الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ياسيم بقلمي ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ثمين عظمه الليل تعطي بريقا لكل شيء يسقط عليه ضوء القمر جعلت الإبتسامه المرسومه على ثغرها تتسع لتضفى بريق لامع ينعكس على زورقة عينيها التى تعبر عن مدى استمتاعها الى أقصى حد 
ممكن أعرف لي ما أكلتيش لحد دلوقتي أول ما عرفت سبت كل حاجه وجيت على طول 
نظرت له بعتاب ولوم هاتفه 
وأنت يهمك قوي أنى أكل أو لأ 
اغمض عينه لكي يسيطر على مشاعر غضبه منها مردفا 
طبعا يهمني والأهم من كده تخلي بالك من صحتك عشان بجد مش هستحمل اشوفك تعبانه 
معقول يا ياسيم مش حاسه بمشاعري ناحيتك 
ابتسمت له بخجل واشاحت بنظرها بعيدا عنه حتى لا تفضحها عيونه 
مرر انامله على وجنتيها بحنان وهو يتكلم بصوت اقرب للهمس الذي جعل مشاعرها تذوب كما تذوب قطعه الثلج تحت اشعه الشمس الملتهبه مردفا 
تتجوزيني يا ياسيم 
سقطت جملته على أذنها كسقوط الندى فى ليله ليس بها ندى جعلتها لا تشعر بشيء من حولها سوى أنها تتمنى أن تختفي من أمامه ولكن عقلها سيطر عليها 
هتفت بتوتر 
وأنت تعرف أيه عني عشان تطلب أنك تتجوزني 
رد عليها بهدوء وكلمات كانت كفيله أن تجعلها توافق على الزواج منه أردف بحب 
شوفي
يا ياسيم أنا عارف عنك كل حاجه أنتى ممكن تكوني زعلانه مني بسبب تصرفاتي العصبيه فى آخر موقف معكي 
تابع بتوضيح 
بس صدقيني فعلا أنا ما كانش ينفع اسيبكم تعيشوا لوحدكم ولا هطمن ولا هرتاح وانا حاسس بخطړ حواليكم 
وعشان أريحك وأرضيكي أنا هجيب المأذون وهنكتب كتابنا بكره عشان تقعدي فى الفيلا براحتك 
عشان تعرفى أنا حاسس بيكى بتفكري فى أيه خليكى ديما واثقه أنى هساندك وهقف فى ضهرك فى أى حاجه متقللش من شكلك قدام الناس 
غمز بطرف عينيه هاتفا بمرح 
ودي فرصه حلوه عشان اخليكي تحبينى 
ولو أنى أشك أنك حبيتيني من أول نظره 
كلماته دوما تشوش عقلها لا يعطي لنفسها فرصه للتفكير دوما قراراته تصيبها بالذهول 
قطع شرودها واستقام وبسط يده وأخذها ودلف بها داخل الفيلا عازم النيه بإخبار والدته وجدتها بحديثهما 
بينما هى كانت تسير معه وحمرة الخجل تكسو وجهها تبتلع كلماته تستسيغها بحب ورضا هى تمنت هذه اللحظه منذ أن رأته ولكن مخاوفها من عمها أفقدتها الأمل فى أن تنال السعاده التى تتمناها حمدت ربها وتمنت ان تسير الأمور فى هدوء 
تطلعت والدته وجدتها إلى بعضهم باندهاش ثم صدح صوت والدته قائله 
خير يا ولاد مالكم صالحتها يا حمزه زي ما قلت لي 
لو سمحت يا جدتي يسعدني ويشرفني طبعا أنى اتجوز حفيدتك على سنه الله ورسوله 
ابتسمت الحجه هدى وهي تنظر إلى حفيدتها الخجله التي تطأطأ رأسها تنظر الى الأرض فهمت أنها موافقه 
الشرف لينا طبعا موافقه يا حمزه مش هلاقي أحسن منك أتمنى على حفيدتى 
استقامت والدته ولأول مره تطلق زغروطه عاليه منذ ۏفاة زوجها عقلها لا يستوعب أنها سترى ابنها عريس كما تمنت هذا اليوم من سنوات 
نورتي حياتي وحياة ابني 
أنا ربنا كرمنا بيكم وعوض صبري خير ببنت هاديه وجميله زيك وأم حنونه زي الحجه هدى 
صدح صوت حمزه قائلا 
ان شاء الله كتب الكتاب بكره وحضرتك ياجدتي هتعزمي كل جيرانك وحبايبك وأنا هعزم معارفنا عشان نعمل اشهار والفرح يبقى على مهلنا لما ياسيم تاخد عليا 
تابع يوضح 
يعنى حضرتك شايفه كل حاجه جت بسرعه بس أنا حابب أريحها عشان الوضع يكون مناسب أكتر لما تبقى رسمى مكتوبه على أسمى 
ردت عليه الحجه هدى قائله 
ان شاء الله يا حبيبي بس قولى هيبقى كتب الكتاب أمتى 
رد عليها قائلا بحب 
