نبضات تائهة ج2 الحلقة السادسة عشر بقلمي ياسمين الهجرسي
شاء الله كل حاجة هتتصلح.. ربنا كبير وأنا أوعدك إني هحل كل حاجة بإذن الله.
هز الحاج محمد راسه قائلا
انا عارف يا حبيبي ربنا يخليك عمود العيلة بعدي أنا وأبوك .. وأعرف إن عمتك وبنتها ما لهمش حد بعدنا غيرك .. يعني ياحبيبي تحطهم في عينيك وتحافظ عليهم زي امك واخواتك البنات وتبقى سند وظهر ل ورده.
اجابه بهدوء وثقته المعتاده
أومأ الجد برأسه قائلا
ان شاء الله يلا روحوا ناموا خرج الجميع وتركوهم يسبحون في نوم عميق.
جفاه النوم قلقا على اخيه وصاحبه امسك هاتفه يعبث به قائلا
اعمل ايه في الاتنين اللي اختفوا دول..
ثواني يا أمي هعمل مكالمه تليفون أشوف البهوات فين.
ابتعد عنهم قليلا ظل يتحدث لعده دقائق يملى أوامره على مدير أمن المجموعه ليتولى مهمة العثور عليهم ..
اغلق الهاتف ودلف لهم قائلا
ان شاء الله ساعه وهعرف مكانهم
ابتسم ل كريمه قائلا بحرج
ممكن توصفيلي ياماما المطبخ فين عايز اعمل فنجان قهوه عندى صداع.
بتستأذن فى بيتك ياقلب أمك ..
لتتنهد براحه تشاكسه قائله
مفيش قهوه دلوقت يا حبيبي اطلع ارتاح .. وانا دخلت لك في اوضتك ترنج من بتاع والدك .. على ما أنزل واجيب لك كل اللى يلزمك .. اطلع ارتاح انت وراك شغل بكره .. قاعدتك مفيش منها فايده وأشارت بيدها علي غرفه الجد والجده واكملت حديثها.. هم خلاص نايمين ومش هيصحوا دلوقت .. وعلي ما ساعه تعدى تكون اخدت حمام هادى .. يريح جسمك وذهنك من اللي حصل اليوم .. والفجر قرب يأذن نام لك ساعتين .. وأنا هسخن لك كوبايه لبن تهدى اعصابك مش قهوه .
لو سمحت يا أمي أنا فعلا محتاج قهوه.
ردت عليه وهي تضيق ما بين حاجبيها قائلا
أنسى مفيش قهوة .. أنا هسخن لك كوبايه لبن لذيذة من لبن البلد العظمه .. وهجيلك ..
وقبل أن يتكلم أشارت له أن يصمت وتركتهم مغادره تحت اندهاشهم.
ابتسم راكان قائلا
ضحك جلال قائلا
اهي أمك دي بقى لما بيحضر عندها العرق الصعيدي .. محدش بيقدر يقف قدامها وينطبق عليها مقوله ايه بقى ..
اتقي شړ الحليم اذا ڠضب
فى ڠضبها انسى عندها استعداد تهد الدنيا باللي عليها .. وتبيع الكل بلا رجعه .. ودي أكثر حاجه كانت مخلياني خاېف طول عمري من خسارتها .. أنا فعلا ظلمتها كتير .. وقسيت عليها قوي .. بس هي برده كانت قلبها كبير.
في حاجات كتير يا والدي لازم افهمها .. أولها وأهمها معاملتك لأمي وأخواتي .. وطبعا ذكائك أكيد هيعرفك أنا عرفت منين .. بس أنا محتاج اسمع منك زي ما محتاج اسمع منها ..
جلس جلال وهو ينظر الى ابنه بسعاده قائلا
طبعا أنا مش هسألك عرفت منين .. لأن أنا متأكد إنك وارث ذكائي .. إن شاء الله ربنا يعدي الايام دي على خير .. وأنا هقعد معاك وافهمك كل حاجه ..
جلس راكان أمامه يربت على قدمه برجوليه قائلا
إن شاء الله يا معالي اللواء..
لفت انتباههم خطوات كريمه المتلهفه وهي تتقدم نحوهم وفي يدها صينيه عليها كوبين من اللبن ..وضعتهم أمامهم واعطت كل منهم كوبه هاتفه
اتفضلوا اشربوا يلا وهو سخن هيدفيكم ويهدى اعصابكم من شدة طول النهار..
