أحببتك حبا فاق القلب وفاقني
انت في الصفحة 1 من صفحتين
من وجهة نظري إنه الشعور بانبعاث الروح من جديد بقدوم من يخطف القلب من أول نظرة، وما إن ملكه حتى منع عن غيره؛ هو الشعور بأنه بحضور الحبيب تحيز الدنيا بما حوت وبغيابه تغيب كل لذاتها، فالحبيب لا يشعر بمرور الوقت في حضور حبيبه أما في غيابه فالوقت لا يتحرك كليا، تمر الثانية كأنها سنة فيخيل إليه أنه يفقد أنفاسه مائة مرة بالثانية الواحدة؛ لا يجد الحبيب روحه إلا بوجود حبيبه أما برحيله فتذهب معه روحه ويبقى الجسد ليعاني من شكليات الحياة الروتينية.
أحببتك حبا فاق القلب وفاقني
أحيانا يشعر الإنسان بفقد أعز شخص لديه بأن الدنيا قد رحلت برحيله، ولكن على الدنيا الاستمرار فلو على الدنيا التوقف برحيل أحد لتوقفت برحيل سيد البشرية والخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم، هذه قصة فتاة عانت قرابة العامين من ۏفاة خطيبها الذي لطالما أحبته وتعلقت به كثيرا لدرجة أنها لم تجرؤ بيوم من الأيام على اتخاذ أي قرار بحياتها دون اللجوء إليه، لقد تربيا معا شهدا طفولتهما معا، كان الشاب جارا للفتاة لطالما أحبها وتجسد حبه لها في كل جوانب شخصيته.
كانت الفتاة تبلغ من العمر عشرين عاما والشاب خمسة وعشرون، خطبا لبعضهما في حفل مشهود ومترقب من الجميع، أذهلت الفتاة فيه بجمالها ورقتها وثوبها الزهري جميع الحضور أما عن الشاب فقد حسدت كل الفتيات فتاته عليه لحسن طلعته وجمال صورته، سبحان من صور كليهما، بعد حفل الخطوبة بأسبوع واحد تعرض الشاب لحاډث أودى بحياته، لم تتمالك الفتاة نفسها فأصيبت على الفور باڼهيار عصبي حاد، وبمعاونة أهل الطرفين للفتاة کسيرة القلب تمكنت من العودة إلى الحياة من جديد ولكنها كانت بقلب مفطور لا تقوى على العيش، تقرب منها والديها وإخوانها جاهدين وفي محاولات عديدة على سد الفجوة التي تركها حبيبها برحيله.
بكل يوم تتحسن فيه الفتاة ويفرح به الجميع، تعود نكستها مرة أخرى لتحمل مواجع القلب من جديد، قلق عليها الأهل والأحبة كثيرا لدرجة أنهم اقتنعوا تماما بأنها لن تهنأ بالحياة من جديد إلا بمۏتها، اقترح والدها السفر بها إلى البلدة حيث جدها الحكيم وتغيير المناخ سيعملان على التخفيف من حدة أزمتها ولو بشيء يسير، لقد مر عامان ومازالت تتذكره وتتذكر كل تفاصيل حياتها وذكرياتها معه وكأنها كانت بالأمس.