الخميس 21 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 2 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


كيوسف وزين على الرغم من انه اصغرهم فهو فى السادسة والعشرين بينما زين فى السابعة العشرين 
اما سمر فجلست على كرسيها فى حزن فقد سمعت مادار بينهم من حوار قبل ان يصل اخوها وزعت نظراتها بين الجميع فقد سمعت منهم مايكفى هذا الصباح تعرضت للرفض من ابنى عميها وكأنها مجرد عرض او بضاعة يراد التخلص منها لانها لم تعد لها قيمة لم يكلف احد نفسه بسؤالها هى عن رأيها قبل ان تطرح للبيع هكذا وكأن موافقتها امر مفروغ منه فمن ستجد افضل من ابناء البدرى للزواج لقد عاشت فى هذا المنزل كأمانة يخشى عليها من السړقة لم تنل ولو نصف الحرية التى نالتها ايتن فحياتها اقتصرت على الجامعة والمنزل ولكنها لم تشعر فى حياتها بالاھانة مثلما شعرت بها فى هذه اللحظة لم تستطع ان تتحمل اكثر فاستئذنت الجميع وعادت الى غرفتها لتذرف دموعها بعيدا عن الجميع كما اعتادت 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
متشكر ايلينا قالها محمود وهو يتناول فنجان قهوته منها وهى تبتسم وتمرر فنجانا اخرا لأبيها لتجلس فى مقعد مجاور له ارتشف محمود من قهوته وقال فى تلذذ الله تسلم ايدك 
قالت ايلينا فى سعادة شكرا يا عمو 
واضافت وهى تميل للأمام قليلا كنت عاوز اسأل حضرتك على المكان اللى احنا فيه ايه مداخله ومخارجه اقرب سوق او سوبر ماركت قاطعها محمود قائلا حيلك حيلك ايه يا بنتى ده كله 
هزت ايلينا كتفيها قائلة حضرتك عارف ان بابا بقاله سنين برة مصر واكيد كل حاجة اتغيرت هنحتاج لحاجات كتير نشتريها مش هنعيش على الدليفرى 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ابتسم محمود وهو ينظر الى سمير ثم الى ايلينا وواصل بس البلد جديدة عليكى ايلينا هبعتلك حد من الشغالين يساعدك 
بسطت ايلينا كفيها امامها قائلة لا لا لا انا مبحبش حد يعملى حاجة فى بيتى انا بحب اعمل كل حاجة بنفسى 
ابتسم محمود وهو يتذكر ايتن وسمر التى لا تجيد احداهما اى شىء سوى الثرثرة عديمة المعنى اتاه صوت سمير ليخرجه من عالمه مستغرب ليه ايلينا ست بيت شاطرة جدا والدتها توفت من خمس سنين وهيا شالت مسئولية اخوها والبيت كله 
مط محمود شفتيه ونظر الى ايلينا متسائلا وناوية برضه تشتغلى مع بابا فى الكافيه 
ردت ايلينا لا انا هدور على شغل فى مجالى 
مجالك 
ربت سمير على كتف ايلينا قائلا ايلينا مصممة ازياء بتصمم ازياء للمحجبات بس وكان ليها شهرة واسعة هناك فى باريس وسط العرب والمسلمين 
ابتسم محمود وهو ينظر لها فى اعجاب واضح لم يستطع اخفائه وفكرة ما تراود عقله حلو اوى يبقا مش محتاجة تدورى احنا مجموعتنا بتوكيل لبس معروف واكيد هنحتاجك انا هكلم يوسف يسلمك شغل من بكرة 
شبكت ايلينا اصابعها وقالت لحظة واحدة يا عمى بس اولا حضرتك مشوفتش شغلى ولا السى فى بتاعى عشان تعرف اذا كنت مناسبة للشغل ولا لا ثانيا واضح ان حضرتك مش اللى بتدير الشغل يعنى سورى ابن حضرتك هوا اللى من حقه يحدد ده 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
عقد محمود ساعديه وهو يتراجع فى كرسيه قائلا حاسس ان فيه ثالثا قوليها بالمرة 
حكت ايلينا كفها بجبينها قائلة بصراحة انا مبحبش موضوع الواسطة فى الشغل ده خالص انا احب لما اكون موجودة فى مكان اكون موجودة عشان المكان ده محتاجلى ومحتاج شغلى يعنى انا مش هقبل اشتغل وانتو ممكن متكونوش محتاجين مصممين ازياء اصلا وهتشغلنى مجاملة 
رد محمود خلينا ناخدها واحدة واحدة انا فعلا مش ماسك الشغل ويوسف هوا رئيس مجلس الادارة وانتى متعريفهوش معندوش مجاملات فى الشغل يعنى لو شغلك مش عاجبه لو حتى امه مش هيقبل وجودك وده برضه اجابة على سؤالك التانى انك مش هتكونى موجودة فى مكان مش محتاجك اما بالنسبة لحاجتنا لمصممين ازياء فده حقيقى احنا فعلا محتاجين تغير اديكى شايفة الحجاب فى الشارع عامل ازاى يا اما لبس ضيق مينفعش يتقال عليه حجاب اصلا يا اما مهرول ويكره الناس فى الحجاب وانا اهو شايف لبسك قدامى راقى ومحترم وفى نفس الوقت شيك فوجودك فى المكان هيكون اضافة كبيرة وزيادة اطمئنان ليكى انا مش هقول ليوسف حاجة على علاقتنا ببعض انتى هتروحى تقدمى السى فى بتاعك وتوريه شغلك وهوا يحكم ايه رأيك 
تنهدت ايلينا وهى تنظر الى سمير فقال متبصليش انتى طول عمرك مسئولة عن قراراتك 
رفعت ايلينا رأسها قائلة خلاص ياعمو حضرتك ادينى العنوان واى رقم تليفون اقدر اتواصل بيه مع الشركة عشان اعرف اخد معاد 
قال محمود فى اهتمام طب خلينى اساعدك فى موضوع المعاد ده لان الدنيا بتبقى زحمة عنده وممكن تتأخرى على ما تقابليه 
رفعت ايلينا حاجبها وهى تشير بسبابتها قائلة عمو انت وعدتنى مش هتتدخل 
نظر محمود الى سمير فى استسلام قائلا بنتك واضح انها عنيدة عنيدة جدا خلاص يا ستى اللى يريحك 
الفصل الثانى 
دلف محمود الى حديقة القصر طوى بقدمه بساط العشب الأخضر المنسق بعناية أرسل بكفه تحياته الى العامل المختص برعايتها وهو يثني مجهوده ابتسم وأبطأ خطواته وهو يرى زوجته سميرة تجلس على الأرجوحة المقابلة للمسبح ترتدى نظارتها الطبية وتمسكك بين يديها كتاب الله ترتل آياته فى خفوت اتجه اليها وجلس الى جوارها فى هدوء فخلعت نظارتها والتفتت اليه وهى تغلق المصحف قائلة صدق الله العظيم وأضافت بابتسامة حانية حمد لله ع السلامة 
بادلها ابتسامتها قائلا الله يسلمك 
احتضنت المصحف قائلة صاحبك رجع مع ولاده خلاص 
هز محمود رأسه قائلا ايوة واضاف بعد ان ضيق عينيه وتمعن بوجهها لحظات مالك حاسس وشك متغير ليه 
زمرت شفتيها قائلة في عدم رضا هيكون مالي هيكون فيه ايه غير البهوات عيالك وقصت له باختصار ماحدث صباحا على الافطار 
فزفر محمود فى ضيق قائلا انتى عارفة انه كان هيرفض وبعدين سمر متنفعهوش هوا 
لوحت بكفها قائلة في يأس يعنى اعمل ايه كل ما اجبله واحدة يرفضها بقا عنده اتنين وتلاتين سنة ولحد دلوقتى عازب ناقصه ايه هوا مش فاهمة لو كان هلاس زى باقى الشباب كنت قلت عاوز يقضيها لكن ده موارهوش غير شغله وبس واى واحدة تتمنى منه بس اشارة 
شرد محمود ببصره فى المسبح أمامه لحظات فقالت سميرة وهى تلوح بكفها امامه رحت فين بكلمك 
ظل محمود ينظر الى المسبح في شرود قائلا والله يا سميرة انا فى دماغى حاجة كدة لو نفعت يبقا ابنك ربنا بيحبه 
قطبت سميرة حاجبيها فى اهتمام فنظر لها محمود واخبرها بما يفكر فيه فشهقت وهى تضع يدها على صدرها فى صدمة قائلة خواجاية يا محمود ده الحل اللى عندك عايز تجوز ابنك لواحدة لا عارفين هيا اتربت ازاى ولا على ايه 
