الضوء الأخير قصة حقيقية توجع القلب
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
قصة حقيقية توجع القلب
الضوء الاخير
أنا زوجة وأم لابن وبنت ومنذ أن بدأت حياتي مع زوجي ونحن نعيش حياة رغدة وقد استعنت طوال حياتي الزوجية على تربية أولادي بمربيات عديدات وكانت كل واحدة منهن لا تمكث عندي أكثر من شهرين ثم تفر من قسۏة زوجي العدوانية بطبعه فقد كان يتفنن في تعمل عندنا ولا أنكر أنني شاركته في بعض الأحيان جريمته.
ولما صارت ابنتي في السابعة من عمرها وابني في المرحلة الإعدادية جاءنا مزارع من معارف زوجي يصطحب معه ابنته الطفلة ذات الأعوام السبعة فاستقبله زوجي بكبرياء وترفع.
قال المزارع البسيط أنه أتى بابنته لتعمل عندنا مقابل عشرين جنيها في الشهر فوافقنا. وترك المزارع طفلته فانخرطت في البكاء وهي تمسك بجلباب أبيها وانصرف الرجل دامع العينين
بدأت الطفلة حياتها الجديدة معنا فكانت تستيقظ في الصباح الباكر لتساعدني في إعداد الطعام لطفلي ثم تحمل الحقائب المدرسية وتنزل بها إلى الشارع وتظل واقفة مع ابنتي وابني حتى يحملهما أتوبيس المدرسة وتعود إلى الشقة فتتناول إفطارها وكان غالبا من الفول بدون زيت وخبز على وشك التعفن ثم تبدأ في ممارسة أعمال البيت من تنظيف ومسح وشراء الخضر وتلبية النداءات حتى منتصف الليل فتسقط على الأرض كالقتيلة وتستغرق في النوم وعند أي هفوة أو نسيان أو تأجيل أداء عمل مطلوب ينهال عليها زوجي ضړبا بقسۏة شديدة فتتحمل الضړب باكية صابرة ورغم ذلك فقد كانت في منتهى الأمانة والنظافة والإخلاص لمخدوميها تفرح بأبسط الأشياء.
ورغم اعترافي بأني كنت شريكة لزوجي في قسوته على الخادمات وتفننه في تعذيبهن إلا أنه كانت تأخذني الشفقة في بعض الأحيان بهذه الفتاة لطيبتها وانكسارها فأناشد زوجي ألا يضربها فكان يقول لي إن هذا الصنف من الناس لا تجدي