السبت 23 نوفمبر 2024

رواية لداليا عز الدين

انت في الصفحة 6 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


تتذكر كم كان ذالك اليوم صعبا عليها لقد كادت ټموت عندما تخيلت انها ستخسر حورية فهي تعتبرها أكثر من اختها كم كانت قلقة عليها وقتها كمية الدموع التي سقطت من عيناها في ذالك اليوم 
باك
أخذت تفكر يا تري كيف هي حورية الأن هل رعد يعاملها جيدا ام لا هل يعاملها مثل معاملة كريم السابقة لحورية ام ماذا انها قلقة عليها للغاية حقا تتمني فحسب لو تأخذ حورية لديها و تمنع العالم كله من ان يصل إليها هي تعلم جيدا معاناة حورية منذ كانت صغيرة مع اهلها و مع كل شئ حولها لتتنهد قائلة في نفسها

سلمي في نفسها ربنا معاكي يا حورية يارب يعوضك خير و يطلع رعد احسن من كريم و يفهم ان كل ده مكنش ذنبك 
عند حورية 
كانت جالسة في غرفتها بملل بعد أن نام عمر و تفكر في الذي ستفعله الأن فهي لا تجد اي شئ لتفعله
بدأت الذكريات تأتي الي رأسها شئ في شئ لتحاول بسرعة محيها من رأسها قائلة بضيق 
حورية يارب عايزة انسي القرف ده كله نفسي ابدء حياة جديدة بعيد عن كل المشاكل دي نفسي ارجع بالزمن و كنت احكي للرعد كل حاجة ساعتها مكنش زمان حاجة من دي حصلت 
حاولت أن تكف عن التفكير في كل تلك الأمور لتغمض عيناها بنفاذ صبر و هي تفكر ماذا تفعل الأن 
لتقرر الخروج من الغرفة لتتمشي علي الاقل في تلك الشقة فهي تقريبا لم تخرج من غرفتها منذ أن جائت سوا بضعة مرات 
لتخرج و هي تدعي في داخلها الا تقابل رعد 
لتبدأ بالمشي في انحاء الشقة و هي تتفحص كل جزء منها و قد كانت تعلم الغرفة التي ينام فيها رعد لذالك قامت بالبعد تماما عن تلك الغرفة و أكملت جولتها حتي وصلت الي المطبخ لتدخل و تتجه الي الثلاجة لتفتحها ليعتلي وجهها علامات الفرح الطفولي قائلة 
جورية بفرح اكل اخيرا ده انا مكلتش من امبارح بس لو خرج و شافني هيبقي منظري وحش اوي خصوصا انو قعد يقولي كلي و انا عملت فيها سبع رجالة في بعض و لا مش هاكل و معرفش ايه 
ثم عادت الي الوراء قليلا لتتظر ناحية غرفته لتطمئن نفسها
حورية في نفسها يمكن نايم او مش هيطلع اكل بقي و امري لله خليها عليا
أخرجت الاكل من الثلاجة و سخنته و جلست لتأكل و
كان ظهرها للباب فلم تأخذ بالها من الشخص الواقف خلفها يراقبها و هو يحاول كتم ضحكته علي منظرها ليقول فجأة 
رعد انت بتعملي ايه 
شهقت حورية پخوف و تركت الطعام علي الفور و أخذت تحاول إيجاد حجة مقنعة حتي لا يصبح منظرها سئ امامه أكثر من ما هو سئ لتقول 
حورية اصلي خرجت من الاوضة علشان اشرب ف و انا معدية لمحت التلاجة فقولت يمكن فيها اكل فاسد و لا حاجة فقولت اتأكد بنفسي علشان لو فيها حاجة محدش يتأذي بس كده 
رعد بدهشة مصتنعة بجد
حورية ايوه طبعا بجد انت مش مصدقني و لا ايه 
رعد لا طبعا مصدقك اومال بس هو ازاي في حد بيحاول انه يشوف الأكل اذا كان فاسد و لا لا و ياكله كله مثلا و ايه اصلا اللي يخلي حد شاكك ان الاكل فاسد ياكله ده كده دماغه ضايعة خالص
حورية لا مش ضايعة و لا حاجة احنا بس نختلف عن الاخرون مش اكتر فعلشان كده تلاقي
حركاتنا جديدة شوية و فريدة

من نوعها بس مش اكتر و بعدين انا مكلتوش كله انا سيبت شوية علشان لما الواحد بيتزوق بيحتاج شوية علشان يحدد موقفه من الاكل بس كده مش اكتر 
رعد و يا تري طلع عامل ازاي
حورية بغباء هو ايه ده
رعد الاكل 
حورية اه اه حلو 
رعد بجد
حورية اه طبعا بجد و انا هكدب عليك ليه 
كاد يرد و لكن قاطعهم بكاء عمر من الغرفة لتتركه حورية واقف بمفرده و تذهب بسرعة لتتفقد عمر 
اما عند رعد فابتسم بخفة علي تصرفاتها الطفولية ثم سريعا ما وعي لنفسه قائلا
رعد بضيق لنفسه ايه اللي انا بعمله ده بلاش تنسي يا رعد حورية دلوقتي اشد اعدائك لازم تتجنبها مينفعش تتصرف معاها عادي جدا و لا كأن اي حاجة
 

انت في الصفحة 6 من 69 صفحات