بعد صلاه العشاء 
جلسوا معا يتسامرون في جو من الألفه والحب وانقضى الليل وكل منهم داخله حكايه من العشق 
كن علي يقين أن الأشياء الصعبة قد تتغير في لحظة 
والڤرج سيجتاح الضيق بلا بوادر 
والعافية ستسري في الجسد المنهك من دون مقدمات 
والأمل الذي طال إنتظاره سيصل 
و لو على أكتاف المستحيل 
اشرقت الشمس بنورها الذي ملأ الطقس دفء مثل دفء قلوبهم بالحب مر الوقت سريعا وانقضى النهار فى التجهيزات والتحضير لمراسم كتب الكتاب وجاء الموعد المنتظر الذى جمع الأهل والجيران والأصدقاء والمعارف وأصبحت زوجته أمام الله والجميع 
بعد مرور شهر على خطبتهم
يجلس وسط محله الذى يعشش به العنكبوت من قلة البضاعه والعمال يحاوطونه يطالبونه بيومية أجرهم فى العمل بالمحل الذى لما يتلقوها منذ اكثر من شهر 
زفر بضيق من خنقة الأحوال وتزاحم الديون عليه 
هم يتصل رأفت على زوجته عزيزه لكي يطلب منها مبلغ من رصيدها في البنك 
فهى منذ فعلة ابنها تركت الشقه وسكنت بعيدا بحجة مخافتها من قدوم الشرطة لمهاجمة المنزل وتفتيشه بحثاعن ابنهم 
وما كان هذا الا غطاء 
وما خفى كان أعظم 
ولأنه بكل غباء كان يثق فيها ثقه عمياء ويضع كل ما يملك باسمها وتحت تصرفها فكانت العواقب وخيمه 
أردف پحده يأمرها قائلا 
هبعت لك ياعزيزه واحد من رجالتي تروحي بكره الصبح البنك علشان خاطر تسحبي 100 الف جنيه وتبعتيهم لي 
كانت تسمعه وهي تتشطق
بعلكتها التي تشتهر بها قائله بتبجح 
ملكش عندي فلوس يادلعدي روح يا حبيبي شيل نفسك بنفسك 
لتسرسل بفظاعه 
الفلوس اللي في البنك وكل الأملاك اللي باسمك دي بقت بتاعتي انا وابني 
رد عليا پغضب قائلا 
يعني أيه ياعزيزه اللي انتي بتقوليه ده الفلوس دي فلوسي وشقى عمري 
ردت عليه بسخريه
قائله 
لا يا حبيبي دي فلوسي أنا ثمن صبري عليك السنين دي كلها وأنا مش طايقه أبص في خلقتك العكره 
لتزيد عليه خستها أكثر 
هو أنت فاكر أنى كنت عايشه معاك العمر ده كله عشان سواد عينيك لا يا حبيبي فوق أنا كنت استاهل سيد سيدك بس عشان الفلوس اللي عندك أنا صبرت على العيشه الۏسخه معاك 
واكملت لتشوه الباقى من عشرتهم القذره 
حتى الواد اللي خلفناه طلع شبهك شمام وضايع الحمد لله أنى منعت خلفه بعد حازم ما هو أنا ما كانش ينفع اربط نفسي بعيال معاك اكتر من كده 
لتنهى حديثها پطعنه قويه فى عمق رجولته 
وان شاء الله هرفع قضيه خلع وهخلعك واخذ كل حاجه منك وارميك رمية الكلاب راجل فقر 
أغلقت الهاتف في وجهه ليستوعب حجم المصېبه التى أنزلها بنفسه عندما استأمنها وسلم لها كل عزيز وغالى ظل يكسر كل ما تطوله يده فبفعلتها هذه قضت عليه 
ولتكتمل المصائب الموضوعه على راسه كان من سوء حظه يتحدث عبر مكبر صوت الهاتف وسهى عن إغلاقه وهو يهاتفها ليسمعه رجاله والعاملين معه في المحل 
التفوا يجتمعوا حوله قائلين 
معلش بقى يا معلم أنت عارف أن إحنا بنشتغل ونقبض اليوم بيومه ومش هينفع نشتغل عندك ببلاش اسمح لينا احنا هنسيب الشغل ورانا بيت ومسؤوليه وعيال 
انصرفوا جميعهم وتركوه بمفرده وسط محله الذي يشبه الخرابه 
ظل يسبهم ويلعنهم ويقذفهم بكل ما تطوله يده حتى غادروا المحل بلا عوده 
انقضى الوقت وأتى الليل وهو على وضعه داخل المحل أراد أن يخرج يذهب الى بيته لعله يفيق من هذا الکابوس وعند عبوره للطريق اصطدم بسياره جعلته يندفع الى الجهه الأخرى فاقدا للوعي غريقا فى دماءه 
بعد وقت من هروب السياره التى صډمته ظل ېنزف حتى التف حوله أحد الماره في الطرقات وحمله بمساعدة احدهم ووضعوه في السيارة وذهبوا به الى اقرب مشفى 
