السبت 30 نوفمبر 2024

على حافة الهاوية بقلم سما سعيد

انت في الصفحة 46 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 

 


بمكانها فأغتنمت ملك الفرصة وهرولت من امامها
رفع إياد بصرة الحزين اليها فعلى الفور أنتابتة الدهشة حدق فيها بدقة فرأها امامة
بمحياها الذى يشع براءة وبشرتها البيضاء
ووجنتيها الوردية الجذابة وعينيها البندقية الوامضة
التى تعكس لون سنابل نبات القمح المنعكس علية ضوء الشمس
وشعرها الانسيابى البنى المخصل بالذهبى الذى يتطاير بخفة وروعة

بفعل الهواء الناتج من جهاز بث الهواء المعلق بسقف البهو
لم ينقصها شئ سوى حجابها التى كانت تتوارى اسفلة تلك الخصلات المتمردة
التى تتطاير برونق خاص يجعل العين تتبعة بغير إرادة
افاق من تآملها وهو لازال على دهشتة كيف يعقل ذلك
لما هى هنا جاءت لمن وكيف لها ان تجلس بهذة الأريحية بملابس منزلية وبدون حجابها
الذى هو سبب عشقة اليها هل هى صديقة لزوجتة 
اةةة لا مستحيل ان يتلاعب بة مصيرة
بهذة السخرية لا يمكن ان يكون كذلك
ولكن لما لا فبالتأكيد هى صديقتها لانها ترتدى ملابسها
ولكنة تساءل بداخلة اين زوجتة الان
هل هى تعد الطعام وتركتها تراعى ملك الصغيرة يالها من انثى حنونة فبالطبع ملك
احبتها وسمحت لها بمداعبتها واللعب معها انفرجت شفتاة عن ابتسامة خاڤتة
لاحظ ارتباكها فبادر هو بالحديث قائلا انتى وبعد السنين دى كلها هنا
اغمضت عينيها شعرت بآنها على وشك البكاء والاڼهيار تعالت خفقات قلبها بشدة
ولكن الاحزان والالام كانت تتلبس تلك الخفقات المتآلمة
لقد كانت على يقين بأن المواجهة سوف تحدث لا محالة ولكن ليست بهذة الطريقة المباغتة
وفى ذلك الوقت آتتهم ملك مندفعة الى احضان إياد وهى تهلل بحضورة
ومن ثم نزعت النقاب عن وجهها واعطتة الى آيات وهى تقول 
خدى يا طنط آيات النقاب بتاعك انا لعبت خلاص
كما اتتهم رقية آنذاك بعد ان سمعت صوت ملك وقالت مندهشة 
اية دة إياد داانا مصدقتش صوت ملك وهى بتقول اسمك
جيت بدرى النهاردة عن معادك بتاع كل يوم
ومن ثم توجهت بحديثها الى حيث آيات التى كانت تقف لا حول لها ولا قوة
تنظر الية متوجسة من ردة فعلة الان فتحدثت رقية قائلة 
ياله يا آيات لما نروح نحضر الغدا الاستاذ جوزك جة النهاردة بدرى ملحقناش نرتاح
ومن ثم ضحكت بمرح وهى تتوجة ثانيتا الى حيث حجرة الطهى تاركة خلفها
نيران تتآجج بداخل قلوب هذان البريئان الذى جار الزمن عليهم بكل قسۏة ودون رحمة
سعادتة التى قد ملآت قلبة منذ قليل تبددت على الفور امام عينية
امتقع وجهه فى لحظة بعدم استيعاب ظل مشدوها لا يقوى على فعل اى شئ
هربت دمعة حزينة من مقلتيها وهى تراة يبعثر نظراتة حول المكان غير مصدق
ماذا تفوهون بة الان امامة ارتسمت علامات اقل ما توصف
بانها علامات تعجب شديدة اندهاش لا مثيل لة
شعر بأنياب حادة تنهش ثناياة الحزينة
كيف يعقل ذلك فحبيبتة الذى ظل باقيا على حبها منذ اعوام
