السبت 30 نوفمبر 2024

مزيج العشق والاڼتقام بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 87 من 101 صفحات

موقع أيام نيوز


متأخر من الليل فطائرته قد وصلت لتوها إلى مصر وبعدها توجه مباشرة إلى القصر دون أن يخبر أحدا حتى والدته لا تعلم متى سيصل.
نظر إلى كارمن التي كانت تنام بهدوء على السرير ووسادته بين ذراعيها.
تمنى في هذه اللحظة أن تضمه بدلا من الوسادة وأن يشعر بأطراف أناملها وهي تلعب بخصلات شعره بحنان حيث كان يتوق بشوق إلى لمساتها الرقيقة للغاية.

اقترب أدهم ببطء وتمهل من السرير ثم جلس على حافته ودارت عينيه على وجهها ينظر إليها بعشق وشوق جارف.
شعرت كارمن بحركة جانبها ففتحت عينيها ببطء واستغرقت بضع ثوان بينما ترمش عينها لتتضح الرؤية في ذلك الضوء الخاڤت الذي يسود الغرفة حتى أدركت أنه كان يجلس بجوارها ويحدق بها.
صاحت كارمن باسمه في لهفة وهي تقفز من مكانها أدهم
ادهم يحاول تهدئتها لإعتقاده انه أثار ذعرها ماتتخضيش ايوه ان..
لم يستطع إكمال جملته حيث

 وهي تغمض عينيها بقوة وتشكر ربها على أنه استجاب دعائها وبالكاد تصدق أنها بين ذراعيه وأنه علي ما يرام.
صدم أدهم من رد فعلها لرؤيته والأكثر من عناقها له.
أحاطها أدهم بقوة لا يريدها أن تبتعد عن قلبه إنه يشعر الآن أن نبضاته قد انتظمت بضمھا إليه حيث إستنشق عطر جسدها الذي يدمنه وهذا ما كان حقا يفتقده كثيرا.

قالت كارمن بصوت مبحوح بينما كانت ذقنها علي كتفه وتضمه بقوة انت كويس امتي رجعت من السفر
رفع أدهم كفه وربت على شعرها بحنان ثم قال بصوت خاڤت بجوار أذنها حيث أرسل إليها موجة من الإطمئنان لسه واصل حالا والحمدلله أنا بخير معاكي اهو
خرجت كارمن من بين ذراعيه وأحاطت وجهه بيديها الصغيرتين وتفحصته باهتمام قائلة بعفوية حمد الله علي سلامتك.. كنت بتصل بيك من بدري وخۏفت عليك لما لاقيت التليفون مقفول
اجاب ادهم بهدوء كنت في الطيارة..
اردف بهمس خاېفه عليا من ايه
إرتبكت كارمن من نبرة صوته الهامسة بينما أحمرت وجنتاها خجلا قائلة بتلعثم انا.. كنت بحاول اطمن عليك بس
لم يرد أدهم إحراجها أكثر فغير الموضوع صحيتك من النوم
خفضت كارمن يديها إلى جانبها وقالت برقة لا انا لسه ماكنتش نمت
حدق ادهم فيها وعينيه تلتمع بنظرة غريبة وقال بتساءل مع انك طول اليوم كنتي في بيت عمر بتنقلي ادواتك من هناك
تفاجأت كارمن بأنه علي علم بالأمر لتسأل بدهشة انت عرفت منين
أجاب أدهم بينما ينزع سترته ويضعها علي طرف السرير بإهمال مالك هو اللي قالي من يومين
أومأت كارمن برأسها بصمت.
نهضت من السرير وذهبت إلى الخزانة في زاوية الغرفة ثم فتحت أحد الأبواب وأخرجت مظروفا كبيرا وعادت للوقوف أمامه محاولة ترتيب كلماتها انا لاقيت الظرف دا وانا باخد حاجتي من بيت عمر انهاردة
أمسك أدهم المغلف من يدها وقام بفتحه ليخرج تقارير المستشفى وينظر فيها بصلابة دون أي رد فعل يبدو علي وجهه ولكن بداخله شعر بقبضة مؤلمة تعتصر قلبه من رؤية ذلك الورق ثم رفع رأسه وحدق في كارمن متسائلا بهدوء مبهم كان فين بالظبط الورق دا!!
تفاجأت كارمن من هدوئه وأنه لم ينظر حتى إلى ما بداخل الأوراق متسائلة بارتياب مش هتفتحو وتقرأ اللي جواه
ادهم بجمود انا عارف الموجود فيه
حدقت فيه كارمن ثم هتفت پصدمة يعني ايه عارف.. كنت عارف ان عمر عنده ورم في المخ وانه دا سبب سفره من الاول
قام أدهم من الفراش وقد توترت أعصابه بهذا الحدث الذي لم يكن مستعدا للكشف عنه الآن.
أمسك بمرفقها برفق محاولا تهدئتها ممكن نقعد وتسمعيني
سحبت ذراعها من قبضته قائلة بحدة لا عايزة اسمع وانا واقفة
زفر أدهم من عنادها ثم بدأ يتحدث بهدوء قدر استطاعته كارمن.. عمر في الفترة الاخيرة كان دايما حاسس بإرهاق وصداع مستمر واكيد انتي كنتي عارفه
ردت كارمن بعد أن ابتلعت ريقها بقلق ايوه ولما سألته وقتها قال انه راح لدكتور وقاله ان دا بسبب الارهاق ومحتاج انه يهتم بصحته مش اكتر
قال ادهم دون أن ينظر إليها انا اللي خليته يقولك كدا
أردف بحزم ورفع يده أمامها عندما حاولت الكلام ماتقطعنيش.. هو ماكنش عايز يعرفك حاجة ولا انتي ولا امي.. حالته كانت سيئة ولازم عمليه الدكتور اقترح انه يعملو العمليه في مستشفي بباريس وهو فعلا حضر نفسه عشان يسافر وانا كنت هاحصلو بعدها بيومين عشان محدش منكم يحس بحاجة غريبة
أضاف بحزن وألم علي أخيه بعدها حصلت الحاډثه علي طول قبل مايلحق يوصل
همست كارمن پصدمة يعني انت كنت عارف بالوصية مش كدا
هتف ادهم بصدق ماعرفتش بوجود وصية اصلا غير لما جالي المحامي للشركة وبلغني.. ولا كنت اعرف باللي جواها الا لما اتفتحت قدامنا كلنا
كانت كارمن صامتة مطرقة رأسها لا تدري ماذا تقول لأنها لم تفكر للحظة أن أدهم لديه خبر عن كل هذا واتضح أنها هي التي لم تكن تعلم شيئا عما يجري من حولها.
استمعت كارمن إلى صوته الرخيم مستطردا حديثه
 

86  87  88 

انت في الصفحة 87 من 101 صفحات