أرادوا أن يستدلوا على أهله أو أقاربه من هاتفه لم يجيب عليهم أحد 
مر يومين وفاق وهو متسطح على الفراش لا يشعر بأقدامه
دلفت له الممرضه لكي تعطيه الادويه 
نظر لها قائلا پألم 
لو سمحتى يا بنتي هو أنا ليه مش حاسس برجلي 
نظرت له بأسف على حالته قائله 
قدر الله وما شاء فعل يا حج للاسف الدكاتره اضطروا يبطروا رجليك 
سقطت الجمله على مسامعه جعلته يبكي ويعول وېصرخ كالنساء مما جعل الأطباء يعطوه حقنه مهدئه 
ظل هكذا لعده أيام بل أسابيع وجاء موعد خروجه من المشفى لم يجد مكانا يذهب اليه سوى بيته ساعده أهل الخير في المشفى على إيصاله الى منزله 
دلف إلى منزله على كرسي متحرك لا يجد من يعتنى به أو يساعده
ظل يفكر في حياته وما الذي كان يفعله في والدته كان دائما يقيدها ويربط يدها وقدمها كي لا تتحرك الآن أخذ الله حقها وجلس هو على مقعد مكتف اليدين وبلا اقدام مثل ما فعل بوالدته 
نظر الى السماء قائلا 
يا رب هتسامحني ازاي على كل اللي عملته فيها 
ظل يبكي على حاله وهو يحاول ان يدلف إلى غرفه الحمام ولم يجد من يساعده 
وكما تحل نسمات الرحمه على عباده الصالحين 
أيضا يحل عقاپ ربنا على عباده المفسدين 
بعد مرور سته اشهر
علم حمزه ما حدث إلى رأفت عم زوجته جلس معها يقص عليها ما عرفه من معتز صديقه 
نظرت ياسيم له هاتفه بحنق 
تيته لازم تعرف باللي حصل ده رغم صعوبته صعوبته عليها بس لازم تعرف 
نظر لها قائلا 
اللي انتي شيفاه يا حبيبتي بس حاولي تمهدي لها الموضوع عشان ما تتعبش 
ممكن تخليك معايا وأنا بقولها 
هو أنا عدت أقدر أبعد عنك أنتي بقيتي أجمل حياه في حياتي 
لازم نقول لها عشان أنتى عارفه فرحنا اخر الاسبوع 
تمام تعالى نروح نقول لها دلوقتي 
القوا عليهم التحيه شعرت والدته انه يريد أن يقول شيء وجدتها نفس الشيء شعرت من توتر وتشنج ملامح حفيدتها 
اردفت بقلق 
أنتى كويسه يا ياسيم 
نظرت الى حمزه بتوتر كي ينقذها ويبدأ هو في سرد ما حدق 
شوفي يا تيته الحياه سلف ودين واللي بيزرع حاجه بيحصدها في الاخر واللي مكتوب علينا
لازم بنشوفه وبنعيشه 
نظرت له بتساؤل هاتفه 
رأفت ابنى في حاجه صح من زمان قوي وأنا بحلم بيه أنه في ضيقه كبيره ما هو مهما عمل فيا انا أمه وقلب الأم ما بيكدبش وما بيقساش مهما حصل 
ابتلعت غصتها وهتفت 
ماله ابني 
ابتلع ريقه بصعوبه قائلا 
للاسف من ست شهور عمل حاډث سير ودخل المستشفى واضطروا يبطروا رجليه الأثنين 
انها
وللاسف الاكبر أن مراته لما عرفت خلعته وأخذت كل فلوسه حتى البيت اللي هو قاعد فيه باعته ما عدا الشقه اللي كانوا قاعدين فيها وامبارح بس اتقبض على
حازم وهو بيسحب فلوس من البنك 
نظرت أمل والدة حمزه لها تواسيها قائله 
ادعي له ربنا يهونها عليه بس صدقيني اللي هو فيه ده اهون كثير من اللي عملوا فيك كان يستحق قد كده الف مره 
فاضت دموع الحجه هدى قائله بنحيب 
أنا عايزه أروح أقعد مع ابني ما عادش ينفع اسيبه يعيش كده لوحده
مين هيساعده 
هرولت إليها ياسيم هاتفه پبكاء 
معقوله يا تيته هتسيبيني لوحدي
رتبت الحجه هدى على كتفيها قائله 
ازاي بقى يا حبيبتي هسيبك لوحدك أنتي معاكي جوزك وربنا رزقك بأم حنينه عليك أنا متأكده انها هتحن عليكي أكثر مني 
بقلب الأم هتفت 
أنا لازم أكمل واجبي مع ابني لآخر يوم في عمري 
ردت عليها أمل والده حمزه قائله 
معلش يا أمي هتروحي تخدميه أزاى وأنتى مش قادره وبتتحركي بالعافيه وعايزه اللي يخدمك وياخد باله منك للأسف مش هينفع ولازم يبقى في حل ثاني 
بينما هم يتحدثون كان حمزه يفكر فى

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات