الخميس 14 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 11 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


فرنساوية ولا والدك برضه من اصول مصرية زى ايلينا 
ابتسمت صوفيا لاهتمامه وقالت انا والدى مصرى برضه كان صاحب عمو سمير انا اسمى صوفيا احمد مصطفى 
تنهد في عمق وهو يضغط على مقود السيارة أحمد يعنى انتى مسلمة 
هزت كتفيها دون ان تدرى ما يرمى اليه قائلة تقريبا 
نظر لها بسرعة قبل أن يركز في الطريق أمامه من جديد قائلا في تهكم تقريبا بينما صمتت هي فى غيظ فقد تضايقت من عدم اكتراثه بها وهى من تعودت ان تلفت نظر كل الأعين من حولها تأملت ملامحه من جديد وابتسمت وهى تردد فى نفسها فارس شرقى وسيم ولكن غليظ القلب وأعمى البصر عادت تنظر الى النافذة من جديد ملتزمة الصمت حتى أوصلها الى بيت سمير 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
قطع رنين الهاتف تركيز ايلينا الشديد وهى تحاول ان تنجز عملها فى اسرع وقت وبدقة شديدة فتحت المكالمة قائلة ايوة يا زين وصلت صوفيا 
رد زين ايوة يا ايلينا روحتها عند عم سمير 
ابتسمت بامتنان شكرا يا زين 
رد في بساطة لا شكر على واجب بس بنت خالتك دى مش شبهك خالص 
تساءلت وهى تتابع الحاسوب امامها اه فعلا هيا ورثت ملامح مامتها اكتر وما ورثتش من باباها حاجة 
انا مقصدتش كدة 
ضيقت عينيها وقالت فى تفكير اومال قصدك ايه 
رد زين بسرعة ولا حاجة متشغليش بالك ولكنها فهمت ما يرمى اليه فأنهى هو المكالمة قبل أن يطرح الأمر لمناقشة يعرف أنه لن يقبل فيها أي مبرر قائلا يلا بقا خلصينا انتى وسى يوسف بدل ما الناس تيجى باليل متلاقكوش 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ابتسمت وهى تغلق المكالمة وتمسح وجهها فى ارهاق قائلة منك لله يا يوسف منك لله واضافت فى اصرار وهي تنظر الى باب مكتبه بس على مين والله لتشوف 
وفى تمام الثانية ظهرا أنهت ماطلبه منها يوسف الذى لم يصدق انها فعتلها فى هذا الوقت القياسى حاول البحث عن أي خطأ فلم يجد أسقط فى يده اخيرا وتركها تذهب لتستعد للحفل الذى كان مقررا له فى السابعة مساءا 
الفصل التاسع 
حاول أن يشتت تركيزه فى أي شىء 
تابع التلفاز لفترة ثم أغلقه 
طالع كتابا ولم يتعد صفحتين منه وألقاه جانبا لم يستطع الدوري الاسباني لكرة القدم ولا أدب نجيب محفوظ اللذان يمثلا عشقا خاصا له ان يطرحا صورة الفاتنة الشقراء عن خياله احتلت صورتها شاشة التلفاز وهي تتهادى في مشيتها أمامه بينما تتناثر خصلاتها في عشوائية حول وجهها وعنقها 
محت ابتسامتها ما خط على صفحات الكتاب لتخلق سطورا نقشتها ببريق ثغرها 
أغلق جفونه تماما فتسللت بينهما في خفة كأنها تتحداه برقة تبدو أقوى من أي ارادة يمتلكها 
أمسك جبهته بيده وهو يتأفف ماذا فعلت به 
لم يحدث أن نبض قلبه بتلك الطريقة حتى فى مراهقته بينهما مجرد أيام ماذا بها لتلبسه الحيرة في أغرب ثيابها اختلطت مشاعره لأول مرة تجاه نفس الفتاة شعر بحاجته للطمھا على ملابسها المٹيرة ولكن لما حين كان يرى مديرة مكتبه ترتدي مثلها كل ما كان يفكر به أن يبعدها فوجودها يضايقه أماهي فلا بل الأدهى انه شعر بحاجته لضمھا حين رأى دموعها شعر للحظة أن أنامله ستخونه وتمتد لتمسحها لا ليس أنامله بل شفتيه هي من ارتجفت تبغى التقاطها و 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
عليها اللعڼة الى الچحيم ستأخذه عاجلا أم آجلا من تكون لتأخذ كل هذا الحيز من تفكيره أخذ يدق على جبهته وهو يهتف مرددا ابتعدي 
دق باب غرفته فظنها أمه فلا يوجد شخص يطرق غرفته في هذا الوقت المتأخر سواها نهض فى خفة وهو يبتسم ليفتح لها فتفاجىء بسمر أمامه رمقها فى ذهول ولكنه تخطاه سريعا ليسألها فى صرامة 
سمر عايزة ايه وايه اللى جابك هنا فى ساعة زى دى 
ردت وهى تهم بالدخول 
ممكن بس ادخل الاول 
سد عليها زين الطريق يمنعها في حزم 
تدخلى فين انتى مچنونة !!! 
