رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
كل أدويتها التي توقف بمنتصف طريقهما ليحضرها رافضا أن تقوم هي بجلبها و كأنه يريد أن يخبرها بأنه سيتابع كل شئ بنفسه بعد الآن .
أخذت نفسا عميقا قبل أن تتوجه إلي حيث ينتظرها فقد جاءت لحظة المواجهه التي لا تعلم لما كانت خائفه منها بهذا الشكل .
قبل أن تخرج حانت منها إلتفاته بسيطه لمظهرها فقد بدت ملامحها هادئه عاديه وجه طبيعي باللون الخمري الذي يتسم بحمرة طبيعيه علي الوجنتين و شفاه ممتلئة امتلاءا طبيعيا ذا لون وردي هادئ و نظارات طبيه تخفي غابتها الزيتونيه و التي هما أكثر شئ مميز بها و كالعادة كانت تعقص شعرها علي هيئه كعكه تهدئ من جنونه و تطيح بجماله المتمرد و لكن كان هذا الشكل هو ما تحتاج أن تظهر عليه . فهو يعطيها وقارا تستمد منه قوتها التي تحتاجها في مواجهه الحياة .
تشرب إيه
سالم بهدوء يماثل هدوئها
و لا حاجه . خلينا ندخل في الموضوع علي طول
أبتلعت ريقها بتوتر حاولت إخفاؤه و تقدمت لتجلس أمامه علي الأريكه ذات الألوان البيضاء المريحه للعين و من ثم رفعت انظارها إليه و هي تقول بهدوء
رفع إحدي حاجبيه مستفهما فتابعت قائله بوضوح
عرفت موضوع حمل جنة إزاي و عرفت مكاننا إزاي ياريت كل شئ يبقي واضح بينا معدش فيه مجال نكذب و لا نخبي كل حاجه إنكشفت خلاص
ناظرها طويلا قبل أن يقول بنبرة ذات مغزي و عيناه تقتنص وقع الحديث علي ملامحها
تفاجئت من حديثه و قالت پصدمه
نعم ! هو كان في حمل اصلا وقتها
لاحت إبتسامه ساخرة علي جانب شفتيه قبل أن يقول بتقريع خفي
أومال الحمل حصل بعدها !
جفلت من حديثه الساخر و تابعت پغضب مكتوم
سالم بإختصار
بس بيظهر في الډم !
فرح بإستفهام
و مين طلب تحليل ډم جنة مكنتش محتاجه نقل ډم يوم الحاډثه مجرد كسر في ايديها و كدمات في جسمها
أنا طلبت !
فرح بقوة
و ليه طلبت
أجابها بلهجه صارمه
من غير ليه
كان تحادثه الند بالند و علي الرغم من هدوء النبرات كانت هناك حربا مشتعله بين نظراتهم و لم تستطع نظاراتها إخفاء تحديها الصريح له و كأنها تريد أن تصل إلي نقطه ما و هذا ما جعلها تقول بقوة
رفع إحدي حاجبيه و هو يناظرها بينما عيناه تجوبان ملامحها التي بدت واثقه من شئ ما و هذا ما جعله يقول يإختصار
هاتي إلي عندك .
شعرت بأنها في مركز قوة و علي وشك تحقيق انتصارا عظيما عليه لذا قالت بتروي و كأنها تدخل كلماتها بعقله
يمكن لما الدكتور قالك أن حازم الله يرحمه كان شارب مخډرات كنت عايز تشوف هي كمان كانت شاربه زيه و لا لا
صډمه معرفتها بالأمر و لكنه كالعادة لم يظهر شئ بل ظلت ملامحه علي حالها حتي أن نبرته خرجت عاديه كما لو أنه لم يتأثر بكل يقال حوله
حلو طلعتي متابعه و عارفه كل حاجه .
لو يعلم أنها علمت صدفه عند سماعها حديث الممرضات عن أضرار المخډرات و أنها السبب في ضياع شاب في ريعان شبابه و لكنها إغتاظت من رده كثيرا و قد ظهر ذلك علي ملامحها و مع ذلك قالت بهدوء
أكيد لازم أتابع و أعرف كل حاجه و خصوصا بعد ما أخوك جه و هدد جنه بسبب إلي عملته في أخوه و الحقيقه أن كل إلي حصله و حصلها كان بسببه إدمانه و تهوره
سالم بلهجة جافه
خشنه
عايزة توصلي لأيه
فرح بقوة
إننا لينا حق عندكوا و أظن أنت فاكر وعدك كويس أوي
كانت تظن بأنها حاصرته و لكنها لم تحسب حساب أبدا لحديثه الذي جعل الډماء تتجمد بعروقها و خاصة لهجته القاسيه
فاكر . بس المفروض قبلها نتأكد إذا كان ليكي حق فعلا !
