جوازه ابريل بقلم نورهان محسن الجزئين
متذمرا ليضحك باسم بشماته فابتسمت هالة في يأس قائلة بحنان يارب نفرح بيك بقي يا بيسو
المهم يلاقي اللي تقدر تهديه عن شقاوته
الټفت كلاهما إلى ريهام التي بسطت يدها وصافحته بابتسامة صغيرة بينما جابت نظراته عليها متأملا هيئتها الساحرة في ذلك الفستان الأزرق الطويل بأكمام شفافة تتناسب مع شكل جسدها ولون بشرتها الحلبيبة.
ردت هالة بتضرع يسمع منك يارب يا ريكو
ابتسمت ريهام قبل أن تراها تغادر مع خطيبها إلى حلبة الرقص لتحدق فيه بتساؤل مردفة بفضول فينك يا باسم كنت بدور عليك من بدري
قطب باسم بين حاجبيه ثم قال بإستفهام ليه خير
حدجها باسم بنظرات عميقة رافعا حاجبيه وهو يضع يديه في جيوب بنطاله متسائلا بجمود بتتكلمي عن ايه بالظبط
رمقته ريهام بنظرة ذات مغزى ممزوجة بابتسامة مغرية غزت فمها قائلة بصوت هامس مش اللي جه في دماغك .. اصلي عرفت انك تعبت شوية بعد حاډثة عربيتي اللي طيرتلي بابها بسواقتك الفظيعة دي
أكملت ريهام بسؤال استفزازي ناعم مش ناوي تبطلها بقي
كان باسم ينظر في عينيها طوال جملتها السابقة بملامح غير مقروءة ثم أجاب بعدم إهتمام تمام شوفي تصليحها كام وابقي عرفي ماما وانا هتكفل بيهم
أجابت ريهام بلامبالاة كانت مع اخواتي
أومأ باسم إليها بفهم ولاحظت ريهام أن نظرته كانت موجهة إلى اتجاهات أخرى متجاهلا التحديق عليها بينما قال باسم مستفسرا رغم أنه لم يكن مهتما بما قالته بالفعل اول مرة اعرف ان عندك اخوات غير يوسف!!
ردت ريهام مؤكدة بابتسامة تحمل الكثير من المعاني فى طياتها وهى تقترب منه خطوة لتضع كفها عليه غير مهتمة بمن حولها وهتعرف منين وانت مابتجيش بيت اهلك كتير .. كل دا عشان تتهرب مني وماتشوفنيش
شعرت ريهام بالغيرة فى قلبها تمزق طياتها بمجرد أن هتفت فتاة من الحفلة بغنج وهي تضع يدها عليه تأخذه بلطف دون أن تبالى بمن تقف معه بيسو .. ايه مش وعدتني برقصة
منحها باسم إحدى ابتساماته جذابة وهو يجيب عليها لتضحك معه بمرح طالما وعدتك يبقي هوفى .. يلا يا جميل
عن اذنك يا ريهام
أضاف باسم بإيجاز وهو يغادر دون أن يلتفت إليها تحت نظراتها الغاضبة مم يفعله معها.
بقلم نورهان محسن
داخل فيلا فهمي الهادي
تحديدا في غرفة ابريل
خرجت ابريل من الحمام بخطوات ثقيلة ورأسها منحني وهى تشعر بعبء العالم على كتفيها لتتدحرج عينيها على فستان زفافها وهو أقل ما يمكن قوله عنه أنه رائع الجمال بتصميمه الرائع.
وقفت ابريل لوهلة وهي تتأمله ملقي على السرير بعيون دامعة متذكرة المرة الأولى التى رأته فيها أعجبها كثيرا وكانت فرحتها كبيرة فيه أما الآن فهناك فرق شاسع فيما تشعر به عندما تراه.
تنهدت ابريل بعمق قبل أن ترسم ابتسامة باهتة على وجهها ثم إتجهت إليه لتحمله بين ذراعيها ثم قامت بإلقاءه على الأرضية بقوة.
جلست ابريل على الأرض بإنهاك مربعة القدمين وهي تعدل المنشفة الكبيرة حول جسدها وتلتقط أنفاسها بصعوبة ثم عانقت جسدها بقوة شاعرة ببرودة تسرى فيه لتدلك كتفيها برفق في محاولة بث الدفء بهم بالرغم من إعتدال الطقس بالغرفة.
ضمت شفتيها معا لتسيطر على إرتجافهم وهى تطرق رأسها بين ركبتيها فقد ظنت أن الحياة بدأت تنثر الإبتسامات على وجهها بعد صبرها الطويل لكنها فقط تلقت منها المزيد من الصڤعات.
رفعت ابريل رأسها ببطء ثم مسحت دموعها بعزم فهى لن تجعل الكمد يسطو بشباكه حولها يجب أن تدعم نفسها وتزودها بجرعات من القوة والإيمان وألا تدعها تتجول في ظلام الحزن وحدها حتى تتمكن منها.
بقلم نورهان محسن
على الجانب الآخر
فى الحفلة داخل فيلا صلاح الشندويلي
بإحدى الطاولات
إتجه باسم إلى مجموعة من أصدقائه بعد أن أنهى الرقصة الثالثة مع إحدهن ليجلس بجانب صديقه الذى لكزه بمرفقه وهو يبتسم ليقول ممازحا ارحم نفسك وسيب لينا بنت نرقص معاها بدل ما احنا قاعدين ناكل وبس
ضحك باسم بصوت عال وهو يمرر أصابعه الطويلة في شعره ويسحبها إلى الوراء ثم أجاب بسخط هزلى ياباي علي قر اهلك .. الساحة فاضيالك يلا فرجنا مواهبك
شاركه صديقه الضحك وهو يهز رأسه بالاتفاق بينما رن هاتف باسم فأخرجه من جيبه لينظر إلى الشاشة مضاءة بصورة لفتاة جميلة فاستقام من مقعده مغادرا فإستمع إلى نداء صديقه من الخلف رايح علي فين يا عم
أدار باسم رأسه إليه وهو يهتف بإستعجال شوية وراجع
ضحك الآخر ساخرا وهو يحتسي القليل من عصيره ليهتف أحدهم بتسلية اكيد واحدة من مززه
مابيضيعش وقت بالقعاد خالص
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
عند إبريل
مررت ابريل أصابعها من خلال خصلات شعرها البني الفاتح مع الأشقر بطريقة عشوائية بينما نظراتها مازالت شاردة في الفراغ ويبدو أنها منغمسة في دوامات الأفكار الحلزونية.
خرجت من أفكارها على صوت دقات الساعة معلنة الساعة التاسعة مساء لتزفر الهواء بضيق من فمها ثم نهضت على قدميها المرتعشتين متجهة نحو غرفة الملابس الصغيرة عبارة عن رفوف ووحدات تخزين تتناسب مع الحيز المتوفر.
تركت ابريل تنهيدة عميقة تفلت من فمها وهي تعانق دفتر صغير إلى صدرها أخرجته من إحدى الوحدات مخاطبة نفسها بابتسامة وقد تبددت غيوم الحزن من سمائها الفيروزية لتتألق ببريق متمرد ماكر ابقي اشبعي بالموبايل واللاب توب يا سلمي هانم
للوصول إلى اعمالى الأخري والمزيد من رواياتي
اكتبو في محركات البحث علي جوجل او الواتباد او فيس بوك روايات بقلم نورهان محسن
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
عند باسم
بالحفلة
وضع باسم الهاتف على أذنه وهو يخطو خطوات واسعة ثم توقف في مكان منعزل إلى حد ما عن ضوضاء الحفلة وهو يتحدث بنبرة معاتبة اخيرا افتكرتي تردي!! انتي فين دا كله المعازيم تقريبا كلهم وصلوا..
أجاب الطرف الآخر فلم يكن سوى صوت أنثوي خاڤت انا مش هقدر اجي يا باسم
ضحك باسم بصوت هازئا ثم جذب شعره من الوراء بحركته المعتادة ثم أجابها بضجر مش وقت هزارك يا روز .. الجو مش مستحمل توتر و..
ظل باسم صامتا برهة مجعدا حاجبيه بحيرة ثم قال مستفهما هو ايه الصوت اللي جنبك دا
ردت رزان بإيجاز انا في المطار وهسافر يا باسم
ردد باسم وراءها بذهول يعني ايه تسافري يا رزان!! هتسافري فجأة كدا .. لحد امبارح كانت الامور معاكي تمام .. ايه اللي جد حاجة حصلت
أخذت رزان نفسا عميقا قبل أن تجيب بهدوء جاتلي فرصة العمر .. عقد لشركة عالمية للازياء ومختارني بالأسم اكون موديل البراند الجديد وانهاردة الصبح حجزولي تذكرة الطيران والاوتيل وكل حاجة
صمت باسم مطولا دون أن ينبث ببنت شفة محاولا استيعاب ما قالت ثم سأل بسخرية والله !! معناه ايه الكلام دا !
أردف باسم بصوت مرتفع من نفسك كدا كررتي من ما تاخدي رأيي .. انتي نسيتي اني اتقدمتلك وانتي وافقتي!!
بقلم نورهان محسن
بعد مرور عشر دقائق
عند ابريل
فى غرفة الملابس
تجلس ابريل على الكرسى محدقة بشرود في شكلها بالمرآة وهي تجفف شعرها الأشقر بالمجفف الكهربائي.
تدلى كتفيها وهي تضعه على منضدة الزينة أمامها متمعنة النظر إلى وجهها الشاحب في المرآة وكان من الواضح أنها مرهقة من تأثير صډمتها القوية لكنها تعلم جيدا أن شعورها بخيبة الأمل والإنهيار أمر طبيعي بعد الفراق لذا فإن التظاهر بالقوة ورفض الاعتراف بالانكسار والحزن شيء لن يساعدها أبدا في تجاوز تلك العلاقة وبالتالي كان عليها أن تطلق العنان لمشاعر الحزن تسيطر عليها لټنهار بلا مقاومة لكنها لن تنسى أنها مرت بأقسى الأمور فى حياتها فألم الخذلان الذي ېمزق قلبها ليس جديدا عليها.
افاقت ابريل من أفكارها وهى تنفض رأسها بقوة حتى تتمكن من إزاحة تلك الذكريات من عقلها بينما يعلو وينخفض صدرها لتنظم تنفسها ببطء كما اعتادت لأنها يجب أن تجمع نفسها بأسرع ما يمكن.
بعد وقت قصير
تنظر ابريل إلى ملابسها في المرآة المؤلفة من بنطلون أسود بقماش الساتان وأرجل واسعة بطيات من الأعلى مع قميص من نفس اللون وأكمام طويلة بياقة عريضة ويضاف إليها حزام يلتف حول خصرها على شكل ربطة جانبية ضخمة يتدلى منها ذيل أمامي قصير لتجمع بين الأنوثة والأناقة.
إنتهت ابريل من حزم الأشياء المهمة فقط داخل حقيبة صغيرة الحجم وبالطبع لم تنس وضع جهاز استنشاق الربو ثم أخذت أداة صغيرة كالعلبة من فوق الطاولة واستدارت وخرجت من الغرفة الصغيرة وعيناها مثبتتان على ثوبها الملقى على الأرض.
بقلم نورهان محسن
فى الحديقة
عند باسم
نفخ باسم خديه بضجر ليقول بصوت ساخط مش فاهم عقد وشركة ايه اللي عمالة تكلمي عليهم .. ما قولتلك انك هتشتغلي معايا وهتكوني نجمة الحملة الاعلانية الجديدة زي ما انتي عايزة ..
ردت رزان بنفى الكلام دا بسمعو منك من اول ما اتعرفنا علي بعض يا باسم ومفيش حاجة حصلت .. انت اصلا مش متحمس لفكرة اني اشتغل معاك .. رغم انك عارف اني عايزة ابقي موديل وممثلة مشهورة
لم يرد باسم فإستطردت رزان قائلة بنبرة مرتبكة إلى حد ما عموما انا مقدرتش اسافر من غير ما اكلمك عشان شوفت مكالماتك ليا لما فتحت تليفوني دلوقتي ومحبتش تفضل منتظرني
قهقه باسم بخفة وسرعان ما انقطع صوت ضحكاته هاتفا بتهكم والله طب كويس أن سعادتك لاقيتي وقت تكلميني دا من كرم اخلاقك وشكرا انك افتكرتي ان في مغ فل هنا مستنيكي وأنتي ولا فارقلك
أطلقت رزان تنهيدة حزينة ثم قالت مبررة باسم بليز حاول افهمني وتقدر موقفي احنا مش هينفع نرتبط ببعض .. انت اللي فجئتني وانا كنت محتاجة وقت اكتر اعرف انا عايزة ايه..
عصر