روايتي غمزه الفهد البارت التاسع بقلمي ياسمين الهجرسي
ويشوف أيدى...
خطت نحوها بسنت تمسك يدها لتكتم غمزة تأوهاتها المتألمه هاتفه بحنق
يابنتى حرام عليكى .. اعمل فيكى ايه غشيمه كده على طول .. أهدى ياماما دى أيد ناس مچروحه .. مش طوب واسمنت من اللى بتشتغلى فيهم.......
صڤعتها بسنت فى كتفها هاتفه بزهو
يابنتى انا ليدى أيه عرفك أنتى يابتاعة البهايم...
صړخت بهم أنعام فلو تركتهم لهاصوا فى حكاياتهم طيلة النهار هتفت بيأس منهم
أومأت الفتيات بإحراج وامتثلوا لكلامها كلا منهم تأخد طبق تضعه على السفره....
بحنو أوقظته أنعام للفطور استقام معها يجلس على رأس السفره والنعاس يداعب جفونه مد يده يجذب رغيف من الخبز لاحظ ضماده كبيره على يد غمزه ترك الخبز وتطلع لها باستعلام يسألها عن إصابتها
تلعثمت غمزة وهتفت
بص ياوالدى من غير لف ودوران .. أنا اللى قلت لاحمد مش يقولك عشان متتخضش عليا .. وأنا كنت هقولك بالليل لما جيت بس لاقيتك نايم .. صعبت عليا أصحيك .. وماما أنعام مالهاش ذنب فى انها تخبى عليك انا قولتها لما تصحى هبلغك بنفسى.....
وبالنسبه لأيدى ده حتت چرح صغيووووور .. مش مستاهل .. بس أبيه أحمد هو اللى عمله لفه كبيره .. مش عارف يعمل شغله مظبوط هنبقى ندخله طب من أول وجديد....
لم يخيل عليه كلامها حدق بها يقول
يابكاشه عماله تلفى وتدورى وأنتى عارفه أنى فى الآخر لازم أخليك تقرى وتعترفى .. يبقى على طول اتكلمى عشان عايز ادخل ارتاح شويه قبل ما انزل المكتب مع بسنت ........
تفهم عليها موقفها وأثنى على حسن تصرفها رغم وجعه على هيئتها المتعبه ولكن تصرفها كان على صواب......
استقام يضمها لصدره يقبل رأسها بفخر قائلا
ربنا يبارك لى فيكى يابنتى .. وديما كده مطوله راسى وفخور بيكى.....
وتابع بإرهاق
أنا كده فطرت .. لو مش نازله المدرسه ياأنعام صحينى الضهر .. ولو نزله ظبطى المنبه وزيادة تأكيد عشان مترحش عليا نومه أبقى رنى عليا لحد ما أصحى.....
من عيونى حاضر..
استقامت بسنت هاتفه
أنا كمان هدخل ألم التصاميم اللى كنت شغاله عليها وانزل المكتب عشان فى عميل جاى عشان أعاين معاه موقع الأرض الل هشتغل عليها......
تابعتها غمزه هاتفه
وأنا كمان هقوم ألبس عشان أروح العياده زمان صخر على إفاقه ولازم اكون موحوده عشان ميهجش وجرحه يفتح تانى.....
نقف الآن أمام بناء عقاري حديث الأنشاء متعدد الطوابق وبالتحديد الدور الثاني نشاهد يافطه اعلانيه على وجهة العقار مخطوط عليها.....
مكتب العزة للانشاءت الهندسيه والتسويق العقارى وأعمال المحاسبه
هذا المكتب لصاحبه عزت رشدى وابنته بسنت الحسينى
تصطف الآن سيارتها بجوار البنايه أخذت حقائب التصميم وحقيبتها الشخصيه وأدارت الباب تفتحه تغادر السياره تترجل لداخل المبنى صعدت إلى مكتبها ألقت التحيه على السكرتيره منى وضعت متعلقاتها على المكتب وذهبت تجلس ورائه تباشر أعمالها قبل مجيئ العميل......
مضى بعض الوقت أتى العميل وتباحثت معه فى عدة نقاط واتفقوا على البنود الاساسيه للمشروع محط المناقشه وغادر على اتفاق لموعد آخر للمعاينة.....
زفرت براحه لإنجاز أول أعمال اليوم أخرجت التصميم التى كانت تعمل عليه بالأمس لاستكماله طقطقت رقبتها يمين ويسار من تشنج عروقها رفعت سماعة الهاتف الداخليه للمكتب تحدثت للسكرتيره تطلب منها عمل كوب قهوه فى نفس الاثناء سمعت صوت جهور يتحدث بجوار منى السكرتيره يطلب الدخول.......