وأضاف وهو يزفر فى ضيق 
سمر انتى مبقتيش صغيرة انتى هتخلصى جامعتك السنة دى وهتشتغلى مينفعش عمايلك دى قولى عايزة ايه بسرعة وخلصينى 
نظرت الى يديها التى شبكتها فى توتر ثم الى وجهه وتلعثمت 
أنا أنا 
ضړب زين كفيه ببعضهما وهمس من بين أسنانه 
يارب نخلص 
تفاجىء بعدها بيدها تمتد الى وجنته تسمر للحظات والصدمة أعجزته عن اتخاذ أي رد فعل فواصلت وهي تهمس بنبرة هائمة 
انت هتفضل لحد امتى مش حاسس بيا ابدا زين انا بحبك 
اتسع ثغره فى ذهول حملق بها في بلاهة حبس أنفاسه للحظة لم يظن أن يصل تفكيرها الى تلك النقطة مطلقا معاملته لها كمعاملته لايتن كم كرر على مسامعها أنها أخته الصغرى لم يصدر منه مطلقا ما يؤجج تلك الهلاوس 
حرر انفاسه الحبيسة ليمد يده يزيح كفها عن وجهه فى عڼف في نفس اللحظة التى مر فيها محمود ليراه يضع يدها فى كفه قبل أن يفلتها وهو يدقق في نظراتها الهائمة لولده فهتف والدم يندفع الى رأسه 
ايه اللى بيحصل 
واقترب منهما ليبدل النظر فيهما للحظات قبل أن يضيف في صرامة 
كنتى بتعملى ايه عند زين يا سمر 
رد زين بسرعة نافيا عنه تلك التهمة التى كادت ان تلحقها به تلك المچنونة 
سمر مكنتش عندي يا بابا 
وأضاف في تلعثم وهو يرمقها في غيظ 
دي كانت جاية تسألنى على حاجة 
لفحه محمود بنظرة شك أحرقت ما يحاول خلقه من مبررات وسأله في ترقب 
تسألك على ايه ان شاء الله فى ساعة زى دي 
تراجع خطوة وحاول اضفاء كل ما امتلكه من ثبات الى نبرته التى هزها كڈب لم يتقنه مطلقا وفتتها نظرة أبيه المتمعنة في انتظار اجابة 
كانت بتسألني على سنتر تاخد فيه كورس انجليزي غير اللي بتروحه عشان مش عاجبها 
عض محمود على شفته السفلى وأشاح بنظره الى سمر فلم تعلق على أي كلمة فقط احتفظت ببقايا نظراتها الهائمة محاولة هدرها في أي اتجاه أمرها فى حزم 
روحي يا سمر أوضتك يلا 
هزت رأسها ونظرت الى زين الذى أشاح بوجهه في حنق تابعها محمود حتى دلفت الى غرفتها ليقترب من ولده ويقف امامه للحظات يتبين صدقه ويقرأ ما يخفيه هو غير يوسف يعلم هذا جيدا ولكنه شاب فى النهاية وسمر ابنة عمه جميلة ويثق أنها تميل اليه تنهد وهو يقول في محاولة لاحتواء موقف لايفهمه ولكنه يخشى أن يضعه في اطاره الصحيح 
زين سمر تبقى بنت عمك يعنى شرفك وعرضك 
اتسعت عينا زين ماذا ظن به ابيه !!! همس مسرعا في عتاب ايه لزمته الكلام ده يا بابا حضرتك بت 
لم يستطع أن يكمل عبارته لم يطعه لسانه أن يناقش أبيه في شكه به فواصل أبوه لو عايز سمر اتجوزها انا بتمنى ده من كل قلبي لكن اللى شوفته من شوية ده مش ابني ابني عمره ما كدب عليا وانت بتكدب يا زين 
كاد زين في تلك اللحظة أن يخبره بكل شىء عن جنون ابنه اخيه فهو يرفض مجرد ظنه سوءا به ولكنه اكتفى بقوله 
بابا سمر بالنسبالى زى ايتن بالظبط 
كتف والده ذراعيه نافيا حديثه 
لا يا زين سمر مش زى ايتن ايتن اختك سمر لا وياريت تفكر دايما فى حسام وتشوفه بيحافظ على أختك ازاي 
حاول زين أن يرد فأنهى والده الحوار قائلا 
