غيوم ومطر
كفايه عرفانك له بالجميل ده مش سبب للجواز...عمر بيحبك ومستعد يعمل اي حاجه عشانك... لا مش بس بيحبك ده بيتفانى في حبك انتى بقي يا فريده مستعده تقدمى له ايه ...
مع سؤال جدتها فريده شعرت بالجفاف في حلقها ...موقفها من عمر مفضوح لدرجه كبيره ... ومن الواضح ان الجميع يعلم وعمر فقط الذى يعتقد انها سعيده ولكن جدتها الحكيمه هى التى تجرأت وواجهتها بحقيقة نفسها المتدنيه ... عمر ضحى لاجلها بكل ما يملك وهى حتى لم تفى بوعدها الي الان ... فريده احنت رأسها وقالت بخضوع ... مستعده ابقي مراته ..
جدتها غادرت غاضبه ووضعتها في مواجهه مع نفسها ...كانت تريها حقيقة مشاعرها وتعطيها الفرصه للتراجع ..ليس تعاطفا معها ولكن دفاعا عن عمر ...هى اعطت وعدا وستنفذه ...ستحاول ان تكون الزوجه المثاليه وستعطى نفسها لعمر كما وعدته ...لا بل ستجاهد بكل الطرق كى تحبه فهو يستحق اكثر من الحب... حان وقت الحسم فالتقطت هاتفها الجوال واتصلت بعمر ...صوت عمر الحنون المحب شجعها فقالت ... عمر ...
ايوه ...يعنى مش عارفه اقول ايه...
عمر شعر بترددها فقال بحنان ... طيب ادينى أي اشاره وانا اساعدك ...
يعنى بخصوص معاد الډخله ...عمر هتف بلهفه ... المعاد... لو عليه انا عاوز النهارده ...فريده اجابته باستسلام... خلاص بعد شهر كويس ...
الحب المطلق الغير مشروط...هكذا هو احساس عمر الان... كان في قمة سعادته ويشعر بنشوه شديده وهو يستلم يد فريده زوجته الحبيبه ليساعدها علي النزول من السياره امام شقة الزوجيه ....كم كان مخلص في اهتمامه بكل تفاصيلها فبعد تحديد يوم الزفاف فاجأها بفستان فضى شديد الاناقه والفخامه وطلب منها ارتداؤه ....فريده سألته بفضول وهى تتأمل الفستان الفضى .. ازاي بتختار الحاجات الحلوه دى وبتعرف مقاسي ازاي ... عمر تأملها مطولا وسألها بشغف ... الفساتين عجبتك ... فريده هزت رأسها بالايجاب ..عمر تنحنح ثم قال ... بنت صاحب الفندق في دبي عندها دار ازياء مشهوره وطلبت منها تساعدنى.... فريده هزت رأسها مجددا واكملت تأملها للفستان ...حفلة الزفاف كانت من ابسط ما يكون بناءا علي طلب فريده ... فعمر قد دعا افراد العائله المقربين للعشاء في باخره فاخره علي النيل في سهره امتدت حتى ساعات الصباح الاولي....وهى دعت صديقاتها المقربات ..لاحظت نظرات الاعجاب في عيونهم فالفستان كان تحفه فنيه وكأنه مصنوع من الفضه الخالصه وناسبها وكأنها مصمم خصيصا لها ....فريده كانت تبرق بهاله فضيه ورؤيتها لاحمد وهو سعيد ويرقص زادتها اشراقا ....عمر اوفي بجميع وعوده وخاض الصعاب كى يثبت انه يستحقها والان هو يساعد
بعد عودتهم من شهر العسل في الغردقه بأسبوع حفرت في زاكرتها كأنها وشم من ڼار ... فاطمه تفحصت كل ركن من شقتها الفاخره بغيرة شديده ... هى كانت تعلم ان فاطمه من بيئة بسيطه فوالدها عامل بسيط وهى الوحيده المتعلمه وسط اشقائها وكانت تضغط علي اسرتها لاكمال تعليمها ...المره الوحيده التى زارتها فيها فريده في منزلها صدمت من وضاعة المنزل وتدنى حالتهم المعيشيه ففاطمه ظاهريا كانت ترتدى ملابس جيده وتصرف جيدا وتكاد تقاربها في المستوى .... وتعجبت من اين تستطيع توفير كل تلك النفقات .... عمر ابدع في ديكورات الشقه فهو كان لديه حس عالي جدا مساحة الشقه كانت متسعه تقارب المئتين متر ...كسا ارضياتها بالرخام الاسود ...اما الحمامات الثلاث اللذين ضمتهم الشقه فكل واحد منهم كان ابداع متفرد وبالاخص حمام غرفة نومهم الخاص الذى وضع فيه جاكوزى ضخم واخبرها انه ابتاعه خصيصا من اجل ان يساعدها علي الاسترخاء بعد ساعات المزاكره الطويله ....ووالدتها اظهرت ذوقا فريدا في اختيار الاثاث....الاثاث غلب عليه لونى التركواز والفضى بتناغم مدهش اعطى الشقه مظهرا عصريا للغايه ...وبالطبع فاطمه فتحت فمها ببلاهه وهى تتجول معها في غرف النوم الثلاث المؤسسه بالكامل وغرفة المعيشه المنفصله التى اعدها عمر لمشاهدة التلفاز كأنها سينما خاصه بشاشه عملاقه ربما تتخطى ال بوصه وتحتل جدار كامل ... حتى المطبخ لم يسلم من حسدها واخبرت فريده انها ستشرب العصير في المطبخ فهو يماثل الصالون في جماله ..... عمر استثمر كل ما جناه من سنوات عمله في الخليج في حب فريده ... الشقه كانت فخمه للغايه وانفق عليها اخر قرش يملكه ... لكنه لم يشعر لحظة بالندم وكان يخبرها ... الحمد لله طول ما الصحه موجوده هعمل فلوس تانيه ..ايه فايدة الفلوس غير اننا نسعد بيها اللي احنا بنحبهم ... العمليه اسټنزفت كل رصيده النقدى وعمله الجديد كان يغطى نفقات عيشتها برفاهيه ولكن لا يكفي
لتحقيق طموح عمر ..... فاطمه فاجئتها بسؤال زلزل كيانها ... عمر مجهز غرف للاطفال ليه انتى ناويه تخلفى قريب .... فريده تلعثمت فلاول مره تخطر فكرة الانجاب علي بالها فقالت باضطراب ... معرفش لسه متكلمناش في موضوع الخلفه .... فاطمه اكدت عليها ... اوعى تخلفي دلوقتى استنى شويه ...عشان الدراسه وكده ولا يمكن تراجعى نفسك وتسيبيه ...الاولاد ذنبهم ايه ... فريده نفت بقوه ... اسيبه ايه .. مش ممكن ..كمان لو فعلا هخلف يبقي دلوقتى انسب وقت ..انتى عارفه سنه رابعه سهله جدا ومافيهاش ضغط ...فاطمه ڼهرتها پغضب ... تبقي غبيه لو خلفتى قبل ما تخلصى ...استنى علي الاقل تتخرجى ... الموضوع محتاج اتفاق مع عمر ... انتى غبيه ...طبعا هيرفض ده اكيد رجعى ومتخلف زى كل الرجاله ... سنه رابعه سهله لكن السنين اللي بعد كده هتعملي ايه لما تبقي ام ....
ما شاء الله عليكى بتفكري في حاجات مخطرتش في بالي مع انى متجوزه من اكتر من شهر .... فاطمه ضحكت بخبث .... قلبي علي مصلحتك... ثم فتحت حقيبه يدها وناولتها علبة دواء لمنع الحمل .... خدى الشريط وابدئي فيه فورا... فريده نظرت اليها بدهشه وقبل ان تسألها عن سبب وجود مثل ذلك الشريط في حقيبتها فاطمه قالت .... الدكتوره وصفتهولي عشان عندى مشاكل في الهرمونات الشهريه ....فريده تقبلت الشريط وتقبلت تفسيرها ...قررت تنفيذ اقتراح فاطمه واخفاء الامر عن عمر ففاطمه كانت مقنعه للغايه ...ستبدأ من اليوم في تناول الحبوب وستخفي الامر جيدا ... تأجيل الانجاب بضعة سنوات سيكون افضل حل ....
عمر اليوم كان سعيدا جدا ويشعر بالفخر ...حلمه بامتلاك مشروع خاص به علي وشك ان يتحقق...ډخله من عمله في الفندق كان جيدا جدا واستطاع توفير حياه راقيه لحبيبته فريده ...كان يبتسم كلما يتزكرها ...كلما يتزكر رقتها ونعومتها والشعور بها بين ذراعيه ...اليوم مر اربعة اشهرعلي زواجهم ومنذ شهرين وهو يعد لها مفاجأه يتمنى ان تدهشها ...
فهو كان قد باع ارضا صغيره يملكها واستدان من البنك قرض كبير بنسبه بسيطه تخصم من راتبه وقام بشراء مقهى في نفس منطقة شقتهم الراقيه في المهندسين بمشاركة صديقه
المقرب مصطفي ... بعد ان امتلكاه رمماه بالكامل بديكورات شبابيه مميزه وحرصا علي تقديم المشروبات والطعام الجيد بأسعار معقوله فتهافت الشباب علي المقهى بصوره كبيره ....عمر كان يستطيع شرائه بالكامل بمفرده لكنه