وبقى منها حطام انثى منال سالم
تحية ابنتها بنظرات محتدة للغاية .. فماذا سيحدث لو عرف والدها أو اخيها بشأن إحضار ابنته لرجل غريب للمنزل ..
بادلت إيثار والدتها نظرات أسفة فهي لم تتعمد أن يحدث هذا .. ولكن شاءت الأقدار أن تلتقي به ويعرض عليها مساعدته ولم تتمكن من الرفض ..
وقف مالك أمام المرحاض وتأمل الصنبور بنظرات متفحصة .. ثم قال بجدية
تحية بصوت منهك الحاج رحيم هايبقى يشوف الموضوع ده بعدين المهم الوقتي نشوف المياه
مالك بنبرة خاڤتة حاضر
كافح مالك ليفتح الصنبور العالق دون أن يحطمه ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد كان قلبه مهترئا للغاية فټحطم إلى أجزاء صغيرة ولكن الکاړثة الحقيقية كانت في إندفاع المياه بشكل قوي في اتجاهه لتبلل ملابسه .. ومن ثم غمرت
شهقت تحية پذعر على إثر المفاجأة
يانصيبتي
مالك صائحا بإنزعاج
اقفلوا
المحبس
إيثار بذهول وهي تتراجع للخلف معرفش هو فين
تحية بقلق بالغ البيت هايغرق والسجاد هايتبل
كافح مالك لسد المياه المندفعة بكفه فزاد هذا من إغراق ملابسه بالمياه وصاح بضيق
يا حاجة شوفي فين المحبس أنا اتبهدلت على الأخر ! سجاد ايه بس الوقتي !!!!
ثم ركضت للخارج بخطوات ثقيلة لتنقذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تبلله المياه وتفسد كل شيء ..
إيثار بتلهف وهي تشير بيدها بيتهيألي اللي هناك ده
مالك بصوت شبه متشنج شوفيه بسرعة انا اتبهدلت
إيثار وهي توميء برأسها حاضر
أشار لها مالك بعينيه محذرا
خدي بالك وانتي ماشية لتزحلقي
سارت بحذر على الأرضية المبتلة .. ثم مدت يدها للأعلى لتمسك بذلك المحبس العلوي ولكنها لم تتمكن من الوصول إليه فنظرت في إتجاه مالك وأردفت قائلة بضيق
مش عارفة اطوله
مالك وهو يغمغم بسخط يعني كان لازم تكوني أوزعة !
عقدت ما بين حاجبيها وضيقت عينيها لترمقه بنظراتها الحادة سائلته بحنق
مالك على مضض ولا حاجة !
ثم حدث نفسه بجدية
مابدهاش بقى لازم أتصرف بنفسي !
أرخى مالك كفه عن فتحة الصنبور المحطمة فزدات كمية المياه المتدفقة وسار بحذر في إتجاه إيثار ثم وقف قبالتها على بعد مسافة صغيرة تقدر بالسنتيمترات ومد يده للأعلى ليغلق المحبس العلوي ..
رفعت عينيها العسليتين عاليا لتنظر نحوه وتتأمل هيئته وأدركت أنها قصيرة القامة وضئيلة الحجم مقارنة به ..
لم يتخيل أنه سيتمكن من رؤية عينيها بوضوح فقرأ لمحة حزن خفية بهما وممزوجة پخوف مستتر .. نعم لمحة أسرته ودفعته للإستمرار في التحديق بها ..
ولكنه سريعا تراجع للخلف وتنحنح بحرج قائلا
احم .. أنا ...
احنت هي رأسها للأسفل ولم تعد تسمع صوت إنهمار المياه فأدارت رأسها نحو الحوض وفجأة هتفت بفرحة
المياه وقفت .. !
ثم تحركت بحذر مبتعدة عنه وخرجت من المرحاض ...
ابتسم لها مالك ومسح قطرات المياه العالقة بوجهه وحدث نفسه بإبتسامة خفيفة تشكلت على ثغره
على الأقل طلعت بفايدة من الپهدلة دي كلها ............................................. !!!
الفصل الثالث
وما زاد الحزن من عينيها إلا جمالا .. ليجعلني أنحني في حضرة جمالها أحتراما وكأن بريقهما شعاع أمل.. أضئ لي بليلة سادها السواد ظلاما
ماهذه العينين البائستين الجذابتين .. تجمع بين المتناقضات في جمالها يااللهي سبحانك وقد خلقت بإبداع يدك ..
_ هكذا كان يحدث نفسه جالسا شاردا علي فراشه قبيل النوم .. فامشهد تصادم عيناهما لا يفارق ناظريه وكأنه يعيش الموقف من جديد ساحرة هي تلك العينان اللاتي تخفيان من الحزن أكثر مما تبدي ماذا حدث لكي أيتها الجميله البائسه.. أحترق فضولا لأعرف ماذا أصابك .
_ في هذه اللحظه فتحت روان باب غرفته بتريس وحذر شديدين ثم أطلت برأسها للداخل لتجده هائما بعالم آخر.. فخطت علي أطراف أصابعها بهدوء ثم صاحت به علي حين غره فأنتفض من مكانه فزعا وهو يهتف
مالك ده أنتي فصلان ياشيخه أنتي مبتتهديش أبدأ
روان بنبره مرحه لأ مش بتهد .. سرحان وشردان وهيمان في أيه قولي أعترف بسرعه ومتخبيش عليا أحسن لو خبيت عليا هضطر أسلط عليك عمتو وساعتها بقي هي هتعرف تقررك ولو فشلت ممكن ينجح عمو ابراهيم و......
مالك واضعا يده علي فمها بسسسسسس أسكتي ېخرب بيتك أنتي بؤك مش بيوجعك
روان وهي تهز رأسها نافيه تؤ قولي حصل أيه تحت خلاك تطلع مش علي بعضك كده هه .. قول
_ أشاح بوجهه للجهه الأخري مسلطا بصره علي تلك المساحة من السماء القاتمه ليلا ويزينها لآلئ صغيره مضيئه ثم أردف ناغمه
مالك عينيها ېخرب بيت عينيها
روان عاقده حاجبيها بعدم فهم عينيها !!
مالك حاككا فروة رأسه اه عينيها تحسيها فيها جاذبيه كده غريبه مش عارف أوصفها
روان وهي تدعي عدم الفهم ممكن نستخدم نظرية الجاذبيه بتاعت عمو نيوتن .. كان راجل بيفهم والله
_ رمقها بنظرات حانقه ثم لوي شفتيه بأستنكار علي سخريتها منه ألتفت بجسده ثم سحب الغطاء عليه مدعيا النوم ولكنه سحبته عنه وأستدارت له وهي تهتف
روان خلاص خلاص بهزر والله بس فهمني عين مين دي اللي عملت فيك كده
مالك بتنهيده إيثار وما أدراكي وما عيون إيثار
روان محملقه به أوب أوب أوب ده الموضوع وسع منك خااالص وفي يوم واحد
مالك قاطبا جبينه ما هو ده الغريب أنه يوم واحد بس وكمان معرفش إي حاجه غير يدوب إسمها
روان بس اسمها غريب أوي مسمعتش عنه قبل كده
مالك بالعكس اسم جميل معناه المكرمه أو
المفضله وممكن المميزه
روان بنص عين لحقت تبحث عن الأسم كمان
مالك معتدلا في جلسته روان عايز منك خدمه حاولي تتعرفي عليها وتصاحبيها
روان مشيره بأصبعها محذره ماااالك
مالك بقسمات جاده بطلي عبط أنا عمري ما أذي .. بس الفضول هيموتني وعايز أعرف عنها كل حاجه
روان ناهضه من جواره حاضر ياسيدي هشوف كده أقرب فرصه وأبقي أتعرف عليها
مالك في نفسه
خاصمتني الراحه وهاجمتني حلقه تدور حولها وكأنها المتاهه بعينها
تحيه إيثااار تعالي حضري الفطار معايا أحسن عمك نازل يفطر معانا النهارده
إيثار بتأفف وهي تدلف خارج الشرفه من أولها كده ياماما ده أحنا لسه مخلصناش الشقه حتي
تحيه وهي تلكزها بذراعها يابت أسكتي أحسن أبوكي يسمعك ده جايب لأخوكي شغله كويسه وأبوكي صمم أنه يفطر عندنا .. مش أحسن ما نطلع لأم أربعه وأربعين وبنتها
إيثار وهي تمط شفتيها بأنزعاج بالغ نطلع تنزل في النهايه هنتقابل في مكان واحد
تحيه وهي تنظر حولها للتأكد من خلو المكان أسمعي البت ساره دي من زمان بتغير منك وانا مش عايزاها تاخد عليكي ولا تبقوا أصحاب .. في الاخر دي بنت ايمان
إيثار بنبره خافته ساره مش وحشه عشان تغير مني ياماما بالعكس دي أحلي مني
إيثار وقد لمعت عيناها قهرا .............
تحيه وقد عبست ملامحها ضيقا يقطعني مش قصدي أفكرك ياحبيبتي والله
إيثار ...... عن أذنك هقلع الأسدال وأجي أساعدك
_ تركتها ثم عبرت الرواق القصير لتدلف حجرتها في حين ظلت والدتها متسمره مكانها ثم رفعت رأسها للسماء وهي تقول
تحيه يارب عوض علي بنتي يارب يارب أسعد قلبها يارب
_ وقف أسفل البنايه بصحبة رفيقه يتبادلون بعض الأقراص المدمجه أسطوانات ثم تحدثا قليلا بشأن العمل
عبدالله أنا أتفقت مع أستاذ فايق اني هاخد أجازه الأسبوع الجاي وأنت هتغطي مكاني
مالك واضعا يده بجيب بنطاله المنزلي أنت هتبتدي أستعباط بقي ولا أيه
مالك لاويا شفتيه ايوه ايوه الكلمتين بتوع كل مره دول ربنا يهدك وتبطل تفسح الجو علي قفايا
مالك متفحصا القرص يارب بس يشتغل
ملحوظه يعمل مالك بأحد مكاتب المحاسبه الكبيره بمدينة الأسكندرية كمتدرب لحين أنتهاء دراسته
عبدالله أنا ماشي أنا بقي ومتنساش تكلمني و.........
_ كان عبدالله يتحدث إليه وهو يبتعد عنه لكي يعبر الطريق غير عابئا بحركة سير السيارات في حين لمح مالك بزاوية عينه سياره علي الطريق تقودها إمرآه كادت تدهسه .. جحظت عينيه فجأه ثم صړخ به ليتراجع سريعا
مالك حاسب حاااااااااااااسب
عبدالله بفزع يالهووووووي
_ كانت صوت فرملة السياره فجأه قادرا علي احياء كل الذكريات المؤلمھ برأسه .. حيث أستعاد مشهد إصطدام سيارتهم أثناء السفر وذهاب والديه للرفيق الأعلي ډفن رأسه بين راحتي يده وظل علي هذه الوضعيه حتي عاد له صديقه وأخذ يهز بجسده حتى يعود لوعيه
عبدالله خلاص يامالك أنا كويس ياصاحبي لولاك كان زماني م....
مالك بنبره مرتفعه بس خلاص أنا طالع وأنت خلي بالك من طريقك .. سلام
عبدالله بذهول ........
_ صعد لمنزله سريعا وهو يلهث ثم دلف لحجرته علي الفور حيث أخذت الذكريات ټقتحم أغوار عقله بقوه .. ونهش بصدره مشهد الحاډث
كان بعمر الخامس عشر عندما قرر والداه السفر لقضاء العطله الصيفيه بأحد سواحل البحر الأحمر .. حيث لم ينتبه والده لأحدي سيارات النقل المغلقه تأتي نحوه وبقوه لټرتطم السيارتين أرتطاما قويا
مالك بلهجه يسيطر عليها الوهن يارب صبرني
_ ظلت إيمان مابين الذهاب والإياب يأكلها الفضول لمعرفة ما يحدث بالأسفل حيث تركها زوجها وهبط لتناول الأفطار مع أخيه وأسرته ورفض مجيئهم معه .. ياتري ما الذي يدفعه لذلك إلا اذا كان يدس عنها آمرا لا تعلمه
.. ضړبت كفيها سويا بغيظ في حين تابعتها ساره بصمت ثم هتفت
ساره ماما انتي خيالتيني أقعدي واكيد هنعرف كل حاجه لما يطلع
إيمان بنبره مغتاظه ابوكي ده هيفرسني ايه اللي ينزله من تاني يوم كده علي طول وكمان ميرضاش يقولي سبب نزوله
_ فتح مدحت باب المنزل ثم اغلقه وترك المفتاح معلقا جوار الباب توجه للداخل ليجد زوجته علي هذه الحاله .. مط شفتيه بإنزعاج ثم هتف
مدحت ماتهدي يا إيمان
إيمان وهي تهز ساقيها بتوتر كنت بتعمل أيه عند أخوك كل ده
مدحت جالسا بأريحيه علي الأريكه جيبت شغل لعمرو وكنت بقوله علي الأوراق اللي يجيبها معاه بكره عشان التقديم
إيمان فاغره شفتيها پصدمه شغل ! وأنت مالك أنت ياخويا كنت فاتح مكتب توظيف وأنا معرفش
مدحت بنبره خشنه جري ايه ياإيمان ابن أخويا وبساعده
إيمان وقد تعمدت اغاظته وياتري هتشغله أيه أبو خدمه أجتماعيه ده
ساره بقهقهه رقيعه هههههههه دمك زي العسل ياماما
مدحت وهو يلثن عليها بالكلام عجبتك أوي أهو علي الأقل فلح في الثانويه ودخل جامعه حكوميه يعني ماعدش السنه وكمان داخل جامعه خاصه بالشئ الفلاني
ساره بتأفف من أسلوب والدها في التعامل أووووف بقي
إيمان واضعه يدها أوسط خصرها بنتي مش زي حد عشان تدخل حكومه يامدحت
مدحت بتهكم صريح فعلا مش زي حد عموما متبقيش ست جاهله