قصة سر الأشخاص
خلف ولم تكن ملامح وجهه واضحة في صورة وكانت مواصفاتهم هي نفس صفات الاشخاص الذين تحدث عنهم ذلك الرجل السڤاح
لم يعد جلال يستطيع ان يفهم ما الذي يحصل من حوله وشعر بنفسه غارقا في دوامة لا متناهية من حيرة والشك وبدا يتسائل في نفسه عن من يكون اولئك الأشخاص الثلاثة
ومن اين جاؤ ولماذا يتبعونه ويحمونه لقد إقتنع بأن كلامه هو صحيح وان هناك شيء غريب يحصل معه فإحساسه يقول ذلك وحتى وان كان سفيان يراه عكس المنطق ولكنه واثق من ان هناك شيء مريب يحصل
لم يعجب هذا كلام جلال وقالانت لماذا لا تحاول ان تصدقني أتعلم أنه قبل قليل قد اذاعو خبر حاډث المرور في نشرة الاخبار وان لقطات التي ظهرت في نشرة كانت مأخوذة من قسم تحقيق في حوادث مرور وهي نفس اامشاهد التي كان يتحدث عنها ضابط تحقيق
راح سفيان يصغي الى كلام جلال في نظرات غير مبالية وكان يحاول ان يبدوا انه ينصت بهتمام اليه وبعدما اكمل جلال كلامه خاطبه سفيان قائلا أتعرف ما هو علاجك انت الحل هو ان اخذك الى الطبيب نريمان وفورا فهي من ستجد علاج لحالتك هذه
قال جلال ومن هذه الطبيبة
قال سفيان هذه طبيبة نفسانية فتحت مصحة لعلاح الأمراض العصبية والنفسية في شارعنا انصحك بزيارتها حتى تصغي الى حديثك جيدا وتعطيك دواء اللازم
فانا أعلن إستسلامي أمامك فقد فشلت في أن اقنعك فربما لو ذهبت اليها ستجد لك حل لهلوساتك وخرافاتك
فأجابه سفيان على الفور وماذا تسمي الكلام الذي تنطق به أليس هو قمة الجنون كيف لعاقل ان يتوهم بان هناك اشخاص في الخفاء يأتون لإنقاذه من السڤاح في منتصف الليل ويبعدونه
أتعلم اني أصبحت خائڤ عليك من هذا التفكير واخشى ان يدفع بك فعلا الى ان تصدق او
سكت جلال وراح يفكر في كلام صديقه سفيان وراح يتخيل نفسه وهو يلبس عباءة زرقاء ويتجول بين مجانين في مستشفى الامړاض العقلية وراح يتخيل نفسه ايضا وهو يركب على عصا مكنسة ويجري بيها في وسط المستشفى
فرح سفيان لما سمع هذا الكلام وقال هذا هو جلال الذي أعرفه ابعد عن نفسك تلك الاوهام ولا تفكر بها وصدقني بان ذلك الامر لا يمكن أن يحصل مع انسان عادي مثلنا
حاول ان تتخلص من الافكار السوداء التي تدور في ذهنك
فأجابه جلال لحسن التطواني بصوت خاڤت إن شاء الله سأحول ذل
ضحك جلال قليلا وقال اتصدق لو قلت لك انني قد تخيلت نفسي بذلك المنظر ولكن شيء الذي غير تفكيري ليس تلك طبيبة ولكن سأحول ان اسمع نصحيتك واتجاوب معها حتى اعرف اذا كانت توقعك صحيح ام لا .
نهض سفيان من مكانه وقال ثق كل الثقة بأنه صحيح وستثبت لك الايام صحة أقوالي على العموم إقترب موعد العشاء وأنا سأذهب نلتقي في وقت اخر ليلة سعيدة
خرج سفيان وبقي جلال جالس لوحده في منزل يفكر في ما قاله صديقه وان كان قد اقنعه بعض الشيء ولكن راى انه لا مناص من الاستجابة لإقواله حتى يتاكد بنفسه
وبعد صلاة العشاء ذهب الى المطبخ وأعد وجبة عشاء خفيفة وتناولها وخرج وبينما هو في طريقه الى غرفة النوم سمع طرق على الباب فإعتقد بان سفيان قد عاد ثانية ليسهر معه وما ان فتح إذا به يتفاجأ بوجود ثلاث رجال أشخاص عمالقة يقفون على عتبة الباب
تراجع جلال الى وراء وهو مړعوپ ومڤزوع من ذلك المنظر الذي شاهده أمامه وظل يحلق عينيه في الرجال العمالقة الثلاثة الذين كانوا يقفون عند الباب وهم يرتدون معاطف سوداء
فأحس بنوبة خوف شديدة جعلته يترجف من كل مكان في جسده ولا يعرف ما يقول او يتكلم فقد ظهر له البرهان الثابت الذي يأكد بالفعل ان أولئك الاشخاص الثلاثة كانوا يمشون من خلفه موجودين وليس وهم أو خيال
وان الرجل السڤاح الذي رأهم لم يكن يهذي وحتى ضابط التحقيق كان صادق في كلامه تمنى في تلك اللحظة لوكان معه صديقه سفيان حتى يرى بنفسه هذا المنظر ويتأكد له صدق ما يقول
فدخل الرجال الثلاثة مباشرة الى المنزل بقامتهم طويلة وأغلقوا باب بقوة جعلت صوت اكثر
دخلو الأشخاص الثلاثة مباشرة الى المنزل بقامتهم الطويلة وأغلقوا الباب بقوة جعلت صوت إرتطمه يرتج لها قلب جلال الى درجة كاد يتوقف من الهلع فبدا يتراجع بخطواته الى الخلف اكثر والرجال الثلاثة قادمين نحوه حتى إرتطم ظهره بالاريكة المسندة في وسط المنزل فتوقف عندها وقال بصوت متلعثم من أنتم يا سادة وماذا تريدون مني
لم يجب عليه أحد منهم بل ظلوا واقفين يتألمونه بصمت وعيونهم تتراقص تحت بريق