قاطعها محمود وهو يبسط كفيه أمامه لتهدأ قائلا اهدى شوية فيه ايه انتى لو شوفتيها مش هتصدقى انها اتربت فى فرنسا حجاب واخلاق وتربية ومسئولة ويعتمد عليها 
رمقته سميرة بعدم تصديق وقالت مش عشان بنت صاحبك تجامله بابنك يا محمود 
رد محمود فى عتاب اجامله فى ابنى طب ايه رأيك ان البنت اصلا كانت رافضة تشتغل مع ابنك ولحد دلوقتى متعرفش حاجة عن الموضوع اصلا 
مررت سميرة يدها على وجهها فى نفاذ صبر وقالت انا مش فاهماك لزمته ايه اللف والدوران انا معنديش مانع اخد يوسف ونروح نشوفها مادام عاجباك 
حك محمود ذقنه بسبابته فى تفكير انتى عارفة ان ابنك مش نافعة معاه الطريقة دى وبيروح معاكى تقضية واجب مش اكتر ابنك محتاج واحدة تحركه واحدة يعرفها من غير ما يكون مفروض عليه انه يعرفها يكتشفها هوا بنفسه من غير ضغط طريقتك فشلت معاه وانا متأكد ان لو حطيت البنت دى فى طريقه هتعجبه 
ضيقت سميرة عينيها فى تفكير وقالت طب افرض انه رفض يشغلها ولا شغلها معجبوش انت لازم تكلمه وتوصيه 
نهض محمود قائلا انا عايز الموضوع يمشى طبيعى ابنك لماح وهيا زيه بالظبط ونظر اليها نظرة ذات مغزى مضيفا بس ده ميمنعش من محاولة من بعيد من غير ما اخلف وعدى معاها 
انهمك يوسف فى تركيز شديد على الحاسوب امامه فى مكتبه الفخم بمجموعة البدرى قبل ان يقطع تركيزه دخول محمود والده نهض يوسف فى سعادة مطلقا كل عبارات الترحيب في قاموس اللغة فأشار له والده ليجلس قائلا اقعد ياواد انت وبطل الشويتين اللى بتعملهم على امك دول انا ابوك ياواد فاهم 
حك يوسف رأسه بكفه قائلا ليه بس كدة يا حاج هوا انا ليا غيركو 
نظر محمود ليوسف لحظات تأمل فيها ملامحه المرهقة وقال بامتعاض كنت فين امبارح باليل يا يوسف واوعى تقول انك كنت فى شغل 
اطرق يوسف برأسه ارضا وقال لا ياحاج مكنتش فى شغل 
ابتسم محمود بزاوية فمه فى سخرية قائلا يعنى كالعادة كل ليلة فى كباريه شكل بتفضل تسكر لحد متبقاش قادر تقف على حيلك وترجع ع الشركة على ما تقدر تفوق الاول وبعدين ترجع البيت 
مرر يوسف يديه فى شعره وقال دون ان ينظر الى ابيه يا حاج ما دام مفيش حاجة بتأثر على شغلى يبقى خلاص من حقى اعيش حياتى زى اى حد 
ضړب والده كفيه ببعضهما قائلا هو انت ازاى عايش بالازدواجية دى بالنهار مثال للالتزام والاحترام وباليل بتتحول يا شيخ ده انت امك النهاردة بتقولى لو كان هلاس امال لو عرفت انك كل يوم مع واحدة شكل هتعمل ايه يا بنى ده انت عندك اخت اتقى الله 
نهض يوسف قائلا في هدوء غريب كأنه يتحدث بالمنطق انا مبخدعش حد ولا بوعدهم بحاجة كل واحدة عارفة اخرها ايه وبتاخد المقابل وانا اه علاقاتى كتير بس موصلتش للغلط اللى فى دماغك 
قال والده من بين اسنانه فى غيظ فهدوء ولده يذهب بضبط نفسه أدراج الرياح غلط كل ده ومفيش غلط ده مجرد وجودك مع واحدة غلط لو مسكت بس ايدها ده اكبر غلط وحرام انا نفسى اعرف انت بتعمل فى نفسك كدة ليه اطلع من اللى فات بقا يا يوسف 
تحركت عضلة في جانب وجه يوسف أخبرت أبيه عن استياءه للتلويح بأمر يحاول تناسيه فاحتد قائلا بابا لو سمحت انا مش طفل واقدر تراجع والده فى صدمة من حدته فتنهد يوسف وقال فى اعتذار وهو يتنهد انا آسف يا بابا حقك عليا 