ولم يتثنى الية فرصة لقاءها منذ تلك الفترة توجد امامة الان
ولم يكن هذا ما ادهشة بقدر ما ادهشتة هذة الفاجعة الكبرى
حبيبتة كانت بجوارة كل تلك الفترة على انها زوجة لشقيقة
حبيبتة التى ابتعد عنها منذ سنوات دون رضاة الان تقبع امامة
لم يكن هذا فقط بل اصبحت زوجتة دون ان يعلم هويتها
لم تستطع آيات المثول امامة اكثر من ذلك وتشاهد ملامحة الحزينة
وتساءلاتة التى تنبثق من عينية بكثرة
مضت من امامة مهرولة الى ان وصلت الى شقتها بالدور العلوى
استل إياد المظروف من جيب سترتة
ومن ثم فتحة بلهفة وعندما وجدة هو بذاتة ذاك المكتوب الذى قد كتبة بخط
يدة
منذ سنوات واعطاة الى تلك الفتاة التى عشقها
پجنون
اغمض عينية بحزن عميق حتى هبطت دمعة فارة من مقلتية
ومن ثم غادر مندفعا يصعد اليها بخطوات واسعة
داخل شقة مصطفى العطار
دلفت الي حجرتها صړخ قلبها عدة صرخات اوجعتها بشدة
وجعلتة يندثر الى اشلاء تناثرت على لهيب احړق حطامة المعذبة
فاستسلمت دموعها الى الهبوط
على وجنتيها تحرقهم بلهيبها الاليم 
واثناء بكاءها دلف الى الحجرة بمحياة المكفهر الذى ولاول
مرة تراة يعلوة هكذا فبادرت بالحديث بصوتها المتهدج قائلة 
انا انا كنت هقولك على كل حاجة بس اسمعن
قاطعها بنبرة هوجاء واوداج تنتفض بغيظ هتقولى اية
انكمشت على حالها بعد سماعها نبرتة العڼيفة
شعرت بالهلع والرهبة فنظراتة الموجهة اليها كانت كالذخيرة الحية
التى يصوبها اليها بدون رحمة
اقترب اليها مندفعا امسكها من ذراعيها بقوة وتحدث على مضض قائلا 
هتقولى اية هتقوليلى ان حبيبتى اللى قابلتها من سنين
واللى كنت ھموت عليها واقابلها كانت موجودة قصادى طول الوقت
ومخبية نفسها منى لاء واية مرات اخويا
رمشت عينيها رهبتا من نبرة صوتة العاتية
جف حلقها وشعرت بخناجر تقطع شرايينها هز جسدها بقوة وهو يقول 
ردى علية عملتى كدا لية لية
ازدردت لعابها الجاف بصعوبة بالغة ومن ثم تحدثت
بصوت متهدج خفيض قائلة انا مكنتش اعرف مكنتش اعرف انك اخوة
إياد ساخرا والله طب ازاى هو فية واحدة متعرفش اخو جوزها
اندفعت الدموع تقفز من عينيها قفزا وشرايينها اصبحت تدر الدموع بدل الډماء
فتحدثت بصوت مخټنق من كثرة البكاء قائلة 
اعرفك ازاى واحنا لما اتقابلنا زمان معرفتش حتى اسمك
اعرفك ازاى وانت مسافر من قبل ما اتجوز من مصطفى
وحتى محضرتش الفرح
اعرفك ازاى وانا مشفتش ليك ولا صورة ف البيت دة
تحدث إياد بحنق قائلا وقد زادت انقباضة على ذراعيها 
ولما شفتينى بعد ما جيت من السفر متكلمتيش لية
تآوهت آيات بخفوت آثر قبضتة الانفعالية على ذراعيها فتحدثت من بين دموعها قائلة 
خفت خفت اقولك مكنتش عارفة اتصرف ازاى
ولا هتكون اية ردة فعلك من ناحيتى وناحية مصطفى الله يرحمة
ترك إياد ذراعيها وابتعد عنها وهو يقول بهتاف غاضب 
كنتى سيبينى انا اللى اقرر واختار
اتسم وجهها بالحزن الشديد وارتسمت عليه دلائله وهى تتحدث قائلة 
مكنتش عايزاك تحس بالعڈاب اللى كنت بحس بية لما كنت بشوفك
مكنتش عايزاك تعرف ان البنت اللى انت حبتها وبتدور عليها
ورافض الجواز الا منها تكون هى نفسها مرات اخوك
تساءل إياد بحزن عميق قائلا وافقتى على جوازك منى لية
آيات بتلقائية مندفعة ومن صميم قلبها قالت لانى بحبك يا إياد بحبك اووووى
وعارفة انك بتحبنى وانا متأكدة اننا ف يوم من الايام هنقدر نعدى المحڼة دى مع بعض
تحدث إياد مدفوعا بالإضطراب والحزن والالم
فقد تملكة الان صراع فكرى ونفسى 
ومين قالك انى بحبك خلاص دا كان زمان
ومن ثم تركها ومضى من امامها
تركها تذرف الدمع الحارق على قدرها الذى يتفنن بصب التعاسة على حياتها
تركها تتأوة من قبضة اناملة التى طبعت كدمة شديدة الاحمرار على ذراعيها
آة ايها العشاق الابرياء وما العشق الا شقوة عصيبة وابتلاء
داخل شقة عبد الرحمن العطار
كانت منى سعيدة ترسم ابتسامتها على محياها على غير العادة
فأندهشت كاميليا لذلك فتحدثت اليها قائلة 
اية يابت مالك فية اية
منى مبتسمة مالى ياماما ماانا كويسة اهو
كاميليا وهى تضيق عينيها اة كويسة بس حاسة انك فرحانة كدا
خير ياترى ما تفرحينى معاكى
منى وهى ما زالت محتفظة بإبتسامتها ابدا بس اصلى كنت بقرأ رواية
شغلانى من فترة والحمد لله النهاردة خلصتها ونهايتها عجبااااانى جدااااا
كاميليا بإندهاش رواية وانتى من امتى بتقرأى روايات ياحيلة امك
نهضت منى عن مقعدها ومن ثم قالت اهو استهوتنى الرواية فحبيت اكمل فيها للاخر
ومن ثم مضت من امام والدتها وهى تقول اةةة انا حاسة انى جعانة نوم
استوقفتها كاميليا قائلة استنى هنا انتى رايحة فين نوم اية دة اللى هتناميو الظهرية
يلا روحى البسى وتعالى معايا
منى بسعادة هنخرج والنبى ياماما بجد
كاميليا بجدية ايوة يااختى هنروح نزور خالتك اصلها بعافية شوية
منى بخفوت طب وبابا قولتيلة
كاميليا مؤكدة طبعا اومال هنخرج من وراة
منى بجدية لاء انا اقصد انك قولتيلة انى هخرج معاكى
يعنى سمحلى بالخروج
فأجابتها كاميليا قائلة يووووة دا بعد عڈاب لما قلتلة انى عايزة اشترى
حاجات لخالتك اخدهالها زيارة
منى بإستياء يعنى مشال واخدانى معاكى علشان تشيلينى
كاميليا بلا مبالاة خلاص ياحلوة لو مش عاجبك خليكى
وانا هتصرف يعنى هو انا هغلب
منى بلهفة لالاء خلاص مشال مشال بس اتهوى بدل الحبسة دى
واثناء تواجدها بالسوق بصحبة والدتها نشب عراك
لفظى بينها وبين احدى الباعة
حيث انها اعطتة ثمن ما اشترتة ولكن بسبب العجئة لم ينتبة البائع لذلك
فظلت توبخة وتنهرة ولم تغادر الا بعد ان اخذت ما اشترتة وباقى النقود
كان يقف على بعد مناسب شخص ما يراقب ما يحدث بصمت
اعجب بتلك الانثى الشرسة ذات العيون البنية والخصلات الغجرية السوداء وبشرتها البرونزية
ابتسم بداخلة وظل يتتبع اثرها حتى توجهت وبصحبة والدتها
الى منزل شقيقة والدتها وهى تحمل الحقائب البلاستيكية بين قبضتها
جلس على مقهى بلدى ينتظر خروجها وهو يفكر بداخلة
ان بقيت فى هذا المنزل سيعلم انة منزلها
اما ان غادرت وبصحبة تلك السيدة التى تشبهها سيعللم انهم كانا بزيارة شخص ما
وبعد ساعتين وجدها بالفعل تغادر بصحبة والدتها
ويداها فارغتان فأيقن انهم كانا بزيارة شخص ما بذلك المنزل
فتقفى اثرهم حتى وصلا الى منزلهم
وعندما سأل عنها البقال المتواجد أسفل المنزل
علم عنها كل شئ فقرر التقدم لخطبتها
بعد يومان داخل شقة مصطفى العطار
انزوى إياد على حالة بحجرتة ولم يحتك بها طوال يومان
كان يغادر الى عملة اثناء نومها
ويأتى الى المنزل بوقت متأخر
ظلت آيات قابعة بحجرتها لم تذق طعما للنوم ولم تتناول اى شئ طوال ليلتين
فقط تناجى بارئها بدموع حاړقة ېحترق اليها وجدانها
وفى يوم ما وبين الفنية والاخرى كانت تنظر من النافذة تترقب وصولة
شعرت بالوهن لوقوفها لعدة ساعات طوال فدلفت واستلقت فوق فراشها
وبعد ما يقارب الساعة سمعت صوت اغلاق باب الشقة فأيقنت انة عاد من عملة
فعلى الفور غادرت حجرتها ولاول مرة بدون نقاب
فرأتة وهو يرمى بثقل جسدة على الاريكة المتواجدة ببهو الشقة
اقتربت الية بخفوت ومن ثم تحدثت قائلة ممكن اتكلم معاك شوية
نظر اليها ومن ثم تحدث پألم قاټل هتقولى اية تانى ماكفايا بقى لحد كدا
آيات بحزن بس اسمعنى
قاطعها إياد قائلا اسمع اية عايزة تقولى اية
هتقولى ان مشاعرى كانت لعبة بين ايديكى بتتلاعبى بيها لشهور طويلة
هتقولى اية بعد ما كنتى بتشوفينى بټعذب ادام عنيكى
وانا هتجنن واعرف مكان البنت اللى بحبها
وانا معرفش انها طول الوقت جمبى لاء واية مرات اخويا
فتحدثت آيات بصوت محتقن من فعل الدموع الغزيرة المتساقطة من مقلتيها 
مهما كنت پتتعذب فأنا اتعذبت اضعاف عذابك وانا شايفة
الانسان الوحيد اللى حبيتة واقف ادامى وبيكون اخو جوزى
اتعذبت اضعاف عذابك وانا بحاول اتمالك اعصابى
علشان محدش ياخد بالوا من اللى انا حاسة بية
اتعذبت اضعاف عذابك وانا بسمع صوتك بشوفك بشم ريحتك
اتعذبت اضعاف عذابك وانا بخبى نفسى منك حتى بعد ما اتجوزنا
وانا مش قادر اظهرلك شخصيتى لسنة كاملة مت فيها الف مرة
ومحدش كان حاسس بية
حدق إياد بعينيها الباكية ومن ثم تحدث قائلا ولية خبيتى نفسك
منى بعد ما اتجوزنا
نهضت آيات وخطت بضع خطوات ومن ثم قالت دون النظر الية 
لانى مكنتش عايزاك تعيش العڈاب اللى انا عشتة لوحدى
لانى كنت خاېفة منك خاېفة من ردة فعلك
لما تعرف شخصيتى كان نفسى وانت بتكلمنى عن حبيبتك
ارفع النقاب عن وشى واقولك ان حبيبتك ادامك طول الوقت
ومن ثم استدارت تنظر الية وهى تقول
بإستجداء سامحنى
ضحك إياد بإستخفاف وهو يقول غشاشة كدابة لعبية خاېنة
غشيتينا كلنا
ببراءتك وكدبتى على مصطفى ولعبتى علية وخنتى ثقتنا كلنا
اتسم وجهها بالحزن بعد استكمال جملتة المهينة
والتى طبعت چرح غائر بثنايا روحها المعذبة رمقتة بدقة
ومن ثم
 

 

 

 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 69 صفحات