الخميس 28 نوفمبر 2024

نبضات تائهة ج2 الحلقة السادسة عشر بقلمي ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

اللأعيب لو أطلقها لنال منها حتى الثماله.. سحب زراعة من تحت رأسها خوفا من أن يتهور ويأخذها يسحقها داخله..
اعتدل واستقام وهو يبتعد عن الفراش مهرول الي غرفه الحمام خلع ملابسه بعجاله ووقف تحت صنبور الماء البارد لكي يهدء من نفسه.. يهمهم باستمتاع يستشعر بملمسها بين يديه ابتسم وهو يتخيلها تشاركه حمامه ليخبط على رأسه يستنكر أفعاله الصبيانيه تخيلات ما توقع يوما أن تجول بخاطره.. همهم بسعاده يمنى نفسه بقرب الإتحاد ..
بعد وقت قصير توضأ وخرج لكي يصلي الي الله ركعتين شكر لله علي نعمة وجودها في حياتة....
أقام صلاته وهو يصلي بخشوع 
سجد وهو يحمد ربه علي نعمه العوض الجميل والڤرج بعد الصبر هبطت دموعه قائلا 
يالله أنت رزقتني العوض الجميل اللهم اجعلها سند لا يميل ولا يمل.... ولا يرحل ولا يغيب ولا يهجر ولا يخون....
اللهم اجعلها سندا ساندا مساندا الي كتفي حتي الممات.....
انتهي من صلاته وهدءت جوارحه ليجفف دموعه من حلاوة العوض الذى أخيرا من الله به عليه وقبل أن يصعد فراشه صدح صوت هاتفه وكانت مكالمه من مدير أمن المجموعة يطمأنه علي زياد ويونس أنهي المكالمه معه وصعد إلي الفراش بجوارها أخذها في أحضانه وأغمض عينه ليغرق معها فى ثبات عميق.
هضبه المقطم
.. الصديق خير من ترتكز على كتفه إذا حزنت فحزنك الكبير يبدأ بالتضاؤل والغروب بعيدا اذا وهبتك الدنيا صديق صدوق  يكون بمثابة أخ لم تلده أمك..
كانوا يجلسون بجوار بعضهم كلا منهم  سابح فى ملكوت مأساته
هتف يونس بمشاكسه 
هتفضل ساكت كده كتير اتكلم خرج اللي في قلبك .
مسح زياد على وجهه يقطع النظر لنقطه وهميه كان يصب تركيزه عليها..  زفر  نفسه المتهدج واستنشق بعضا من الهواء العليل  الذى يلفح بشرته لعله يهدء من فوران أوردته..  ثم حول نظره متنهدا هاتفا پألم يكسو صوته  
هتكلم فى إيه يايونس.. كل حاجه أنتم عارفينها..  من البدايه حكايتنا مفيهاش تفاصيل كتير..
رد عليه يونس بتعقل  
يمكن عشان حكايتكم جت خطڤ.. زى ما بيقولوا نظره فابتسامه فاعجاب فحب وارتباط.. يعنى انا شايف انكم مأخدتوش وقتكم عشان مشاعركم تبقى كفايه تولد حب قوى وحقيقى يخليكم تتمسكوا ببعض اكتر من كده..
قاطعه زياد پحده قائلا  
ايه إللى انت بتقوله ده.. أنا متأكد من مشاعرى حد قالك أنى عيل صغير.. هجرى ورا اول واحده تعجبني..
رد عليه يونس بتفهم يذكره بحوار سابق  
فاكر لما راكان قالك انتم محبتوش بعض كفايه عشان تتمسكوا ببعض  اكتر من كده.. ووقتها معجبكش كلام راكان.. وانا ساعتها قولتلك سيبك من ده كله وقولى ياترى انت عندك استعداد تسيبها لو هى أصرت على الطلاق.. كان موقفك ساعتها انك قلت مش عارف..
هو ده اللى انا بتكلم فيه انت مش عارف عايز من حبك ده ايه.. آه أنت حبيتها بس مش عارف تتمسك بيها.. كرامتك هى اللى حركتك لما جرحتك برفضها أنها تكمل..
أنا عارف إن الراجل وكرامته واحد.. بس الست لما بتكون موجوعه هى حساباتها غير حساباتك خالص.. انت بتركن كرامتك على جنب لحد ما هى تعدى أزمتها وبعدين تتحاسبوا.. انت معرفتش تعمل ده او الاصح حاولت بس كان نفسك قصير ..
عندما وجده استكان وأذعن لما يقوله استرسل مجددا 
