السبت 23 نوفمبر 2024

قصة سر الأشخاص

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

تنفيذ أمنية أخيرة
لم يكن يبدوا على سفيان اي إهتمام او قناعة بكلام جلال وأنتظره الى حينما انتهى من كلامه فخاطبه قائلا جلال لا تغضب مني ولكن صدقني بانه قد حان الاوان بان تذهب فعلا الى عيادة الطبيبة ناريمان
لا أكذب عليك لو قلت لك بان حالتك تزداد سوء وانه قد آنت اللحظة التي يجب فيها ان تعرض حالتك على الطبيبة وبشكل مستعجل فأنا اقول ذلك لمصلحتك فحالتك تتدهور كل يوم وصار لابد من الذهاب اليها .
كان كلام سفيان صاډم بالنسبة لجلال فلم يكن يتوقع ان يسمع ذلك من صديق عمره حتى وهو في أمس حاجة اليه فقال بصوت حزين اهذا ما فكرت فيه الله يكتر خيرك
كنت اعتقد بأني ذاهب إلى أعز شخص في حياتي حتى أحدثه بما يحصل معي وأشتكي له همي لعلي أجد عنده مخرجا لما أنا فيه فلم أكن اتصور بان قصتي قد تنقلب عندك إلى مسخرة وإستهزاء حتى اصبحت تتصور بأني شخص على وشك الجنون عموما انا من يجب أن يتعذر منك لأنني اثقلت عليك بمشاكلي وقصصي وشكرا مرة ثانية على نصيحتك مع السلامة
رجع جلال إلى منزله وهو أكثر خيبة وصدمة بموقف صديقه سفيان معه فلم يكن يتصور منه ما سمعه من كلامه وقد احس بأن كل الدنيا بدات تمشي على عكس ما كان يتمنى
فاذا به يسمع صوت أنثوي يخاطبه قائلا الو سلام عليكم الاخ جلال اليس كذلك
فرد عليها جلال بقوله نعم انا هو من معي 
فأجابته قائلة انا الدكتورة ناريمان طبيبة نفسانية جائني ثلاثة من اقاربك وقالوا لي بأنك تحتاج الى إستشارة نفسية وطلبوا مني الإتصال بك حتى أحدد معك ميعاد لجلسة علاج
بعد تفكير عميق قرر جلال الذهاب الى عيادة الطبيبة ناريمان حتى يفهم منها ما الذي حصل خاصة بعدما أخبرته أن أولئك الأشخاص الثلاثة قد جاؤو إليها ويدعون انهم اقاربه
وصل إلى مقر العيادة وظل ينتظر دوره إلى أن سمح له بالدخول للمقابلتها دخل الى مكتب الطبيبة فإذا به يجدها إمراة في بداية ثلاثينيات متوسطة القامة ذات إبتسامة شرقة تدفع بالارتياح فطلبت منه الجلوس وبعدها تحدثت قائلة 
ألمح في وجهك التوثر والقلق هل هذه أول مرة تزور عيادة طبيب نفساني .
افرك جلال اصابعه في حركة سريعة وقال في حقيقة لم أتي اليك بشأن علاج نفسي او لا أدري ما هو أسمه ولكن أريد أن اسألك سؤال اخر لو سمحتي
فردت عليه طبيبة وهي تقول أجل تفضل 
فسألها جلال يقول هل كل من جاء اليك وأخبرك بأنه من اقارب فلان وان ذلك الشخص يحتاج الى جلسة علاج نفسي تصدقينه وتتصلي به من أجل ان تأخذي منه معياد للجلسة ثم ما كيف عرفتي ان أولئك الاشخاص الثلاثة هم من اقاربي فعلا 
تفهمت الطبيبة الأمر وقالت كلامك صحيح ومنطقي ولكن يا سيد جلال أنا لست طبيبة بلهاء 
نهضت الطبيبة وأخرجت الملف الطبي كان في درج مكتبها وإتجهت به نحو جلال ووضعته أمامه وقالت في هذا ملف إثبات من الطب العام بأنك قد تعرضت الى ضړبة على رأسك وظهرك اثناء الحاډث 
وان الاشخاص الذين أسعفوك هم من أقاربك وهم نفس الأشخاص الذين جاؤو عن دي وهم 