لا تعلم لما شعرت بالخۏف من تلك النظرات ناهيك عن لهجته التي كانت توحي بأن هناك الكثير لم يخبرها به و لذلك تأهبت جميع حواسها حين قالت بترقب
تقصد إيه
كانت الكلمات تخرج من بين شفتيه و كأنها سهام يقصد أن يجعلها تخترق مسامعها
قبل ما تتكلمي عن إدمان حازم دوري علي إلي وصله لكدا
فرح بتوجس
معناه إيه كلامك دا
سالم بإختصار و عيناه علي باب غرفة شقيقتها
أسأليها .
حاولت الحفاظ علي هدوئها و قالت بإستنكار
و جنة إيه علاقتها بالموضوع دا
سالم بإختصار و بعينان لا تحيد عنها
هعرف ! و لحد ما أعرف إيه مدي علاقتها بالموضوع هنأجل موضوع حقي و حقك دا .. خلينا دلوقتي في المهم
شعرت بأن هناك شئ آخر خلف رغبته في الحديث معها لذا قالت بإستفهام
و هو في أهم من الموضوع دا
سالم بإختصار
طبعا في .
إلي هو إيه
إبن أخويا إلي كنتوا هتقتلوه النهاردة!
كانت كلماته قويه توازي قوة عيناه التي توحي بأن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام و بالرغم من ڠضبها من كلماته إلا أنها أعطته الحق في غضبه لذا قالت بنبرة هادئه نسبيا
مكنتش هسمح بدا يحصل أبدا . و انت شفت بعنيك إني كنت بفتح الباب و رايحه أمنع جنة تعمل كدا لولا إني لقيتك قدامي
سالم بإختصار
أفرض حاولت تعمل دا من ورايا أنا و أنتي
فرح بنفي قاطع
لا طبعا عمرها ما تعمل كدا أنت شوفت حالتها كانت عامله أزاي و أزاي كانت حاسه بالندم أنها فكرت في كدا
أطلق تنهيدة خشنه غاضبه قبل أن يقول بلهجة جافه
لو هحكم بإلي شفته فأختك غير مسؤوله بالمرة
فرح بإندفاع
أنت إنسان غير منصف
سالم بقسۏة
أنا إنسان عملي بحكم عالناس من خلال تصرفاتهم . و تصرفاتها لحد دلوقتي كلها غير مسؤوله
لا تعلم ماذا دهاها في تلك اللحظه فجل ما تريده هو الدفاع عن شقيقتها فخرج الكلام منها عبثا حين قالت
علي فكرة جنة و حازم كانوا متجوزين عرفي!
ما أن اختتمت جملتها و رأت تلك الإبتسامه البغيضه علي ملامحه حتي لعنت غبائها و خاصة عندما قال بتهكم
و دا في رأيك تصرف مسؤول
كان مهيمنا علي الوضع بطريقه أغاظتها و أخرستها كلماته. تعلم بأن شقيقتها أخطأت كثيرا و لكنها لا تستطيع أن تقف مكتوفه الأيدي أمام إتهاماته لها فخرج الكلام من بين شفتيها في محاوله أخيرة لنفي تلك التهم البغيضه التي تتجلى بوضوح في عيناه
الغلط مكنش غلطها لوحدها . و أعتقد أني جيت و نبهتك قبل كدا
كانت ملامحها تضج بالألم و الڠضب معا و قد شعر بوخزة ألم علي حالتها تلك لذا قال بلهجه باردة تماما كما أراد
أنا مش هنا عشان أشوف مين فيهم غلط أكتر من التاني . أنا هنا عشان أمنع غلط أكبر
فرح بعدم فهم
تقصد إيه
جنة هتيجي تعيش معانا لحد ما تولد !
ألقي بقنبلته بينما أخذت عيناه وضع المراقبه لكل همسه تصدر منها و لكنها بقت جامدة للحظه قبل أن تخرج منها ضحكه قصيرة خاليه من المرح و كأنه القي نكته سخيفه كسخافه ذلك الوضع الذي هي فيه
أنت أكيد بتهزر صح !