اشاح محمود بوجهه للحظات ما كان عليه ان يذكر اى شىء
يخص ما مضى تماما تنهد
 فى عمق بدوره ليتجاوز الموقف بأسره وينفذ الى ما يريد وقال اقعد نستني كنت عاوز اقولك ايه 
جلس يوسف في هدوء فتابع محمود انا حاسس ان احنا بقالنا فترة مبنجددش استايلات اللبس اللى بنزلها وخصوصا ازياء المحجبات 
تنحنح يوسف قائلا وهو يستعيد عمليته والله يا بابا على يدك احنا بنتعامل مع اكبر مصممين ازياء فى البلد 
لوح محمود بكفه في عدم رضا قائلا افكارهم كلها بقت قديمة ومكررة احنا محتاجين ډم جديد 
مد يوسف شفتيه فى تفكير وقال ممكن ننزل اعلان فى الجرايد 
هز محمود رأسه قائلا اعلان ايه بس يا يوسف ده انت بيجيلك الشركة هنا كل يوم يييجى مېت واحد مبتقابلهمش 
اخذ يوسف يدق بقلمه على مكتبه وقال فى حنكة رجل أعمال ناجح كلهم موهوبين ممكن بس مبتدئين وانا مش هغامر بسمعة الشركة 
ضحك محمود قائلا جرى ايه يا يوسف انا اللى هعلمك البيزنس كله ماهو الا عبارة عن مغامرة 
تنهد يوسف وقبل ان يرد دلفت هالة سكرتيرته فرفع يوسف نظره اليها قائلا خير يا هالة فيه ايه 
قالت هالة فى رسمية فيه واحدة برة يا فندم بتقول انها مصممة ازياء وعايزة تقابل حضرتك ابعتها على قسم المصممين زى اللى قبلها ولا تحب تقابلها 
نظر يوسف الى محمود الذى نظر الى هالة قائلا واضح ان البنت دى بينها وبين ربنا عمار 
ابتسم يوسف قائلا دخليها ياهالة 
اومأت هالة برأسها فى نفس اللحظة التى نهض فيها محمود فقال يوسف على فين يا بابا مش هنقابلها سوا 
تصنع محمود عدم الاهتمام وقال شوفها انت بقا يا يوسف تابعه يوسف في دهشة وهو يخرج وقال على فين يا حاج الباب من هنا 
ازدرد محمود ريقه قائلا بابتسامة لا ما انا هخرج من هنا عشان هعدى على زين قبل ما امشى 
ولم يمهله محمود فرصة فحين فتحت هالة الباب كان محمود قد خرج بالفعل جلس يوسف على كرسيه فى وقاره المعتاد بينما دخلت ايلينا فى خطواتها المتمهلة الواثقة حين رفع يوسف نظره اليها لتلتقى عيناهما للمرة الاولى نظر لها يوسف فى تمعن من اخمص قدمها الى رأسها ليلفت نظره زيها الراقى المحتشم وتناسق الالوان الواضح ابتسمت فى روتينيه قطعت تأمله السلام عليكم 
رد فى رسمية مماثلة وعليكم السلام 
واشار الى الكرسى قائلا اتفضلى اقعدى جلست ايلينا فشبك يوسف اصابعه واستند بمرفقيه على المكتب قائلا نتشرف بالاسم 
ردت ايلينا ايلينا سمير خمسة وعشرين سنة 
هز يوسف رأسه قائلا طيب انسة ولا مدام وقطب حاجبيه فى محاولة لتذكر الاسم الصعب على ذهنه فتنهدت ايلينا قائلة انسة يافندم واسمى ايلينا 
ابتسم يوسف قائلا سورى بس الاسم غريب شوية المهم انتى اشتغلتى قبل كدة ولادى مجرد هواية 
وضعت ايلينا الملف الذى كان بيدها امامه فى هدوء قائلة ده جزء من شغلى قبل كدة اخذ يوسف الملف وتراجع على كرسيه وهو يتفحصه جيدا ليدرك انها ليست هاوية ابدا بل محترفة الازياء طرازها غريب وجديد وربما هذا ما كان يريده بالضبط قال دون ان يرفع عينه عن الورق انتى بتصممى لبس لمحجبات وبس 
هزت ايلينا رأسها قائلة ايوة 