كما ستجد أيضا تقرير الطبيب الذي كتب لك بأنك بحاجة الى علاج نفسي بسبب هلوسة والاضطراب نتيجة ذلك الحاډث الذي تعرضت له وستجد في تقرير أيضا شهادة أقاربك ايضا وهم أكدوا جميعا بأنك قد أصبحت شخص يتهيأ له رؤية أشياء لم تحصل .
راح جلال يقرأ تقرير طبيب المستشفى الذي كان يعالج فيه هو وصديقه سفيان بعد إصابة بالحاډث وفعلا قد كتب في تقرير بأن جلال لم يتعرض إلى أي إصابة جسدية وانما تعرض إلى صدمة نفسية بسبب ذلك الحاډث
فأجابته بقولها حسنا لك ذلك ولكن تذكر بأنك تعاني من كبت عميق في داخلك وهذه طاقة سلبية ان لم تخرجها سينقلب الامر عليك وتزيد حالتك سوء فإجلس مع نفسك وفكر وحينما تقرر فأنك ستجد باب عيادتي مفتوح لك رافقتك سلامة
أخذ جلال بطاقات هوية الاشخاص وخرج من عيادة الطبيبة في قمة دهشته واستغرابه وقرر ان يذهب إلى مكتب الحالة المدنية حتى يتحقق من مصدر الخروج من هذه هويات
وما أن وصل الى هناك حتى وجدت سيارات الإطفاء وهي تقف امام مكتب الأحوال المدينة فإستغرب مما يحصل هناك فسأل احد حاضرين عن سبب تواجد سيارات الاطفاء امام مقر حالة المدنية
فأجابه قائلا لقد شب حريق كبير بداخل مكاتب حالة المدنية والنيران احرقت كل ما هو موجود هناك
وقف جلال يتأمل مبني الأحوال المدنية وهو ېحترق ورجال الإطفاء يعلمون على إخماد الحريق فسمع أحد الموظفين من بعيد وهو يتحدث مع زميله في ذهول وحيرة 
شيء غريب قد حدث لم يكن هناك اي شرارة كهربائية ولا اي مواد محترقة في المبني فكيف إندلعت النيران فجأءة .
كنا جالسين في مكاتبنا بشكل عادي ثم في لمح البصر بدأ الدخان يتصاعد في كل مكان وبعدها اذا بلهيب من الڼار يندلع في كل اركان المبني .
كان جلال يصغي إلى كلام موظف وهو مړعوپ وقد عرف من أشعل الڼار فقد كان هدفهم من ذلك هو إحراق اي إثبات يدل عليهم فتعقدت المسائل اكثر في طريق جلال واصبح الوصول الى حل او طرف خيط امر مستحيل فعاد أدراجه متوجه إلى منزله وقد شعر أن اليوم الأول من مهلة قد مضى من دون أي نتيجة
دخل إلى المنزل وجلس يفكر في طريقة يخرج منها من هذه الورطة وبينما هو غارق في تفكيره اذا بجرس الباب يرن فنهض بجسده مثقل ليفتح فأذا به يجد صديقه سفيام يقف عند الباب فإستقبله بنظرات باردة وفهم سفيان سبب تلك النظرات فخاطب صديقه جلال قائلا الا تريد ان تستقبلني ياجلال .
فرد عليه جلال بصوت مستنكر الا تخاف على نفسك وانت تدخل إلى منزل شخص مچنون ثم من يضمن لك بانك قد تخرج منه حي فربما قد أتهور وأقتلك
إبتسم سفيان رغم إستهجان جلال وعباراته الساخرة فقال 
هذا ما فهمته انت من كلامي ذلك اليوم وربما تصورت بان كل من ذهب الى طبيب نفسي اصبح يعد من المجانين
هل تسمح لي بأن اخذ من وقت بضع دقاذق حتى افهمك قصدي
ترك جلال الباب من خلفه مفتوح وتوجه إلى داخل المنزل فتبعه سفيان واغلق الباب ثم جلس إلى جانبه وقال لم يكن كلامي ذلك اليوم بالمعنى الذي فهمته ولكن ما أود ان أوضحه لك بان الإنسان

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات