وربط بين قلبينا القدر بقلم مروة حمدى
بينا على الباب وكان ناقص يشيلنا من على الارض شيل.
شيماء المتابعه لهم وهى تزيح بها بسمه للخلف تميل باتجاه والدة زوجها ومامتها ال معبرتناش يا طنط واحنا جاينلها بربطه المعلم نطلب ايد المحروسة ونتمم الموضوع.
خديجه بمغزى اهدئ يا شيماء اهدئ ده احنا لسه بنقول يا هادئ بعدين الغايب حجته معاه يمكن الست مشغولة بالضيافة.
خديجه لنفسها
وهى تنظر إلى وليدها وهو يقتطف النظرات من الحين للأخر للباب جواره لا يستقر بموضعه كمن يجلس على البيض فال الله ولا فالك انا قولت بلاش شيماء الزيارة دى محدش سمع كلامى.
فى تلك اللحظه دلفت بابتسامتها المعهودة عليها لتنطبع بشكل تلقائى على محياهم وقد ابصروا صاحبتها.
_ وانا اقول ايه النور ده كله اتارى ديجا بنفسها عندها يادى السعد يادى الهنا.
خديجه بابتسامه وضحكه صادقة تقبلها من وجنتيها ثم تاخذ الكوب أمامها يا بكاشه.
أمانى متوجهه إلى صديقتها بسمه مالحقتيش توحشينى ياوزة.
شيماء بمشاكسه وتذمر مصطنع هو من لقى أحبابه ولا ايه
أمانى وهى تنتقل لها تقبلها هى الاخرى على وجنتها
تقدم لها الضيافه يا سلام وهو انا عندى اعز من أم عتريس
شيماء قوليها تانى وهتتعلقى.
أمانى بضحكه لا وعلى ايه الطيب احسن هو انا قدك .
همت بالرد عليها ومشاكستها كالعادة كلما تلاقيا يوقفها صوت من الخلف جعلها تنتبه لمن تناست وجودهم بمجرد دلوفها ووقوع بصرها على تلك السيدة المقربة لها ورفيقاتها.
_طب وعمك مؤمن نسيتيه
الټفت له وقد تشاركت كلا من عيناها وشفتاها الابتسامه لذلك الرجل الحنون.
_وهو انا اقدر اخبار رتك ايه
_بخير يا بنتى.
_يارب دايما.
باشارة من رأسها حيت ذاك الجالس على اليسار وهى تمد له هو الاخر.
_اهلا بيك استاذ احمد.
_يا بنتى بلاش استاذ دى بتكبرينى قوليلى احمد عادى مكنوش كم سنه دول فرق ما بينا.
_رتك فى مقام اخويا الكبير واحترامك واجب.
_اتفقنا.
تنهدت وهى تطلق زفيرا براحه تعاود بظهرها للخلف وابتسامه صغيرة تعرف طريقها إلى وجها وهى تتابع بعيناها ذاك الحديث من البداية وقد لاق مساره وختامه استحسانها كثيرا.
لتزيح هذة المرة الام بسمه إلى الخلف تميل نحو زوجه ولدها الأكبر هامسه هديتى اهى البنية قالتله يا أبيه.
شيماء وهى تعتدل بجلستها بنظرات زائغه قصد رتك ايه!
خديجة بنفس الهمس ال اقصده انه مټخافيش يا حبيبتى ابنى من بعد جوازه منك وهو تاب عن الصنف كله وبعدين مش أمانى ال تغيرى منها.
شيماء وهى تميل نحوها وبأعين القطط ظلمانى وفهمانى غلط .
خديجة وهى تعود لموضعها قصدك صح.
بسمه بإعتراض طب ما ابدل مع وحده فيكم بدل قلة القيمه ال انا فيها دى!
خديجة ونظرها معلق باتجاه معين اتلهى.
صمتت تتابع النظر وهناك دعوة خفية بقلبها لم تنطق على لسانها قط أمام أحد تتمناها بشده وهى تعلم أنها درب من المستحيل ولكنها حتى أخر لحظه تمتمت بصوت هامس داعية راجيه تناجى يارب.
على يقين بأنه على كل شئ قدير.
وأعين ثالثة منذ دلوف تلك النسمة الباردة وقد لاح أثرها على الوجوه أمامه من ارتياح لم تفارقها عيناه عليها ولم يتبين بعد وجهها تلك النغمه بصوتها ليست غريبة عليه أيعقل ان تكون هى أيعقل انه بعد مرور تلك الأعوام تغير وقع نغمتها التى لم يستمع لها سوى لماما على اذنه ولكن ردود الفعل التى يراها احاديثها مع شقيقته والدته زوجه أخاه جعلته يتمنى ذلك بشده.