روح نام يازين عندك شغل بدري 
ألقى محمود جملته وانصرف ليغلق زين باب غرفته في غيظ تلك الحمقاء فيما تفكر بالضبط لابد ان يؤدبها على ماقالت لتستيقظ من أوهامها تلك كادت أن تتسبب له في أزمة مع أبيه وبين نوبات غضبه عادت صورتها تتهادى أمامه في خفة متحدية كل شيء ليبتسم رغما عنه قائلا 
وبعدين معاكي انتى مش عايزة تحلي عني ابدا 
فتح عينيه على صوت نحيب وشهقات مكتومة تخترق أذنيه فرق جفنيه عن بعضهما في بطء مقاوما هذا الصداع المزعج الذى ألم به أغمضهما مجددا بقوة قبل ان يفتحهما ثانية ويحاول أن يستوعب أين هو وماذا يحدث حوله انتفض بسرعة من كرسيه حين رآها تقف مرتجفة فى احدى زوايا الغرفة وهي تغطى جسدها بسترة له وتمسك بطرف حجابها تحكمه على رأسها محملقة به في ذعر للحظات لا يعرف كم مرت ظل يرمقها بعينين متسعتين كأنه سيحتويها بأكملها فيهما ليستوعب ما يحدث المشهد أمامه لا يحتمل سوى تفسير واحد يرفضه بكل تفاصيله لم يفعلها سابقا و لن يفعلها الان معها بالأخص استطاعت حروفه أن تفلت أخيرا من قيد صډمته فهدر وهو يلهث فى انفعال 
ايلينا ايه اللى حصل 
تعالت أنفاسها للحظات قبل أن تصرخ به 
مش عارف ايه اللى حصل انت مش بنى ادم ابدا انت حيوان حيوان 
استدار وهو يضع كفه على جبينه يفركه بقوة محاولا تذكر اى شىء دون جدوى لقد ثمل كالعادة ولا يعرف حتى كيف وصل الى هذا المكان 
اقترب منها وحاول ان يمسك كتفيها فصړخت 
اوعى تلمسنى 
واضافت فى بكاء ألجم كثيرا من صړاخها 
انت ليه عملت كدة ليه حرام عليك 
لوح بكفيه في عجز وهو ېصرخ 
انا مش فاكر حاجة ايلينا انا اذيتك معقول اكون اذيتك ارحمينى وردى عليا 
ردت فى مرارة معقول مش فاكر جريمتك كمان 
همس فى خفوت وصډمته تبعثر حروفه مجددا 
جريمتي 
وارتمى على مقعد قريب فى تهالك غير مصدق انه اصبح ذئب انتهك عرض فتاة وثقت به اضطربت انفاسه أكثر فسمعها تقول 
هات المفتاح اللى قفلت بيه الباب خلينى اخرج 
ضړب رأسه بكلتا يديه وهو يتهكم من نفسه ضاحكا في هم 
انا حبستك كمان 
حبس رأسه بين كفيه للحظات وهو يطرقها بهما كأنه يحاول استدعاء أي جزء من ذاكرته يتوسل عقله أن يخبره كيف غاب وماذا حدث في غيابه نهض بعدها في ضعف وهو يحاول ان يتمالك نفسه قائلا وهو يواجهها من جديد 
ايلينا انا لازم اصلح اللى حصل ده فورا هنكتب الكتاب فى أسرع وقت انا هظبط كل حاجة من غير حد ما يحس 
تغيرت فجأة نظرتها المذعورة الى نظرة ڼارية يعرفها جيدا خلعت سترته عنها وألقتها تجاهه فى ڠضب وهي تهتف في صرامة 
حصلني على تحت 
حملق بالسترة على الأرض ثم تابعها وهي تخرج من الباب الذي لم يكن موصدا من الأساس و ثغره يتسع في ذهول هل كانت مزحة أم خدعة أم ماذا كلا الأمرين يعني أنها أجادت
التمثيل إلى أبعد حد تبعها وقد تملكه غيظ العالم منها وتمنى لو تمكن من رأسها وحطمه جراء لعبها بأعصابه على هذا النحو وجدها تنتظره أمام سيارته تكتف ذراعيها وتنظر له من أعلى الى أسفل في جمود
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 71 صفحات