قال يوسف بابتسامة شغلك كويس جدا افكارك جديدة واحنا محتاجين لده واضاف وهو يميل الى الامام قليلا هتشتغلى معانا تحت الاختبار شهر وبعدين نقرر هتكملى ولا لا 
واضاف وهو ينهض ايذانا بانتهاء المقابلة اما بالنسبة للمرتب والماديات ونظام الشغل ومواعيده فده كله عند هالة برة هتفهمك كل حاجة ومد يوسف يده ليصافحها حين نهضت بدورها قائلة فرصة سعيدة انسة 
ردت ايلينا بابتسامة ايلينا واسفة جدا مش بسلم على رجالة 
تنحنح يوسف فى احراج وهو يعيد كفه الى جيب سترته ويهز رأسه في تفهم قائلا طيب تقدرى تتفضلى 
خفضت ايلينا رأسها كتحية والتقطت ملفها لتخرج بينما عينا يوسف البنيتان تتابعها بابتسامة لا يعرف لها معنا 
مر محمود قبل رحيله على مكتب زين وجده مشغولا بدراسة احدى المناقصات التي ستدخلها المجموعة فلم ينتبه لظهوره تنحنح محمود ليعلن عن وجوده فنهض زين مسرعا في احترام ليرحب بأبيه ويقبل يده ابتسم محمود وزين يعرض عليه ان يجلس على رأس المكتب مكانه فرفض باشارة من كفه وجلس على مقعد أخر قائلا اقعد انت راخر وبلاش أدبك الزايد ده 
ابتسم زين في بساطة ليتأمله محمود لحظات هو لا يشبه أخاه مطلقا زين مثال للالتزام والاستقامة في كل وقت وحين وهو ما اثبته له بطلبه الذي كرره وهو يحك رأسه في خجل بابا لو سمحت أنا مش عايز السكرتيرة اللي برة دي 
مسح محمود وجهه بكفه في ملل قائلا وبعدهالك يا زين مالها دي كمان البنت شاطرة جدا في شغلها ومعملتش غلطة واحدة اوعي تقولي لبسها !! 
رفع حاجبيه وخفضهما ليرد على أبيه قائلا بالظبط ومش بس لبسها لا طريقتها في الكلام ولا أسلوبها ولا 
قاطعه محمود في تذمر قائلا انت مفيش واحدة بتعجبك أبدا كل ما تيجي واحدة تقولي لبسها وطريقتها احنا هنلبس الناس على مزاجنا يا زين مهياش عايزة تتحجب هيا حرة مش هنقطع عيشها 
قطب زين حاجبيه في عدم رضا قائلا يا بابا مش موضوع حجاب 
استند محمود بمرفقيه على المكتب وهمس له في غيظ ما تحبكهاش يا زين ما تحبكهاش يا حبيبى انت حتى أختك مش عاجبك لبسها وعاوزها تتحجب 
وغمز بعينه قائلا لما تبقى تتجوز ابقا اعمل ما بدالك في مراتك ان شالله حتى تنقبها 
ابتسم زين وهو يشيح بوجهه فلا فائدة ترجى من محاولة اقناع أبيه بوجهة نظره مطلقا دق محمود على المكتب ليلفت نظر ولده وهو يقول مش ان الاوان بقى عاوزين نفرح بيك يلا بما اننا خلاص فقدنا الأمل في اخوك نفرح امك بيك انت 
ابتسم زين في تندر وقال ايه يا حاج لقتلي عروسة 
بسط محمود كفيه قائلا هو فيه احلى ولا أجمل من سمر بنت عمك 
لم يأخذ زين الحديث على محمل الجدية فهو على تمام الثقة أن الجميع يعلم أن سمر مثل ايتن تماما بالنسبة اليه مجرد شقيقة صغرى وبعدين بقا يا حاج ما انت كلكو عارفين انها أختي 
حدق به محمود للحظات في حنق حتى اڼفجر به قائلا خوتة لما تبقى تخوتك انت كمان أختك منين ان شاء الله 
نهض زين من مقعده واتجه الى أبيه يربت على كتفه قائلا في محاولة لترضيته ايه بس يا حاج مالك انا وسمر اتربينا مع بعض زي الاخوات فعلا ما تكبروش الموضوع في دماغ البنت 
ازاح محمود كف ولده في عڼف وهو يقول اوعي يا واد انت انا هقوم امشي 
ونهض ليغادر بالفعل بين ابتسامات زين من طريقته ابتسامات لم يجعله محمود يهنأ بها وهو يلتفت له قائلا في حنق وحياة سميرة أمك السكرتيرة اللي برة دي ما هتتحرك من مكانها 
تلاشت ابتسامة زين وهو يعلم جدية أبيه حتى لو كانت الجملة تبدو كمزحة وقبل أن يفتح محمود الباب الټفت له مرة أخيرة قائلا وهو يشير باصبعه يمينا ويسارا في سرعة خليها بقا رايحة جاية قدامك كدهو لحد ما تقول حق برقبتي عايزة اتجوز 
كانت ايتن تعبث بهاتفها حين دخلت امها الى غرفتها بشكل مفاجىء وهي تهز رأسها فى تأفف رفعت ايتن نظرها اليها قائلة ماما خير فيه ايه 
اقتربت سميرة والتقطت الهاتف من يدها قائلة عاوزة اتكلم معاكى شوية 
مررت ايتن يدها فى شعرها قائلة في ملل فى ايه 
قالت امها فى ترقب فى الموضوع اللى اتفتح الصبح 
رفعت ايتن حاجبيها فى استنكار وقالت موضوع ايه هوا بقا موضوع خلاص 
تنهدت سميرة قائلة انا مش عارفة ايه اللى مش عاجبك فى حسام 
نهضت ايتن وقالت فى غيظ مشوب بانكار قصدك تقولى ايه اللى ممكن يعجبنى فى حسام 
نهضت سميرة وقالت لابنتها فى تحذير اتكلمى بأدب عن ابن عمك يا بنت 
ابتسمت ايتن فى سخرية وقالت وهي تكتف ذراعيها ابن عمى وبس على عينى وراسى مش هتكلم انما اكتر من كدة لا هقول وهقول كتير كمان واشارت بسبابتها الى صدرها قائلة انا اتجوز حسام طب ازاى ايه اللى ممكن يشدنى فيه من اصله قصير كدة ومكعبر ومش بيعرف يلبس ولا يتشيك زى باقى الناس بحسه بيلبس لبس واحد عنده تسعين سنة عنده ايه يتحب اصلا 
اشاحت سميرة بوجهها للحظات حتى تكتم غيظها من سطحية تفكير ابنتها وعجرفتها الفارغة لتلتفت لها من جديد قائلة بأقصى قدر ممكن من ضبط النفس عنده قلب من دهب مش عند حد بېخاف عليكى من الهوا الطاير بس اقول ايه واحدة تافهة زيك بتاخد بالمظاهر هتقدر ازاى واحد زيه انتى عايزالك واحد من الخنافس اللى ماشين فى الشارع يضحك على عقلك بكلمتين وبعد الجواز يصبحك ويمسيكى بعلقة 
زفرت ايتن وقالت فى ضيق وحدة واضحة هيا الدنيا كلها مفيهاش غير حسام ريحى نفسك يا ماما لو اخر حد فى الدنيا مش ممكن اتجوزه 
صوتك عالى ليه صوته الصارم جعلها تنتفض على الفور لتلتفت تجد يوسف يعقد حاجبيه وهو يقترب منها قلت قبل كدة محدش صوته يعلى فى وجود ماما 
واضاف فى نبرة غاضبة فاهمة ولا افهمك بطريقة تانية 
امسكت سميرة بذراع ولدها قبل ان يقترب من شقيقته أكثر فهى تعرف نوبات غضبه جيدا وتخشى أن يمس ابنتها احداها هي تعرف أنها خطه الأحمر الذي يرفض مجرد الاقتراب منه قالت في قلق خلاص يا يوسف مكنش قصدها 
ابتسم يوسف لسميرة لينفي ما تفكر فيه وتخشاه بينما الټفت الى ايتن وهو يعيد الى ملامحه الصرامة من جديد قائلا سيبها يا ماما حسام ده الف واحدة بتفهم تتمناه لكن دى واحدة تافهة بتاخد بالمظاهر وبس اخفضت ايتن نظرها في خجل بينما ربتت سميرة على كتفه قائلة حبيبى شكلك تعبان روح ريح انت 
فرك يوسف عينيه قائلا فعلا كان يوم طويل اوى 
تذكرت سميرة ان هذا اليوم هو يوم لقائه مع ايلينا فحاولت ان تتحايل عليه لتعرف اى شىء ولو من بعيد لتقول فى تلعثم وحذر ماهو العادى يا يوسف ولا فيه حاجة جدت 
رد يوسف وهو يتثاءب ايه الجديد يعنى اهو نفس الطحنة كل يوم ومال على رأسها مقبلا اياه وهو يقول تصبحى على الف خير 
وقبل ان يهم بالخروج نادته ايتن ابيه يوسف 
الټفت لها
فقالت وهى تفرك يديها فى
 

انت في الصفحة 2 من 71 صفحات