في قبضة الأقدار ج1
بكفوف شقيقتها المرتعشه و هي تقول بنبرة قويه يشوبها بعض البكاء
كفايه عليكي أوي كدا يا فرح !
خرجت الكلمات من فمها مرتعشه تماما كحال قلبها
كفايه إيه يا جنه
جنه بإنفعال وهي تشدد علي كل حرف تتفوه به
كفايه بهدله فيكي لحد كدا طول عمرك شايله حملنا علي كتافك من أول تعب ماما ومۏتها و أنتي شايلانا كلنا حتي بابا إلي كان مفروض يعوضنا غياب ماما كان بيتسند عليكي كنتي انتي إلي شيلاه مش العكس بسببنا أتخليتي عن حلمك أنك تبقي دكتورة و سبتي كليه الطب عشان تقدري تتحملي مسئوليتنا و البيت دا يفضل مفتوح و حتي بعد بابا ما ماټ محسستينيش يوم واحد إني يتيمه فضلتي جمبي و في ضهري و عمرك ما حرمتيني من حاجه كفايه أنك أتخليتي عن حب حياتك عشان تفضلي جمبي و متسبنيش عشان كدا بقولك كفايه لازم أتحمل نتيجه أخطائي جه الوقت إلي تعيشي في حياتك و كفايه تتحملي كل حاجه لوحدك إرتاحي مرة واحده بقي
بس أنا مشتكتلكيش
جنة بلهفه
و لا هتشتكي يا فرح ! عارفه ليه عشان أنتي أحسن حد في الدنيا هتفضلي تتحملي لحد ما تقعي و لا أنك تحسسيني بأي حاجه بس أنا مش هتحمل تقعي يا فرح أنتي بالذات خسارتك غير أي خسارة في الدنيا خسارة مش هقدر عليها أبدا
أنا موافقه يا سالم بيه آجي معاك
لم تتحرك من مكانها و لم يرتفع رأسها و قد كان مظهرها يغضبه أو ربما يؤلمه لذا أعاد انظاره إلي جنة قائلا بخشونة
أتفقنا العقد بتاع الجواز العرفي معاكي
أومأت برأسها بصمت فقد كان الخزي يتوج ملامحها في تلك للحظه فجاء طلبه لينقذها إذ قال بفظاظه
للمرة الثانيه أومأت برأسها و توجهت للداخل كي تحضره بينما كانت فرح ما تزال بمكانها لا تستطيع أن تواجهه فقد خسړت كل شئ أمامه تجردت من كل شئ تحت أنظاره
فتولد عندها شعور مفاجئ بحاجتها للإختفاء !
تود في تلك اللحظه أن تكون شئ غير مرئي مجرد سراب فلم تعد لديها طاقه للجدال أو النقاش أو أي شئ
التحمل لذا حاولت الإنسحاب خلف جنة هربا من نظرات شامته لابد و أن ترتسم بعيناه في تلك اللحظه و لكنها لم
تقدر علي تحملها و ما أن تحركت تنوي الهروب حتي وجدت يد فولاذية تمسك برسغها تمنعها من الحركه تلاها صوتا هادئا يناديها
فرح !
حاولت أن تشحذ بعض قواها الخائرة و ألا تجعله يراها مهزومه بتلك الطريقه فلتواجه للنهايه و لتكن دائما مرفوعه الرأس
نعم !
خرجت نبرة صوته لينه بعض الشيء ففاجأته بقدر ما فاجأتها
جنة عندها حق أوعي تزعلي منها
لاحت إبتسامه ساخرة علي ملامحها تتنافى مع لهجتها المريرة حين قالت
بتدافع عن جنة قدامي ! دا يوم المعجزات بقي !
أستعاد سالم ملامحه الجامدة و قست لهجته قليلا حين قال
مبدافعش عنها بشخصها لكن كلامها صح الموضوع المرادي أكبر منك
فرح بمرارة
بجد ! عموما مش زعلانه عشان عارفه أنها هترجعلي في النهاية بعد ما تاخدوا إلي أنتوا عايزينه منها
قطب جبينه و إزداد عبوس ملامحه قائلا بعدم فهم
يعني إيه ناخد إلي إحنا عايزينه منها !
فرح بقسۏة
إبن أخوك ! مش دا إلي جابك ورانا لحد الدكتوره و طبعا أكيد كنت مراقبنا قبلها عشان كدا عارف مكان بيتنا كويس ! طبعا أخوك الله يرحمه طلعله طفل من تحت الأرض و أنا عذراك دا حقك إنك تتمسك بيه لكن مصير جنة إيه بعد كدا أقولك أنا هترجع تاني مكان ما جت و تقضي بقيت حياتها تتعذب علي ضناها إلي أنتوا هتاخدوه منها
ضاقت عيناه و إسودت ملامحه