حتى الټفت على صوت والده ليعقد حاجبيه ليست هى! ولكن مهلا تلك الملامح المريحة للعين تلك الإبتسامه التى تجبرك على مبادلتها رغما عنك ليست بالغريبة عنه اطلاقا لتتسع عيناه تدريجيا وهى تتقدم منه ببطء بعدما اخفضت نظرها تمد يدها بما تحمله بصمت لينطق مها
مندهشا وقد تعرف عليها.
_أمانى!!!
أغمضت عينيها تبتبلع تلك الغصة بحلقها وهى تجلى صوتها وقد خرج متحشرجا مبروك.
مد يده يتناول الكوب وشى ما يجبره على إطالة النظر لها لتتورد وجنتيها بشكل غريزى وهى تستشعر تلك النظرات المصلطة عليها لتبدا قوتها الواهية بالتلاشى وتهتز يديها تزامنا مع شرود يده عن الكوب وقد ارتطمت به بدلا من امساكه وهو يصب كامل انتباه لها .
ليسقط الكوب على الصنيه ومع رعشتها التى ازدادت من المفاجأة وتناثر محتوياته على رداءها هب من مجلسه يحاول مساعدتها لټرتطم به الصنية ويسقط ما عليها على بنطاله.
شهقة خرجت منها بعدما سقطت الصنية أرضا تنظر لبنطاله لتضع يدها على فمها ثم رفعت نظرها له پصدمه تزامنا مع رفع نظره لها
أمانى انا انا اسفة.
يغمض عينيه يسب حظه العسر داخله يفتحها وهو يحاول بيده إزاحة ما على بنطاله يغتصب ابتسامه صغيرة مقتضبه حصل خير.
شيماء بشماته لبسمه انا قولت باينه اهى نحس من أولها.
لتمتم بسمه واضعه يدها على فمها حتى لاتستمع لها الأخرى يظهر ان ماما كان معاها حق!
شيماء المتابعه للمشهد بإنتشاء بتقولى حاجه
بسمه وهى تميل نحوها تمرر يدها على ذراعها برفق بقول بررركة.
استاذ مؤمن حصل خير يا جماعه.
احمد كاتما لضحكاته معلش بتحصل هو طريق الجواز كده كله يهدلة وتعب وقلة قيمه
شيماء احمددددد.
احمد بس فى الاخر جنه مستنياك
هامسا لنفسه متابعا دون سابقة عڈاب انشالله
والدته وقد اقتربت منهم تنظر لبنطاله لتتحسر داخلها هيطلع عينى فى الغسيل.
_ استنى يا يحيى مش هينفع كده
ثم وجهت حديثها لأمانى التى توشك على البكا وهى تحاول مساعدته باعطاءه بعضا من المحارم الورقيه من على المنضدة جواره.
_بقولك يا حبيبتى.
_نعم يا طنط.
_البنطلون محتاج يتنظف علشان البقعه متلزقش.
_انا ممكن انظفه.
والدته حلو بصى....
مقاطعا اياهم سريعا
_من فضلك وديني بس الحمام وانا هتعامل.
والدته بشك هتعرف
يحيى ماما انا تلات سنين فى غربه بعمل كل حاجه لنفسى.
أمانى اتفضل معايا وانا بجد اسفه بعتذر.
يحيى وهو يرى كل ذاك التوتر المسيطر عليها أهداها ابتسامه صادقة مطمئنة حصل خير وانا كمان ما ركزتش وانا بقوم فمش غلطك لوحدك.
خرج وهمت باللحاق به امسكتها والدته من ذراعها تميل عليها وانتى كمان روحى غيرى لحسن هدومك اتبهدلت خالص .
هزت رأسها بصمت تلحقه ترشده لطريق المرحاض الواقع بمنتصف الممر المؤدى إلى الغرفة.
بينما فى اثرهم أطلقت زفيرا طويلا وقد مر بقلبها هاجس تشاؤمى يخص تلك الزيجه الټفت لتعاود الجلوس إلى كرسيها لتصطدم بوجه شيماء الضاحك والشماته تكاد تقفز من عينيها تتمتم.
_الله يكون فى عونك يا احمد يا بنى ويعينك على ال انت فيه.
وقفت على بعد خطوات منه تشير على الباب دون أن ترفع عيناها نحوه.
_اتفضل رتك.
هز رأسه بالايجاب ليدلف مغلقا الباب خلفه.
