردفا 
المشكلة أننا هنفضل نأجل القضية لأمتي....
رد عليه راكان پحده وتهكم 
المشكلة يا عقرب مين اللي زق الواد المحامي ده عشان نقبل القضية..  عاوز يوقعنا ولازم نعرف مين وراه..  ودى مهمتكم ..
أما القضية وتين مش هتحضر فهيضطر القاضي يأجلها .. وكلم أى حد من المكتب هناك يتابع هتتأجل لأمتي..  وأنا عارف هعمل إيه لحد ما اقدر اوصل لمين اللي وراهم وبعد الضهر أنا هقابل صاحب القضية وهعرف منه اللي عاوز اعرفه.. 
ودلوقت يالا بينا علي المجموعة عشان لازم ندرس القضية كويس ونلعب على ثغراتها ونفتح جميع الملفات وعاوزين باقي المحامين إللي هيتشغلوا علي القضية نختارهم بعنايه عشان عاوز الشغل عليها يفضل سر بنا ... 
أومأ له الجميع والقلق يتسرب داخلهم وانصرفوا الي المجموعة وكلا منهم يرسم شبكه لبداية مسك طرف خيط لحل لغز القضيه..
بيت زياد
احيانا نحتاج إلى لحظة هدوء
إلى هدنة مع الحياة إلى صمت يكتم ضجيج الروح إلى وسادة سلام تسند أحلامنا المتعبة إلى نغمة هادئة تغمرنا بالسکينة أو عزلة نعيد فيها حساباتنا ننصت فيها لصوت العقل والقلب معا لنشعر ببعض السکينة
يجلس هو والدته في شرفة غرفته يتحدثون عن طلاقه .. كلماتها أشبه ببلسم طيبت جراح قلبه.. فها هى من جديد تواسيه بحنان أن القادم أفضل.. تراعى مشاعره هاتفه 
عارف يازيزو السعاده والشقاء بيفصل بينهم خيط

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات