ياسيم بقلمي ياسمين الهجرسي
العنايه المركزه ليتابعها بنظرات حزينه يتمنى لها الشفاء حتى لا يتكالب على صغيرته
الحلقه السابعه
ياسيم
ياسمين الهجرسى
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
قال رسول الله ﷺ
من يزرع شړ يحصد ندامه
فطاحونة الشړ لابد لها عن يوم تدور لتبتلع ظالميها
بخطى متعبه ولج لمنزله ليجده خالى من أهل المنزل هتف ينادي على زوجته ولكن لا رد أخذ هاتفه وقام بالاتصال عليها بعد عدة رنات أتاه الرد
أنتى فين ياهانم يا جلابة المصاېب أنتى وابنك
أجابته بسخريه
هكون فين يعنى ياخويا بتاوى المحروس ابنك فى المطريه عند اختى لما نشوف حل للمصېبه إللى وقعت على راسنا بسبب الشملوله بنت أخوك
رد عليها باستهجان
شورتك زفت روحت وعملت زى ما قولتيلى وكانت النتيجه إيه اټهجم علينا واحد جته طول بعرض وبوظ علينا كل اللى بنخطط له
يا ما جاب الغراب لأمه ياخيبتك ياعزيزه فى جوزك من يومك لا بتقدم
ولا بتأخر
تابعت بغيظ
والحل ايه ياسعادة البيه كده الواد إللى حيليتنا هيتحبس يعنى معرفتش تعمل حاجه مع أمك أم اربعه وأربعين ونضغط بيها عالزفته بنت أخوك أنا مش عارفه هى عايشه لحد الوقت ليه
تلفظ هو الأخر بسبه أوقح قائلا
شكل أمى والبت ياسيم اتسندوا على حد تقيل وقف زى الحيطه قدام رجالتى ولا اتهز فيه شعره
تابع پخوف
ربنا يستر والمستخبى ميتفضحش ويبان يبقى اتحكم علينا بالاعډام
اجابته پذعر تتملص منه قائله
قصدك إيه أنا ماليش دعوه انت اللى قطعت فرامل العربيه لاخوك ومراته
عقب عليها پغضب
هتفت بغيظ من ثرثرته فيما حدث بالماضي مردفه
طب اقفل دالوقتى لما أجيلك والحساب يجمع بينا يا رأفت بس اطمن على ابنى وكل من له نبى يصلى عليه
لم تنظر رده وأغلقت الهاتف بوجهه
دلف إلى الغرفه بخطوات ثقيله يتمنى من كل قلبه أن يجدها قد فاقت من غفوتها بسبب مخدر الأدوية
سحب المقعد ووضعه أمام الفراش وجلس بجوارها يتمنى أن تفيق وتشرق بعيونها تنير حياتة ليغفو من إرهاق اليوم
وكأن القدر استجاب لأمنيته لم يمر القليل من الوقت حتى رفرفت الأميره النائمه بأهدابها تحاول فتح مقلتيها بضعف تلتفت حولها كمن يبحث عن منقذ لها من هذا الآلم الذي يحتل جسدها بالكامل
استقام بفزع من القلق عليها حاول أن يهدئ بكائها الذى يقطع نياط قلبه
لو سمحتي أهدى عشان هتتعبي أكثر من كده
التقط زرقويتها الدامعه بعيونه الراجيه أن تكف عن البكاء
هتف پخوف
مالك اطلب لك الدكتور
ردت عليه وهي تهز راسها بنفي قائله
لو سمحت أنا عايزه أروح زمان تيته قلقانه عليا عمي زمانه راح لها يبهدلها زي ما بيعمل فيها كل يوم عشاني
ابتسم لها ابتسامه طمانينه مردفا بحنو
عاوزك تطمني علشان أنا بنفسي رحت جبت جدتك بس هي تعبت شويه ودخلت العنايه لما شافتك بالحاله دي
نظر له حمزه پغضب قائلا
هات الدكتور يا عز أنت لسه واقف
هز رأسه له بطاعه وهرول وبعد دقائق أتى ومعه الطبيب الذى أعطاها حقنه لكي تنام حتى لا ټؤذي نفسها
مكث ينظر لها بحسره على صغيرته التي يأكلها الحزن و والألم والقهر على حالهم
دلف الطبيب لكي يطمئن على صحتها بينما هى مازالت تغفو ولا تشعر بهم حتى أعطاها الطبيب أبره بدأت من بعدها تستفيق و تحرك أهدابها بضعف حتى سقطت عينيها على هذا الوسيم العاشق الذي يلتهم ملامحها التي تعكس بريق الشمس
اغمضت عينيها هروبا من عدساته التي تأثرها
سالها الطبيب بعمليه
عامله إيه النهارده يا آنسه ياسيم
ردت عليه بهدوء وصوت يكسوه المړض قائله
لا أنا النهارده الحمد لله احسن بكثير
ابتسم لها الطبيب قائلا
طب الحمد لله اشكري استاذ حمزه علشان هو اللى أمرنا اننا نديك الأدوية اللي ما
تخليكيش تحسي بالألم ودلوقتي اسمحي لنا اننا نغير على الچرح
غادر حمزه الغرفه و بدأت الممرضات بتغيير ضماد الچرح تحت صراخاتها وبكائها من الالم
وبعد ان انتهوا من الكشف عليها طلبت من الطبيب ان يسمح لها بالاطمئنان على جدتها
ابتسم الطبيب قائلا
أنا طبعا موافق لانك لازم تقومي وتتحركي عشان الچرح مطول معانا شويه فتحاولى تعتادي عليه وتمشى عشان تهزمى الألم والچرح يلم بسرعه
بلعت لعابها بصعوبه قائله
هو أنا همشي أمتى يا دكتور
رد عليها الطبيب قائلا
حضرتك تتغذي الأول وتاكلي كويس وتلتزمي بالأدوية في ميعادها وهنخرجك فى خلال ايام واحب اطمنك على جدتك انا شفتها قبل ما أجي أن شاء الله تخرج من العنايه النهارده
تهللت اساريرها وانفرجت ضحكتها التي جعلتها تزداد جمالا فوق جمالها
كانت جدتها تلازمها فى غرفتها تجاورها على سرير آخر أمر حمزه بوضعه لها لتكون قريبه من حفيدتها
ظلت تجلس معها في غرفتها يتسامرون طوال اليوم والليل حتى أتى يوم خروجهم بعد أن قضوا في المشفى اكثر من 10 ايام وجاء يوم خروجهم من المشفى وجدوا والدة حمزه تطرق عليهم باب الغرفة
دلفت إلى الغرفه وعلى وجهها ابتسامه مرحه استقبلها حمزه بحبور
بينما هى تجلس مغتاظه منه
يجلس بجوار الجده يضحك ويتسامر معها تحت نظراتها الغيوره عليه من جدتها
استقام حمزه وامسك يد والدته وطبعا قبله على كفها قائلا
نورتي الدنيا يا ست الكل
ابتسمت له قائلا
ربنا يرضى عليك يا حبيبي ده نورك ونور ضيوفك اللي منورين علينا الدنيا مش تعرفنا بقى
شعرت ياسيم بالخجل تمنت لو تنشق الارض وتبتلعها
اشاره الى الجده اولا قائلا
دي جدتي هدى اللي كلمت حضرتك عنها
اقتربت منها وطبعت قبله على رأسها قائله بحب
ازيك يا أمي عامله أيه ربنا يديك الصحه يا حبيبتي
ردت عليها الحجه هدى قائله بغبطه
الله يسلمك يا حبيبتي وربنا يحفظ لك
حمزه يا رب وزين مربيتي يا بنتي
ابتسمت امه له بفخر قائله
حمزه طول عمر راجل وجدع وربنا رضاه
كانت تتحدث وعيونها على هذه المنكمشه على نفسها تتهرب من عيونهم
استقامت واقفه لكي ترحب بها اقتربت منها وبسطت يدها قائله
أزاى حضرتك يا طنط عامله أيه
نظرت لها بإعجاب ظاهر على وجهها هاتفه
الله يسلمك يا حبيبتي والف سلامه عليك ان شاء الله هتخرجوا معانا وتنورونا زي ما حمزه قال لي أنا جهزت ليكم الدور الأرضي في الفيلا عشان ماما هدى ما تطلعش السلم وتنزل وتتعب
ردت عليها ياسيم معتذره قائله
أنا أسف بس أنا عايزه نروح بيتنا مش معقول هنيجي نقعد عندكم بأي صفه
نزلت كلمتها عليه اطاحت بعقله والصبر الذي يكمن داخله اقترب منها ووجهه لا تفسر ملامحه سوى بالڠضب الشديد
عقب على جملتها باستياء هاتفا
هتيجي عندنا عشان الزفت عمك وابنه هربانين ومش عارفين عنهم حاجه وأكيد هيحاولوا يأذوكم تانى وانا مش مستحمل أى ۏجع فيكي
ردت عليه جدتها لكي تمنع حفيدتها من الرد عليه وتثير غضبه أكثر من ذلك هاتفه
خلاص ياحمزه يا ابني هنيجي معاك
نظر لها پغضب قائلا
أنا رايح أخلص الإجراءات عشان نغور بقي من المستشفى وهبعت ليكم الممرضين والجارد تساعدكم في شيل الشنط
نظر الجميع إلي بعضهم باندهاش من غضبه الغير مبرر للبعض ولكن يعلم البعض ما يدور داخله
نظرت لها والدته قائله
متعيطش هو خاېف عليكي وهو مش بيحب حد يعترض على كلامه وخصوصا اللي بيحبهم يالا يا حبيبتي ربنا يهديكي ولما نروح نتكلم
اومأت لها بطاعه وقامت تستكمل تجميع أمتعتهم بمساعدة الممرضين كما امرها حمزه حتى لا تثقل على جرحها انتهي الجميع وهبطوا الي السيارات التي تنتظرهم في الاسفل استقلوا السيارات تحت أنظاره الغاضبه وذهبوا الي وجهتهم
يتبع
الحلقه الثامنه
ياسيم
ياسمين الهجرسى
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سلاما لأرواح تجملت حياتنا بهم
وزدوها إشراقا وجمالا
ذهبوا إلى الفيلا كان الڠضب يسيطر عليه طول الطريق كانت والدته تجلس بجواره وهو يقود السياره وهى جدتها في المقعد الخلفي حتى وصلوا الى الفيلا
كلما التقت عدستيه بعينيها تتهرب من نظراته الغاضبه
وصلوا أمام الباب
الفيلا الخارجي فتح لهم الحارس الباب لكي تمر السياره الى الداخل
هبطت هي ولم تعطي له أهميه واتجهت إلى الجهه الاخرى لكي تساعد جدتها على الهبوط أما والدته كانت تقف تنتظرهم حتى ترحب بهم وتوصلهم الى غرفهم
اقترب حمزه يمسك ذراع جدتها قائلا لها بعصبيه وحزم
سيبيها انتي أنا هسندها عشان چرحك لسه ما خافش
كانت لهجته صارمه ولكن جملته كانت تحمل الخۏف والقلق والحفاظ على حبيبته والتفكير في صحتها والهلع عليها من ان يمسها مكروه
حاولت أن تداري ابتسامتها لكي لا يلاحظها ولكنها شعرت بفراشات تتطاير فوق معدتها هربت من نظراته وهرولت تقف بجوار والدته
أردفت بتلعثم
هو حضرتك لسه واقفه يا طنط
ردت عليها قائله بيأس من غبائها
أكيد يا حبيبتي منتظراكم عشان ندخل كلنا
هزت رأسها بالموافقه قائله
انا أسفه طبعا يا طنط عشان ده سؤال غبي مني بس أنا لما بتعصب عقلي بيقف عن التفكير
كانت تتحدث أثناء سير حمزه من امامها قائلا
أنا هبقى أشغلهولك يا حلوه
شكلك هتتعبنى معاك
لم تفكر كثيرا فى كلمته وذهبت للداخل ورائهم وجدت والدته والعاملين بالفيلا الذين يحملون امتعتهم
سطح حمزه الجده عالفراش وتركهم وصعد الى غرفته
رحبت بهم والدته بإحترام بعد أن اطمئنت على السيده هدىوتركتهم لكي يستريحوا لحين وقت تناول الطعام
انقضى الوقت سريعا ولم يأتى لتناول الطعام فهمت أنه غاضب منها من وقت المستشفى
استقامت من على المائده والڠضب يسيطر عليها نظرت لها جدتها بيأس فهى تعلم أن عندما تغضب لا تأكل خوفا من ألم معدتها
هتفت أمل والده حمزه بحنان
يا بنتي يا حبيبتي اقعدي كلي عشان انت محتاجه تتغذي بسبب الادويه اللي بتاخديها حمزه قبل ما يخرج عدي عليا ووصاني على اكلك
حاولت ياسيم أن تغتصب ابتسامه لكي لا تحزنها قائله
معلش يا طنط أنا مش هقدر أكل دلوقتي ممكن أكل بعدين بعد إذنكم هخرج فى الجنينه شويه
تركتهم يكملوا طعامهم وغادرت إلى الحديقه تختلي بنفسها
تجولت قليلا تستمتع بالنسمات البارده التى تنعشها فهى عاشقه للاجواء الشتويه وجلست على اقرب مقعد تنظر إلى السماء تنعم بسكون الليل لما به من هدوء تفتقده بحياتها
أقبل عليها وهي تسبح بافكارها فى عالمها المضنى المليئ بالنفوس الخبيثه لم تشعر بحضوره لبرهه جلس جوارها فى صمت
ليقطع خلوتها مردفا بهمس
الجو حلو قوي النهارده والسماء صافيه
شهقت فزعه تعض على أناملها من الخضه هذه هى عادتها عند الخۏف وحولت نظرها بعيدا عنه ولم تتفوه بكلمه واحده
ظلت تتطلع للسماء تتأملها بسعاده لعلها تسرقها من واقعها قليلا
عم الهدوء والسکينه أرجاء المكان
ليحترم صمتها ويرفع رأسه للسماء يفعل مثلها يسبح بمخيلته معها
فكان الليل هذه الليله نديا وكأنه يعد أمسيه رومانسيه تشهد على قلوب العاشقين فالقمر كان يحتضن السماء ويتزين بعقد من النجوم تزيده توهجا وجمالا وكأنه يحتفل بمولد عشاق جدد
بينما هى
تنظر لهم وعلى وجهها ابتسامه كمن ترى أمامها كنز