لتخرج تنهيدة حبيسه بها وهى تنظر إلى الباب المغلق تذكرت امر ردائها لتمرر نظرها عليه تتسع عيناها.
_ده اتبهدل على الاخر.
قالتها راكضة لغرفتها لتبديله.
وبالعودة للوقت الحالى
تناظر ولدها بعدم فهم فمنذ عودته بدأ كما لو انه بدل بآخر اختفت الابتسامه من على وجهه انطفأت اللمعه بعينيه وجهه مسود كمن يحمل فوق أكتافه اطنان من الهموم حتى أمانى صامته تقتطف النظرات له ومعالم القلق واضحه على وجهها لتهمس بصوت خفيض لنفسها هو حصل ايه
ليست الوحيدة التى لاحظت ذاك التغيير بدليل الصمت المطبق وقد خيم على المكان لتزداد الحيرة بدلوف الاستاذ توفيق وبصوت مهزوز دون النظر لهم ثوانى والجماعه جايين.
لم يرد اى منهم فقط إماءة من الرأس لتميل شيماء على بسمه والاثنين بهمس فى نفس التوقيت هو فى ايه
قاطع همسهم و
صمت البقية دلوف والدة العروس تمسك بابنتها باحكام كمن يغشى عليها من الهرب ترحب بهم.
_يا اهلا يا اهلا نورتونا وشرفتونا.
خديجه بمزاح فى محاولة لتلطيف الأجواء ايه يا فاتن ماسكه فى البنت كده ليه عايزين نسلم عليها ولا خاېفة ناخدها ونمشى هو اه هيحصل بس مش دلوقت..
فاتن اه اصلى لسه مش مصدقة انها كبرت خلاص وهتتجوز.
وپحده طفيفة خلف ابتسامتهاالمصطنعةسلمى يا ولاء.
ختمت حديثها بلكزة خفية لابنتها التى توجهت لهم تمد يدها بالسلام وابتسامه مجاملة رسمت بإعجاز على محياها جعل كلا من شيماء وبسمه يتبادلن النظرات بشفاه علوية وحاجب مرفوع بينما الام مررتها لأجل ابنها.
احمد يميل على والده تغور الحلاوة المعجونة بالتناكة دى كلها.
مؤمن هشش ده اختياره وهو حر.
وقفت أمامه ليرفع نظره لها لأول مرة صريحه يتأمل تلك التى حلم بهذة اللحظه التى تجمعه بها منذ سنوات من كد و اجتهد كى يفوز بها كان يتأملها دون حديث وهى الأخرى وقفت صامته ولم تمد يدا هى الأخرى .
بالبداية كانت نظراتها له تقليليه ولكن مع تاملها لم تستطع حجب لمعه الاعجاب بعينيها.
_الخارج بينظف فعلا بس بعد ايه! مابقاش يلزمني.
الام فاتن اقعدى يا حبيبتي جنب طنطك خديجه.
بهدوء تحركت لتجلس بجانب والدتها التى ابتلعت ريقها بإحراج تنتظرهم باعين ذائغة بعدما اخفض الوالد توفيق نظرة لاسفل بكسره وقد ايقن الان ان ابنته ألقت بكلمته وتهديده عرض الحائط.
لتتدخل أمانى سريعا جالسه بجانب السيده خديجه تلتف بكلتا ذرايعها حول ذراع الاخرى لا بقا يا ست ماما محدش هيقعد جنب ديجا غيرى.
لتبتسم الأخرى بمحبه صافية تربط بيدها الحرة غلى ذراعيها ربنا يراضيكى دايما يا حبيبتى صدقينى وانا كمان مش عايزة حد غيرك يقعد جنبى.
كانت كلماتها ذات مغزى وصل بوضوح لمسامع تلك الولاء التى عقبت بابتسامه صغيرة ساخرة .
الاستاذ مؤمن بمضض أستاذ توفيق ومن غير مقدمات طبعا رتك عارف سبب وجودنا انهاردة
هز رأسه بيأس وعيناه لم ترفع عن الأرض يجيب بعجز وصوت ضعيف عارف عارف.
الاستاذ مؤمن يبقى ندخل فى التفا....
قاطعه سريعا بعدما حاد بعينه عن والدته التى كانت تنظر له هى الأخرى إلى السيد توفيق وبصوت هادئ رزين أستاذ توفيق بعد اذن رتك ممكن طلب.
الاستاذ توفيق مبتلعا ريقه يخرج صوته بصعوبه متخوفا من القادم.
_اتفضل