جلست أمامهم قائله بمرح
إيه رأيك يا حيييى مش أحسن من القهوه
ارتشف منه بتلذذ قائلا
طبعا يا ست الكل.. أي حاجه من ايديكي جميله .. واوامرك مطاعه انت تؤمري وأنا انفذ..
استقامت وضمت وجهه بكفيها وطبعت قبله على وجنتيه تحت انظار جلال المندهش من فعلتها هاتفه
ربنا يخليك ليا وما انحرمش منك ابدا .. ويجعلك عوض وسند ليا يا رب في الدنيا ..
هذه الجمله هزت عرش قلبه وشعر بأن كلمتها خنجر غرز في فؤاده .. علم إنها لم تصفي له حتي الآن.. وتبحث عن العوض والسند في ابنها فما هو بالنسبة لها.
ضيقت عينيها وهي تنظر له وجدته شارد وكوب اللبن يهتز في يده .. اطبقت علي كف يده بكفيها وهي تهز رأسها هاتفه
مالك يا جلال أنت كويس .
فاق من شروده قائلا بتلعثم
اااااه انا كويس .
ابتسمت له هاتفه
الحمد لله وعادت لتجلس ولكن هذه المره بجوار راكان .
اندهشت من شروده وعبوس وجهه ونظرات الحزن التي احتلت معالمه .. بفطنتها علمت أن كلمتها لابنها جرحته .. ولاكن سرعان ما تجاهلت هذه المشاعر واكملت حديثها مع ابنها..
قطع كلامهم صوت جلال قائلا باقتضاب بعد ان غزت الغيره قلبه من حديثها مع ابنه
اطلع ارتاح ساعتين قبل ما تروح شغلك يلا..
هز راكان راسه بتفهم قائلا
حاضر يا بابا بس غرفتي أي غرفه .
شعرت كريمه بوخز في قلبها ان ابنها الوحيد ما زال يشعر أنه غريبا في هذا البيت ولا يعلم أنها خصصت له دور كامل ..
اغتصبت ابتسامة وردت عليه قائلة
الدور الثالث كله ليك يا حبيبي اول غرفه علي اليمين هي الرئيسيه بتاعتك .
أومأ برأسه واقترب منها وانحنى وطبع قبله على مقدمه راسها وابتسم بدعابه قائلا
ما انحرمش منك يا ست الكل بعد اذنك يا جلجل اسيبك مع كركر بس تخلي بالك منها..
ضحك والده وهو يبتسم قائلا
هي وصلت ل جلجل ماشي يا متر هعديها المره دى ..
ضحك راكان واقترب منه واحتضنه قائلا
متقلقش يا بابا ربنا يجعلك سندها وعوضها في الدنيا..
ضمھ جلال الى صدره بحنان من فرحته بأن ابنه يشعر به ويفهم عليه وأردف قائلا
سيبها على الله يا حبيبي.
ابتسم بهدوء قائلا
انا اتصلت علي البنات ماشاء الله ردوا عليا في ثواني وعرفت أن وتين نامت شكلها مكنش مريحنى وهى قاعده.. هى مش بتنام بسرعه الا لو تعبانه او خاېفه من حاجه .. هطلع اخدها عشان اعرف انام .
وقبل أن يتحرك أوقفته كريمه هاتفه
ازاي بقى تطلع تاخدها عشان تعرف تنام .. وانا اللي بقول عليك عاقل
ابرار سيباها امانه معايا .. يعني حضرتك تطلع زي الشاطر .. تنام في اوضتك لوحدك ..
وتين زيها زى صبا وصفا واللي مقبلوش علي بناتي مش هقبله عليها .
اقترب منها امسك كفها بحب هاتفا
يا ست الكل انا بعت لماما ابرار قلت لها ان هاخد وتين تنام معايا وهي وافقت وقالت انها عارفه اني هعمل كده .. لان حالة وتين بالشكل ده تقلق ولازم حد جنبها يطمنها ..وتين حساسه جدا ميغركيش تهورها وعصبيتها دى بتدارى وراهم طفله أرق من نسمه ..ولو مش واثقه في كلامي اوريكي الشات .
ابتسمت له بحب هاتفه
ياه ياحبيبى للدرجادى بتحبها وحافظ كل تفاصيلها .. روح يابنى ربنا يسعدك وينولك مرادك يانن عينى من جوه سعادتك هى سعادتى..
تطلعت