ياسيم بقلمي ياسمين الهجرسي
ثمين عظمه الليل تعطي بريقا لكل شيء يسقط عليه ضوء القمر جعلت الإبتسامه المرسومه على ثغرها تتسع لتضفى بريق لامع ينعكس على زورقة عينيها التى تعبر عن مدى استمتاعها الى أقصى حد
ممكن أعرف لي ما أكلتيش لحد دلوقتي أول ما عرفت سبت كل حاجه وجيت على طول
نظرت له بعتاب ولوم هاتفه
وأنت يهمك قوي أنى أكل أو لأ
طبعا يهمني والأهم من كده تخلي بالك من صحتك عشان بجد مش هستحمل اشوفك تعبانه
معقول يا ياسيم مش حاسه بمشاعري ناحيتك
ابتسمت له بخجل واشاحت بنظرها بعيدا عنه حتى لا تفضحها عيونه
مرر انامله على وجنتيها بحنان وهو يتكلم بصوت اقرب للهمس الذي جعل مشاعرها تذوب كما تذوب قطعه الثلج تحت اشعه الشمس الملتهبه مردفا
سقطت جملته على أذنها كسقوط الندى فى ليله ليس بها ندى جعلتها لا تشعر بشيء من حولها سوى أنها تتمنى أن تختفي من أمامه ولكن عقلها سيطر عليها
هتفت بتوتر
وأنت تعرف أيه عني عشان تطلب أنك تتجوزني
رد عليها بهدوء وكلمات كانت كفيله أن تجعلها توافق على الزواج منه أردف بحب
يا ياسيم أنا عارف عنك كل حاجه أنتى ممكن تكوني زعلانه مني بسبب تصرفاتي العصبيه فى آخر موقف معكي
تابع بتوضيح
بس صدقيني فعلا أنا ما كانش ينفع اسيبكم تعيشوا لوحدكم ولا هطمن ولا هرتاح وانا حاسس بخطړ حواليكم
وعشان أريحك وأرضيكي أنا هجيب المأذون وهنكتب كتابنا بكره عشان تقعدي فى الفيلا براحتك
غمز بطرف عينيه هاتفا بمرح
ودي فرصه حلوه عشان اخليكي تحبينى
ولو أنى أشك أنك حبيتيني من أول نظره
كلماته دوما تشوش عقلها لا يعطي لنفسها فرصه للتفكير دوما قراراته تصيبها بالذهول
بينما هى كانت تسير معه وحمرة الخجل تكسو وجهها تبتلع كلماته تستسيغها بحب ورضا هى تمنت هذه اللحظه منذ أن رأته ولكن مخاوفها من عمها أفقدتها الأمل فى أن تنال السعاده التى تتمناها حمدت ربها وتمنت ان تسير الأمور فى هدوء
خير يا ولاد مالكم صالحتها يا حمزه زي ما قلت لي
لو سمحت يا جدتي يسعدني ويشرفني طبعا أنى اتجوز حفيدتك على سنه الله ورسوله
ابتسمت الحجه هدى وهي تنظر إلى حفيدتها الخجله التي تطأطأ رأسها تنظر الى الأرض فهمت أنها موافقه
الشرف لينا طبعا موافقه يا حمزه مش هلاقي أحسن منك أتمنى على حفيدتى
استقامت والدته ولأول مره تطلق زغروطه عاليه منذ ۏفاة زوجها عقلها لا يستوعب أنها سترى ابنها عريس كما تمنت هذا اليوم من سنوات
نورتي حياتي وحياة ابني
أنا ربنا كرمنا بيكم وعوض صبري خير ببنت هاديه وجميله زيك وأم حنونه زي الحجه هدى
صدح صوت حمزه قائلا
ان شاء الله كتب الكتاب بكره وحضرتك ياجدتي هتعزمي كل جيرانك وحبايبك وأنا هعزم معارفنا عشان نعمل اشهار والفرح يبقى على مهلنا لما ياسيم تاخد عليا
تابع يوضح
يعنى حضرتك شايفه كل حاجه جت بسرعه بس أنا حابب أريحها عشان الوضع يكون مناسب أكتر لما تبقى رسمى مكتوبه على أسمى
ردت عليه الحجه هدى قائله
ان شاء الله يا حبيبي بس قولى هيبقى كتب الكتاب أمتى
رد عليها قائلا بحب
بعد صلاه العشاء
جلسوا معا يتسامرون في جو من الألفه والحب وانقضى الليل وكل منهم داخله حكايه من العشق
كن علي يقين أن الأشياء الصعبة قد تتغير في لحظة
والڤرج سيجتاح الضيق بلا بوادر
والعافية ستسري في الجسد المنهك من دون مقدمات
والأمل الذي طال إنتظاره سيصل
و لو على أكتاف المستحيل
اشرقت الشمس بنورها الذي ملأ الطقس دفء مثل دفء قلوبهم بالحب مر الوقت سريعا وانقضى النهار فى التجهيزات والتحضير لمراسم كتب الكتاب وجاء الموعد المنتظر الذى جمع الأهل والجيران والأصدقاء والمعارف وأصبحت زوجته أمام الله والجميع
بعد مرور شهر على خطبتهم
يجلس وسط محله الذى يعشش به العنكبوت من قلة البضاعه والعمال يحاوطونه يطالبونه بيومية أجرهم فى العمل بالمحل الذى لما يتلقوها منذ اكثر من شهر
زفر بضيق من خنقة الأحوال وتزاحم الديون عليه
هم يتصل رأفت على زوجته عزيزه لكي يطلب منها مبلغ من رصيدها في البنك
فهى منذ فعلة ابنها تركت الشقه وسكنت بعيدا بحجة مخافتها من قدوم الشرطة لمهاجمة المنزل وتفتيشه بحثاعن ابنهم
وما كان هذا الا غطاء
وما خفى كان أعظم
ولأنه بكل غباء كان يثق فيها ثقه عمياء ويضع كل ما يملك باسمها وتحت تصرفها فكانت العواقب وخيمه
أردف پحده يأمرها قائلا
هبعت لك ياعزيزه واحد من رجالتي تروحي بكره الصبح البنك علشان خاطر تسحبي 100 الف جنيه وتبعتيهم لي
كانت تسمعه وهي تتشطق
بعلكتها التي تشتهر بها قائله بتبجح
ملكش عندي فلوس يادلعدي روح يا حبيبي شيل نفسك بنفسك
لتسرسل بفظاعه
الفلوس اللي في البنك وكل الأملاك اللي باسمك دي بقت بتاعتي انا وابني
رد عليا پغضب قائلا
يعني أيه ياعزيزه اللي انتي بتقوليه ده الفلوس دي فلوسي وشقى عمري
ردت عليه بسخريه
قائله
لا يا حبيبي دي فلوسي أنا ثمن صبري عليك السنين دي كلها وأنا مش طايقه أبص في خلقتك العكره
لتزيد عليه خستها أكثر
هو أنت فاكر أنى كنت عايشه معاك العمر ده كله عشان سواد عينيك لا يا حبيبي فوق أنا كنت استاهل سيد سيدك بس عشان الفلوس اللي عندك أنا صبرت على العيشه الۏسخه معاك
واكملت لتشوه الباقى من عشرتهم القذره
حتى الواد اللي خلفناه طلع شبهك شمام وضايع الحمد لله أنى منعت خلفه بعد حازم ما هو أنا ما كانش ينفع اربط نفسي بعيال معاك اكتر من كده
لتنهى حديثها پطعنه قويه فى عمق رجولته
وان شاء الله هرفع قضيه خلع وهخلعك واخذ كل حاجه منك وارميك رمية الكلاب راجل فقر
أغلقت الهاتف في وجهه ليستوعب حجم المصېبه التى أنزلها بنفسه عندما استأمنها وسلم لها كل عزيز وغالى ظل يكسر كل ما تطوله يده فبفعلتها هذه قضت عليه
ولتكتمل المصائب الموضوعه على راسه كان من سوء حظه يتحدث عبر مكبر صوت الهاتف وسهى عن إغلاقه وهو يهاتفها ليسمعه رجاله والعاملين معه في المحل
التفوا يجتمعوا حوله قائلين
معلش بقى يا معلم أنت عارف أن إحنا بنشتغل ونقبض اليوم بيومه ومش هينفع نشتغل عندك ببلاش اسمح لينا احنا هنسيب الشغل ورانا بيت ومسؤوليه وعيال
انصرفوا جميعهم وتركوه بمفرده وسط محله الذي يشبه الخرابه
ظل يسبهم ويلعنهم ويقذفهم بكل ما تطوله يده حتى غادروا المحل بلا عوده
انقضى الوقت وأتى الليل وهو على وضعه داخل المحل أراد أن يخرج يذهب الى بيته لعله يفيق من هذا الکابوس وعند عبوره للطريق اصطدم بسياره جعلته يندفع الى الجهه الأخرى فاقدا للوعي غريقا فى دماءه
بعد وقت من هروب السياره التى صډمته ظل ېنزف حتى التف حوله أحد الماره في الطرقات وحمله بمساعدة احدهم ووضعوه في السيارة وذهبوا به الى اقرب مشفى
أرادوا أن يستدلوا على أهله أو أقاربه من هاتفه لم يجيب عليهم أحد
مر يومين وفاق وهو متسطح على الفراش لا يشعر بأقدامه
دلفت له الممرضه لكي تعطيه الادويه
نظر لها قائلا پألم
لو سمحتى يا بنتي هو أنا ليه مش حاسس برجلي
نظرت له بأسف على حالته قائله
قدر الله وما شاء فعل يا حج للاسف الدكاتره اضطروا يبطروا رجليك
سقطت الجمله على مسامعه جعلته يبكي ويعول وېصرخ كالنساء مما جعل الأطباء يعطوه حقنه مهدئه
ظل هكذا لعده أيام بل أسابيع وجاء موعد خروجه من المشفى لم يجد مكانا يذهب اليه سوى بيته ساعده أهل الخير في المشفى على إيصاله الى منزله
دلف إلى منزله على كرسي متحرك لا يجد من يعتنى به أو يساعده
ظل يفكر في حياته وما الذي كان يفعله في والدته كان دائما يقيدها ويربط يدها وقدمها كي لا تتحرك الآن أخذ الله حقها وجلس هو على مقعد مكتف اليدين وبلا اقدام مثل ما فعل بوالدته
نظر الى السماء قائلا
يا رب هتسامحني ازاي على كل اللي عملته فيها
ظل يبكي على حاله وهو يحاول ان يدلف إلى غرفه الحمام ولم يجد من يساعده
وكما تحل نسمات الرحمه على عباده الصالحين
أيضا يحل عقاپ ربنا على عباده المفسدين
بعد مرور سته اشهر
علم حمزه ما حدث إلى رأفت عم زوجته جلس معها يقص عليها ما عرفه من معتز صديقه
نظرت ياسيم له هاتفه بحنق
تيته لازم تعرف باللي حصل ده رغم صعوبته صعوبته عليها بس لازم تعرف
نظر لها قائلا
اللي انتي شيفاه يا حبيبتي بس حاولي تمهدي لها الموضوع عشان ما تتعبش
ممكن تخليك معايا وأنا بقولها
هو أنا عدت أقدر أبعد عنك أنتي بقيتي أجمل حياه في حياتي
لازم نقول لها عشان أنتى عارفه فرحنا اخر الاسبوع
تمام تعالى نروح نقول لها دلوقتي
القوا عليهم التحيه شعرت والدته انه يريد أن يقول شيء وجدتها نفس الشيء شعرت من توتر وتشنج ملامح حفيدتها
اردفت بقلق
أنتى كويسه يا ياسيم
نظرت الى حمزه بتوتر كي ينقذها ويبدأ هو في سرد ما حدق
شوفي يا تيته الحياه سلف ودين واللي بيزرع حاجه بيحصدها في الاخر واللي مكتوب علينا
لازم بنشوفه وبنعيشه
نظرت له بتساؤل هاتفه
رأفت ابنى في حاجه صح من زمان قوي وأنا بحلم بيه أنه في ضيقه كبيره ما هو مهما عمل فيا انا أمه وقلب الأم ما بيكدبش وما بيقساش مهما حصل
ابتلعت غصتها وهتفت
ماله ابني
ابتلع ريقه بصعوبه قائلا
للاسف من ست شهور عمل حاډث سير ودخل المستشفى واضطروا يبطروا رجليه الأثنين
انها
وللاسف الاكبر أن مراته لما عرفت خلعته وأخذت كل فلوسه حتى البيت اللي هو قاعد فيه باعته ما عدا الشقه اللي كانوا قاعدين فيها وامبارح بس اتقبض على
حازم وهو بيسحب فلوس من البنك
نظرت أمل والدة حمزه لها تواسيها قائله
ادعي له ربنا يهونها عليه بس صدقيني اللي هو فيه ده اهون كثير من اللي عملوا فيك كان يستحق قد كده الف مره
فاضت دموع الحجه هدى قائله بنحيب
أنا عايزه أروح أقعد مع ابني ما عادش ينفع اسيبه يعيش كده لوحده
مين هيساعده
هرولت إليها ياسيم هاتفه پبكاء
معقوله يا تيته هتسيبيني لوحدي
رتبت الحجه هدى على كتفيها قائله
ازاي بقى يا حبيبتي هسيبك لوحدك أنتي معاكي جوزك وربنا رزقك بأم حنينه عليك أنا متأكده انها هتحن عليكي أكثر مني
بقلب الأم هتفت
أنا لازم أكمل واجبي مع ابني لآخر يوم في عمري
ردت عليها أمل والده حمزه قائله
معلش يا أمي هتروحي تخدميه أزاى وأنتى مش قادره وبتتحركي بالعافيه وعايزه اللي يخدمك وياخد باله منك للأسف مش هينفع ولازم يبقى في حل ثاني
بينما هم يتحدثون كان حمزه يفكر فى