قطعت كلامه وهتفت على منى
مين ده و عايز أيه......
أجابتها باحترام
ده غفير بيقول أنه عاوز حضرتك ضروري....
عقبت بسنت
دخليه لما اشوف عايز ايه
بالفعل دخل ولكن بغشوميه أدار الحديث
سألته بسنت
خير حضرتك طلباتك....
أجابها الغفير باندفاع
ريان باشا عاوز حضرتك في فيلا الراوى عشان الحريق اللي حصل .. وبيقول لحضرتك الفلوس اللي هتطلبيها هتاخديها........
بسنت باستهجان قاطعته
فلوس إيه اللي بتتكلم عليها .. وبعدين أروح لمين يامتخلف .. قول للى بعتك يجي يكلمني في مكتبي .. مش بعتك ليا تقولي كلام فارغ.....
الغفير مصححا لكلامه
أبدا يا بشمهندسه مش زى ما حضرتك فهمتى .. أنتى على راسنا .. كل ما في الأمر أن الفيلا انحرقت .. والدنيا مقلوبه .. أشي حكومه .. وأشي مطافي .. وأشي إسعاف.....
بسنت بتذكر لأحداث حريق أمس ربطت كلامه لتستشف مصدقيته أومأت بالموافقه هاتفه
أنا هاجي عشان سمعت الحاج الراوى اللى ميختلفش عليها اتنين بس مش أكتر غير كده مكنتش قمت من مكانى......
استقامت جمعت أشيائها وغادرت معه.....
فى نفس الاثناء نقف فى مكان كنا به ليلة امس ولكن نحن فى صباح يوم جديد وأحداث مختلفه المنظر صباحا فى ظل الزرع المحاوط للعياده يشعرك بالسكون والراحه......
نظرا لأصابة يدها لم تستطع قيادة الماتور خاصتها هبطت من توك توك فهذا هو المتاح فى البلد وسط الحقول ترجلت للداخل ألقت التحيه على مرعى التمرجى لتفاجئ به يجلس بانتظارها......
حدقته بذهول هاتفه بصياح
أنت هنا من أمتى .. ولا تكون بايت جنب صخر .. هو أنت منمتش فى بيتكوا .. ولو نمت أيه اللى مصحيك بدرى كده .. انت مش بيتكوا ۏلع امبارح واكيد وراك شغل وتصليح فيه .. ولا يكنش لسه معندكش ثقه فيا أنى هخلى بالى من صخر.....
قالت كلماتها باندفاع تسترسل كلمه وراء كلمه بدون توقف.......
جحظت عينيه كادت تخرج من محجريهما من استغرابه لاسترسالها المندفع أى دكتوره تلك راديو معد تظبيطه على موجة قڈف كلمات فى أى وقت بدون فهم.........
وضع يده على فمه يخبطه خبطات خفيفه وأشار لها أن تصمت قائلا
هششششش .. هششششش
أيه راديو بيتكلم مبيفهمش .. نزله حدف ياخربيت عقلك افصلى وأدينى فرصه أتكلم...
خجلت من فعلتها وأحقت نفسها هاتفه باعتذار
معلش أنا أسفه .. بس اټخضيت لما لاقيتك قاعد مستنينى .. يعنى توقعت أنك من تعب ليلة إمبارح هتنام مش هتصحى قبل الضهر....
طالعها بتهكم قائلا
ده على أساس أنك مش تعبانه وبالرغم من كده صحيتي بدرى ونزلتى عشان تشوفى صخر
اندفعت هاتفه
ما خلاص بقى هنقضيها سين وجيم .. أخلص كده تعالى على جنب عايزه ادخل اشوف المړيض بتاعى.....
صفع كفيه مستعجب من تحولها الذى بين برهه وهنيهه هتف لنفسه
هى ملبوسه ولا عليها عفريت .. أيه ياربى الجنان ده لأ أنا آه حبيتك بس مش طالبه معايا جنان .. كفايه اللى انا فيه .. أركنى على جنب لما أفوق لك ..
صدح صوته بخشونه
يادكتوره ياريت نتكلم بأسلوب متحضر أكتر من كده .. أنا جيت أطمن على صخر وماشى . شكرا لاستقبالك المميز ..
لعنت غبائها وتسرعها لما دوما معه مندفعه تلعثمت هاتفه
أنا مكنش