الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كاملة من رواياتي الرومانسية بقلمي ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 49 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

القرش عالقرش و يشتري بيه بيت لولادي .. يجي في الاخر ويكتب حته الارض لبنتك واطلع انا واولادي من المولد بلا حمص.
جلست الحاجه فردوس على المقعد وهي تنظر الى الحاج محمد الذي يشغل بالها هيئته الذي سيطر عليها المړض.
استقام إمام المسجد ومأذون البلد قائلين 
هنستأذن احنا بقى يا حاج 
رد عليه الحاج محمد باقتضاب وصوت منخفض متعب قائلا 
قول تانى الكلمتين اللي انت قلتهم وعيدهم دلوقتي بالمختصر المفيد وسمع كل اللى قاعدين ..
هتف إمام المسجد قائلا 
فهيمه بنت حضرتك للاسف العقد اللى المرحوم عقده عليها عشان يردها قبل ما ېموت باطل
ليحول نظره ل فهيمه مردفا 
يعني انتى دلوقتي مش مراته ..
أنهى كلامه واستأذن يغادر السرايا واخذ مأذون البلد .. ليترك خلفه توابع وزعابيب ستقضى على الأخضر واليابس ..
تهللت اسارير
فهيمه واطلقت الزغاريد وخلعت وشاح راسها وهي تقول 
الحمد لله .. الحمد لله .. واخذت تقبل كف يدها من الجهتين هاتفه 
الحمد لله ان ربنا نصرني وما خلانيش مراته ..
وحولت نظرها الى عفاف قائله 
الحمد لله اتبطي بقى واشبعي بيه.
ردت عليها عفاف پقهر هاتفه 
ما يهمنيش ان كنتى مراته او مكنتيش مراته .. انا كل اللي يهمني حته الارض اللي بنتك جات لهفتها بعد صبرى سنين عليه .. ترجع لاولادي وهو ده اخر كلام عندي
ردت عليها فهيمه بغل وقهر وهتفت ترد اعتبارها وعصرة قلبها على يدها في المقاپر قائله 
ليه ما كفكيش خيره وصحته وعافيته وفلوسه اللي انت خدتيهم واستفدت بيهم .. غريبه مش ده كان كلامك من كم ساعه ..
لتسترسل تكيل لها الكلمات كيدا وغيظا
اسمعي بقى عشان انا مراري طافح منك ..
حته الارض دي بعينك .. سمعتي ولا ما سمعتيش .. لما تشوفى حلمة ودنك .. مش هتطولى منها شبر .. ودلوقتي يلا برا .. 
وامسكتها من ذراعيها وسحبتها تحت تهليلها ووعيدها بفضحهم فى البلد .. لتهم فهيمه وتزج بها من الباب الخارجي للثرايا
عجبك اللي انت عملته يا جلال هتفضل خايب .. وعمرك ما عملت حاجه عدله في حياتك .. وفي الاخر صغرت ابوك في وسط البلد .. وخليت شويه رجاله ما يسوش .. يجوا يعدلوا عليه 
اقترب منها جلال بصوت عالي هز جدران السرايا قائلا 
هو انت هتنسي نفسك ولا ايه .. شكلك انهبلتي ..
فوقي يا فهيمه ما هو ده اللي كنتى ھتموتي عليه وعايشه مترهبنه بدل السنه 20 سنه ..
انتى جايه دلوقتي تعملي فيها بتكرهيه .. وانا اللي قولت اريحك وكان قلبي عليكي .
استقامت الحاجه فردوس وقفت تحجز بينهم هاتفه بصوت عالي 
والله ومبقاش حد فيكم بيحترمنا ولا بيعمل لنا حساب ..
ورفعت عينيها الى فهيمه قائله 
انت بالذات ما تتكلميش خالص
وكل ده بسبب قلة عقلك ..
كان يسمعهم الحاج محمد ويشعر ان روحه تنسحب والارض تدور به.
لم أعلم يوما أن الخذلان قاسې جدا لدرجة أن تشعر بالشفقة على نفسك
نهاية عمرى كسرة وذل وخيانه من اعز الناس ..
آه ياجلال .. آه يابن عمرى
قبضت روحى بايدك ياولدى
ياريت الف عدو .. ولا طعنه من يدك
آه .. آه والف آه .. آآآه .. آآآآآآآآه .. 
ظل مرتكز على عصاه شارد حزين .. بوجه شاحب .. وعيون ذبلت وانطفى منها الضى .. صڤعة زوجته لولده .. مزقت روحه .. تربيه وإعادة تأهيل على كبر ..
ليحدث نفسه 
يابن الشيبه .. اعمل ايه تانى معاك .. كل سنين عمرك دى ومتعلمتش منها حاجه .. 
وانتى يافهيمه هتعيشى وتموتى غبيه مش عارفه انتى عايزه ايه من دنيتك .. بټأذى اللى حواليكى وانتى اول واحده بتتأذى ..
تنهد يزفر انفاسه الحارقه التى تكوى فؤاده .. ليطوف بمخيلته صورة ابنه المتوفى محمود ظله لم يفارقه طيلة سنوات مماته .. روحه تزوره من وقت لآخر تؤنس وحشة أيامه ..
ليقف على يمينه ولده الغائب عن مجلسه .. لكن حاضر بطيب أثره .. يتطلع له مبتسما ..
ليسترعى انتباه الحاج محمد كلمات تترد على مسامعه .. ليرفع رأسه من على عصاه .. ليتجسد أمامه وكأنه حى يهاتفه ويحدثه كما كان فى الماضى ..
ليتردد صوته الطروب داخل أذنيه .. ليرفرف قلبه فرحا من حلاوة اللقاء .. برغم كل الحزن المحيط به .. هو وحده كفيل بإدخال السعاده الى قلبه ..
أردف خله الوفى كما كان يلقبه قبل ۏفاته هاتفا 
مالك يابا .. ليه موجوع .. شايل هموم الدنيا على راسك ليه .. مش انت اللى كنت ديما تقولى مفيش حاجه مستهله .. كله منفات ياولدى .. سيب اللى يزعلك قبل ما يسيب ندوب فى روحك ټوجعك .. ارمى الحمول ورا ضهرك يابا .. وسيبك من الدنيا وعديدها وتعالى معايا ..
تطلع له بعيون تفيض حب وجنبات تفيض راحه ...
هتف بابتسامه بشوشه مردفا 
هاجى ياولدى كله بأوانه .. بس انا لسه ورايا مسؤليات وناس مربوطه فى رقبتى .. خد بأيدي ياولدى وادعيلي اخلص من غرض الدنيا وهمومها .. عشان اجى اتنعم بحضنك اللى افتقده من زمان ..
بينما
هو سارح
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 50 صفحات