الأربعاء 18 ديسمبر 2024

نبضات تائهة ج2 الحلقة الرابعة عشر بقلمي ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

الحلقه الرابعة عشر
نبضات_تائهه_ج
وتين_ج
ياسمين_الهجرسى 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مهما إمتد عمر المودة فلن تستطيع تقييمها.. إن لم تعبر ظروفا حرجة مع الطرف الآخر .. وحدها المواقف الصعبة هي التي تكشف معادن الناس..
فالمواقف تكشف من معك بكل الظروف.. وليس علي حسب الظروف.. 
لذا بين حين وآخر أعد ترتيب من حولك.. ليس حسب حروف الهجاء ... وإنما حسب ظروف الوفاء

اشتد عليه ألم الخذلان وهو يتطلع الى والدته .. نظراتها تنخر بداخله بلا رحمه .. يتهرب من عينيها تاره ويطأطأ رأسه تاره ..
يجاهد نفسه ويحثها على الثبات .. ضاقت به الارض ومن عليها .. يريد ان يهرب بعيدا عن الجميع ..
هرول خلسه متحاشيا النظر لهم .. ودون لفت انتباهم إليه.. ذهب وتركهم لأحاديثهم .. يريد ان ينفرد بنفسه ويناجى ربه .. لعل فؤاده يستريح من تكالب المحڼ عليه..
دلف الى الغرفه التى تقطنها ابنته صبا .. لينزوى بنفسه فى احد الأركان .. محتضن وجهه بين كفيه.. ويجهش بالبكاء.. أخذت شهقاته تتعالى.. فقد نفذت قدرته على التحمل.. لم يتمالك نفسه اكثر من ذلك امامهم ..
كان يريد لحظه يختلى بها مع حاله .. هو فى أمس الحاجه لمن يهمس له ويهدئ من روعة ما يختلج فى صدره من مشاعر تذبح روحه بلا رحمه ..
بعد قليل تنفس باسترخاء وكأنه انتبه الآن لمصدر السکينه الذى يبحث عنه ..
استقام وخطى باتجاه حمام الغرفه وتوضأ .. بعد قليل خرج ووقف بإتجاه القبله .. رفع يديه ينوى صلاة ركعتين طلب حاجه .. يقف بين يدى ربه يناجيه بقلب خاشع أن يخفف عنه حمل ما يختلج صدره من أسى على حاله وحال ما وصل إليه ابيه من غرارة أفعاله..
كان جلال يصلي في غرفة صبا بينما كريمة اعتلى القلق قلبها .. سألت عليه المحيطين بها لم تجد أحد يعلم عنه شئ .. لتدب الهواجس بداخلها .. خوفا عليه من إصابته بمكروه .
ظلت تبحث وتفتش عنه بقلق .. الى ان هداها حدسها ان تسأل عنه إحدى طقم التمريض .. التى بدورها اخبرتها انها رأته يدلف داخل غرفة الدكتوره صبا ..
تركتها وهرولت مسرعه له .. لكى تطمئن عليه من هول الأفكار التى استحوذت على عقلها فى الدقائق المنصرمه والتى أهلكت ما بين جنباتها .
دلفت وجدته يصلي.. أخذت نفس براحة وجلست تنتظره حتي ينتهي من صلاته..
كان جلال يبكي وهو يدعو الله بقلب خاشع متضرع..
كانت كلماته تهز قلبها .. وتمزق روحها....
هتف يناجى ربه متوسلا 
يا الهي انت الاقرب الى عبدك من حبل الوريد.. انت تعرف ما في قلبي والشاهد عليه.. انت من يدخل بين العبد وقلبه..
نجي أبي مما هو فيه.. اللهم انت أعلم أن هذا الحمل ثقيل علي.. ولا استطيع العيش بذنب ابي.. اللهم اشفيه شفاء لا يغادر سقما..
اكمل صلاته حتى انتهى منها وحين استقام وجد كريمه تجلس تبكي على حاله..
نظر لها نظرة انكسار.. وحاد بنظره بعيدا عنها ..
اقتربت منه وأمسكت يده وسحبته الى الفراش وهي تمرر يدها على لحيته تجفف دموعه بحنان هاتفه 
مالك بس يا جلال ايه اللي جرى ليك .. وايه اللي عملته خلي عمي تعب بالشكل ده .
ابتلع ريقه وهو يتشبث في كف يدها كالطفل

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات