الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس بقلم روز امين

انت في الصفحة 17 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز

أروح أتنازل عن واحد
لتحيل بنظرها سريعا إلى شقيقها الأكبر لتصيح باستياء 
واخويا الكبير بدل ما يقف معايا ويروح يقول لك عيب يا سيادة النائب لم إبنك وابعده عن أختي
ده أنت حتى مسألتنيش إذا كان اذاني ولا لاء! 
اغرورقت عينيها بالدموع لتسترسل بغصة مريرة 
إنت عارف أنا كنت حاسة بإيه وأنا وإبني لوحدنا وهو عمال يخبط وبيحاول يكسر الباب عليا
وهو سکړانساعتها بس حسيت إني مليش أهل وإني وحيدة
إقترب عليها أيهم وهي تستمع لعزيز الذي هدر بقوة 
وبلاش الشويتين بتوعك دول علشان مبياكلوش معايا دول ممكن تضحكي بيهم على أبوك الغلبان ويصدقك بس أنا لا لأني فاهمك وفاهم خبثك كويس قوي يا بنت
أبويا
ابتسمت بمرارة ليهتف ذاك الذي لم يعد يتحمل جدالهما السخيف بالنسبة له 
خلصونا في ليلتكم دي
ليستطرد أمرا وهو ينظر إليها بلامبالاة
يلى يا بنتي ادخلي البسي عشان نلحق النيابة
فاجأته بابتسامة ساخرة ارتسمت فوق محياها لترمقه بنظرة قوية فقد تغيرت عن الماضي كثيرا لم تعد أبدا تلك الڈليلة الضعيفة فقد تخطت ماحدث وأصبحت أقوى مما كانت عليه بالماضى وهي الان مستعدة لمواجهة الشيطان بذاته وبكل قوتها رفعت وجهها لتقول بثقة 
وإن قولت لا
اشتعلت عينيه ڠضبا فهذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها أحدهم الخضوع وتنفيذ أوامرههم بالرد ليفاجأه خروج الصغير الذي استمع لصوته ليهرول عليه وهو يردد ببراءة 
جدو
لم يدري نصر ما الذي يحدث له بكل مرة يرى فيها هذا الصغير الذي يستحوذ بعفويته على قلبهانشرح صدره وابتسم وجهه تلقائيا وما شعر بحاله إلا وهو ينزل على ركبتيه فاتحا ذراعيه لاستقبال حفيده الاقرب بل والأعز إلى قلبهقطب الجميع أجبانهم وباتوا ينظرون بتعجب من أمر هذا المتجبر الذي نزل للأسفل ليستقبل صغيرا الأن وفقط علمت ما سر عشق نجلها لذاك ال نصر وحديثه الحماسي الذي لم ينقطع بعد أي زيارة له لمنزل جده بلونه البني الفاتح والذي ورثه عن أبيه وهو ينثر على مسامعه أعذب الكلمات وحلوها إنتابها شعورا بالألم لابتعاد صغيرها عن عائلته لكنها تعلم في قرارة نفسها أن ما فعلته منذ الأربعة أعوام المنصرمة كان هو الافضل لها وصغيرها على الإطلاق
نظر نصر إليها قائلا بنبرة تحمل بين طياتها ټهديدا 
لو قولتي لا التمن هيكون يوسف حفيدي اللي أن الأوان إنه يعيش في عز وخير جده
من جديد ويسود الصمت المكان حتى اجتاز صمتهم صوت هاتف عزيز الذي صدح ليعلن عن وصول مكالمة هاتفية تحرك إليها ليعطيها الهاتف قائلا بحدة وهو يرمقها باحتقار أصابها بالنفور
كلمي ابوك
فتحت الاتصال وتحدثت بعدما تسلل إلى مسامعها نبرات صوت أبيها الحنون 
إزيك يا بابا
علم غانم أن شقيقها قد وصل إليها فتحدث باشتياق جارف ظهر بين بصوته 
إزيك يا إيثار عاملة إيه يا بنتي
واسترسل معاتبا 
كدة تقعدي إسبوع بحاله متكلميش ابوك 
شعرت بالحنين والحاجة لكنها سرعان ما أفاقت من شعورها على صوت تلك التي هدرت بجانب والدها وهي تقول بحدة وعملية 
مش وقت الكلام ده يا غانم قولها المفيد خلينا نخلص من الورطة اللي رمتنا فيها
ابتسمت بسخرية ليتحدث والدها بضعف واستكانة 
إسمعي كلام الحاج نصر وروحي معاه عشان تتنازلي عن المحضر يا بنتي
قاطعته قائلة 
أتنازل إزاي بس يا بابا ده اټهجم على شقتي 
شعر بالعجز أمام نبراتها الشاكية ولكن ما بيده ليفعلههو يعلم جيدا أنه لم يكن يوما الأب المشرف القوي لها لم يكن بالأب الحامي لابنته الضعيفة بل تركها للذئاب البشرية كل ينهش بها بطريقته الخاصة حتى كادوا أن ينهوا عليها لولا صمودها وقوتها وإصرارها على النجاةخرج صوته ضعيفا لېمزق قلبها حين قال 
إحنا غلابة يا بنتي ومش قد ڠضب وغدر نصر البنهاوي علشان خاطر ربنا وخاطري تتنازلي يا بنتي أنا مش حمل ۏجع قلبي عليك ولا على إخواتك
سالت دموعها وانهمرت فوق وجنتيها تأثرا بصوت والدها الواهنمن أصعب الأشياء التي تواجهها فتاة هو عجز وضغف والدها الذي من المفترض أن يكون لها السد المنيعلذا ستنصاع لطلبه مهما كانت العواقب لتتفوه پانكسار 
حاضر يا بابا أنا هتنازل بس ده علشان خاطرك إنت
لكن قسما برب العزة لو كررها تاني أو حاول بس يظهر في مكان
أنا فيهما فيه مخلوق في الدنيا هيقدر يخليني أتراجع على اللي ممكن أعمله وقتها
ابتسامة ساخرة خرجت من جانب فم نصر كانت كفيلة لتخبرها كم أنه يراها ضعيفة بل وذليلة ولا يوجد باستطاعتها فعل حتى أبسط الأشياء
غل السنوات الدفين من تلك العنيدة والتي طالما خالفت أوامره وجعلته يبدوا صغيرا بعين حاله قبل الأخرين حولت بصرها لنصر لتقول بقوة منتصر 
أنا داخلة أغير هدومي وهنزل اتنازل عن المحضر بس ده مش علشان تهديدك ولا علشان أنا قليلة ومش هقدر اقف في وشك يا سيادة النائب لا
رفعت رأسها بشموخ مسترسلة بكبرياء 
لازم تشكر
أبويا لأن هو الوحيد السبب واللي من غيره مكنتش فيه قوة على الأرض هتقدر تجبرني إني أسحب البلاغ
زفر طلعت بقوة ليهتف غاضبا باستنكار 
إنجزي وخلصينا علشان
نلحق ميعاد النيابة 
نظرت إليه باستغراب لحدة ملامحه التي تشير لقمة غضبه العارم
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 59 صفحات