أجابها بجفاء
إنتي شايفه إيه
فرح و قد علت نبرتها دونا عنها
أنا هعمل نفسي لا شايفه و لا سامعه .
سالم بفظاظه
تبقي بټدفني راسك في الرمل زي النعام !
هبت من مكانها و قالت بانفعال
أنت مستوعب كلامك
سالم بهدوء مستفز
طبعا ! الدور عليكي أنتي تستوعبيه عشان مش هيحصل غيره
فرح بتهكم
و ياتري عايزها تروح تعيش معاك علي أي أساس
سالم مصححا
قولت هتعيش معانا مش معايا . و هنا أقصد عيلتنا والدتي و أخواتي
فرح ساخرة
بصفتها إيه
كانت السخريه تغلف ملامحها و نبرتها و قد أغضبه هذا و لكنه كان يفهم ذلك الصراع بداخلها لذا قال مشددا علي كلماته
بصفتها أرملة حازم الله يرحمه و أم إبنه أو بنته إلي جاي
لم تنكر إرتياحها لتلك الصفات التي نسبها لشقيقتها و نبرته التي أكدت علي حديثه و لكنها لن تتنازل أبدا عن حقها في الدفاع عنها فقالت بهدوء
طب تمام حلو أوي دا. تقدر تعتبرها أرمله أخوك و أم إبنه أو بنته وهي في بيتها عشان جنه مش هتخرج من البيت دا و لو علي چثتي
نهض سالم بتكاسل من
مقعده و قام بإغلاق أذرار بذلته و هو يقول بخفوت صارم و عيناه تؤكد علي حديثه
لا هتيجي معايا و برضاكي كمان .
شعرت بالسخافه من نبرته الواثقه و كلماته الهادئه فقالت بتعجب
ممكن اعرف إيه مصدر ثقتك دي . يعني حقيقي الموضوع مثير للإهتمام . بقولك مش هتخرج غير علي چثتي بتقولي لا هتخرج و برضاكي . إزاي بقي معلش !
واصل حديثه خانقا ضحكه بسيطه كانت تهدد بالخروج علي مظهرها الذي يبدو أقرب للجنون و أيضا ڠضبها الذي تحاول كتمه بصعوبه فقد كانت هناك لذه خفيه في كل إنتصار يحققه عليها لا يعلم مصدر تلك اللذة و لا متي بدأ يعتبر نجاحه في إربكاها يعد إنتصار كل ما يعرفه أن هناك شئ ما بأعماقه يجبره علي تحديها و الإستمتاع بكل إنفعالاتها. خرج صوته هادئا خشنا يناقض كل أفكاره
إيه رأيك تسأليها رأيها في كلامي و بعدين نشوف !
خرجت منها ضحكه ساخرة خاليه من المرح و جاء صوتها مدهوشا من حديثه
دا بجد ! أنت عايزني أخد رأي جنة في الهبل دا طبعا من رابع المستحيلات أنها توافق علي حاجه زي كدا !
بس أنا موافقه يا فرح !
جفلت فرح من ذلك الصوت القادم من الخلف و شعرت بطلق ڼاري يستقر في منتصف ظهرها حين أستمعت لصوت شقيقها القادمه من وراءها فتسمرت في مكانها تنازع في محاولة لأسترداد أنفاسها الهاربه قبل أن تلتفت ببطئ لتلتقي عيناها مع شقيقتها التي كان الحزن و الألم مرتسمان علي ملامحها وهي تري وقع قنبلتها علي وجه فرح الذي كان يحاكي شحوب الامۏات في تلك اللحظه و صوتها المبحوح الذي ردد اسمها بعدم تصديق
جنة
أقتربت منها جنة و علي وجهها جميع عبارات الأسي و عيناها ترسل ألف إعتذار و إعتذار لتلك التي كانت علي وشك الإغماء فأمتدت يد جنة تمسك بكفوف شقيقتها المرتعشه و هي تقول بنبرة قويه يشوبها بعض البكاء
كفايه عليكي أوي كدا يا فرح !
خرجت الكلمات من فمها مرتعشه تماما كحال قلبها
كفايه إيه يا جنه
جنه بإنفعال وهي تشدد علي كل حرف تتفوه به
كفايه بهدله فيكي