بس عارف انا بحترمها خدت قرار وأصرت عليه..  لما لاقت نفسها مش هتقدر تسعدك و هتظلمك معاها فى دوامة مشاكلها وتشوش مشاعرها..  قالت الإنسحاب دالوقت افضل من كمان شويه..  ولعلمك هى تعبانه زيك وأكتر.. بس هى صريحه مع نفسها.. اكتر منك.. هى لو كملت معاك بحالتها دى انت مكنتش هتستحملها.. شعارات الحب اللى بنقولها فى الاول دى جميله.. بس للأسف لما بتبقى على أرض الواقع هتلاقى نفسك بتقول انا ايه إللى عملته فى نفسى ده.. ايه ۏجع القلب ده..  واراهنك انك قلت كده بالفعل..
أنا اعرفك من زمان مالكش فى النكد..  أينعم مش هلاس وبتاع ستات..  بس بتحب تريح دماغك..  عايش لنفسك و شغلك ولوالدتك وأصحابك..  قاعده حلوة ظريفه مفيش مانع مدام مفيهاش محرمات..  من الاخر شارى دماغك ومكبرها..  البت ورده قريتك صح ياصاحبى ..
وبالفعل نجح يونس فى استفذاذ مشاعره ليخرجه من شرنقة سكوته..  هو يحفظه لن يبوح بسهوله..  هو أراد أن يجعله يواجه نقط الضعف فى علاقتهم..  كى ينقذها اذا كان صادق ويريد التمسك بها  وإعطاء حبهم فرصه أخرى ليقوى بنيانه ضد أى هزات تزلزل مستقبلهم معا..
صاح زياد منفعلا صارخا عليه بضجر مردفا 
انا والله  حبيبتها .. هى اللى متمسكتش بيا.. أنا اكتر من مره حاولت معها وهى اللى رفضه تماما تدينى فرصه انتشلها من حالة الضياع والتوهه اللى هيا فيها..
صمت قليلا يهدء من ثورة كلامه وأكمل 
أنا كنت قافل على قلبى..  مفيش واحده شدتنى وجذبتنى..  رغم حواليا كتير بس كنت بحسهم عاديين الا ورده..  هى الوحيده اللى نظرة عينيها حركة الجبل اللى كان راكن على قلبى..  برائتها ونقائها شدونى  ليها حسيتها بنتى.. ضحكتها كانت بټخطف قلبى..  هى الوحيده اللى دموعها لما نزلت دبحت رجولتى..  مقدرتش اقف ساكت وهى پتتوجع وپتنهار قدامى وطلبتها للجواز..  قلتلها ساعتها جوازنا جه بسرعه..  بس واحنا مع بعض هنفهم بعض ونقرب شويه شويه ..
حبس أنفاسه وزفرها دفعه واحده هو الان فى حاله هياج صدره مشتعل يشعر بالعجز  استرسل بنبره منكسره  
عارف يا يونس أصعب أنواع الابتلاء في الدنيا .. انك تحب شخص مش من نصيبك .. وميبقاش قدرك .. لكن قلبك متعلق فيه لدرجه إنه ساكن جواك .. وكل نبضه في قلبك بتتمناه .. وفي الاخر هو يستكتر نفسه عليك .. ويدوس عليك انت وقلبك .. الاحساس دا صعب قوى .. قاټل وهي قتلتني
تنهد  باضطراب واسترسل 
بس عارف على قد موتى على ايديها وأنا برمى عليها يمين الطلاق .. على قد ۏجعي وانا شيفها مڼهاره بس بتكابر.. نظراتها وهى بتترجانى اسامحها كانت بتدبحنى.. طب ليه من الاول..  
غريبه ياجدع الدنيا نسيب اللى شرينا ونمسك فى اللى بايعنا.. أنا بقيت متلخبط من عميلها..
لانت ملامحه وشعر بالراحه إجتاحت روحه وصمت يزفر أنفاسه وأردف  بتعقل  يغزو كلامه الطمأنيه هاتفا 
بس يمكن لما وقفت وسمعت كلامها واڼهيارها ومعاناتها طول سنين عمرها.. عرفت ليه ديما كنت حاسس ان فى حاجه سده بينى وبينها عمله حاجز على مشاعرها.. والغريب أنها محاولتش تفضفض ولا مره.. وللأسف انا كنت بترجم ده على أنه خجل منى وان احنا لسه مأخدناش على بعض كفايه عشان تصارحني بمشاعرها اللى مضيقاها.. اتريها حطه بينى وبينها مية سور وحيطه  عشان مشفش ۏجعها.. لحد ما جه حوار أبوها كشف المستور اللى بتحاول تداريه عشان تكمل حياتها..
تركه يونس يسترسل وينفس عن مكنون ما يجيش بصدره ليسرح بخياله فى معذبة قلبه والقرار الذى اتخذه وعواقبه الوخيمه..
ظل زياد يحاور نفسه ويلقى ما يدور بخلده خارج صندوق عقله.. وكما توقع يونس .. فضفضته أتت بنتاجها وهو الآن على أعتاب مصارحه مع النفس لما يريد فعله..
وبعد وقت كبير من الصمت داما لفتره من الوقت

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات