رواية تمرد عاشقة للكاتبة ياسمين الهجرسي

رأسه بين يديه فاقتربت منه تواسيه لمرض زوجته الحاجة فادية
وحد الله يا حاج محمود هتبقى زي الفل وإن شاء الله خير إحنا كلنا جمبها ومش هنسيبها لوحدها.
نظر إليها الحاج محمود نظرة هي تعلم معناها.
نظر أحمد إلى أخيه
معقول یا محمود لسة بتلمح أن ابنك يدخل وسطينا تاني ! هقولك الكلام اللي قولتهولك من زمان عايز ابنك أشتري الفيلا اللي أنت عايزها وخد مراتك ورجع ابنك وعيشوا مع بعض لكن تفكر إنه يدخل المكان اللي أنا عايش فيه أنسى كفاية خسړت ابني عشان بس العيلة دي متتفرقش ونفضل جمب أبوك وابنك خاېن وميستهلش وجوده وسطينا.
تكلم محمود بصوت عال وعصبية
أنت عندك يوسف عوضك عن غياب عمير لكن طارق ابني الوحيد محدش عوضني غيابه لا أنا
ولا أمه.
رد عليه بحكمة والده الحج على 
وأنا خيرتك زمان روح أنت ومراتك عيش مع ابنك رفضت ولسة العرض قائم هديك نصيبك في ثروتي وروح عيش بالطريقة اللي تريحكم فكر يا محمود وبلغ مراتك لأن مش مسموح إن اسم الخاېن ده يتذكر قدامي واتفضلوا اطلعوا برة أنا مليش نفس آكل.
كانت نظراتهم تحمل لوما وعتابا وخيبة أمال تركوا والدهم وانصرف كل منهم إلى وجهته.
______________
في مساء اليوم ذاته المليء بالأحداث ما بين عتاب وتسامح وغدر وغفران وعشق وكراهية وعفو وبغض واحتواء.
قصر عمير الخولي
في جناحها كانت نائمة حزينة ومجهدة لا تقوى على القيام من فراشها تكسو عيونها سحابة من الغيوم تتساقط دموعها أمطارا من جفنيها تسلط نظراتها على من يجلس أمامها على كرسيه ينتظرها حتى تهدأ كانت تحدث نفسها تشعر وكأن قلبها ينقبض ونبضاته ترتفع وتنخفض وهي تسأل نفسها  
كيف سمح له قلبه أن يتهاون في جرحها 
معقول ده اللي قولت عليه حبيبي وأبويا وأخويا وسندي في الدنيا فضلت عمري كله أقول أعيش وأموت لعنيه معقول كنت غلط لما افتكرته حبيب معقول بقى سهل عنده يجرحني للدرجة دي معقول خېانة أميرة عمته عن حبي ليه اللي بيكبر مع كل يوم وبيزيد من عمري بس أنا مش هسمحله لا هو ولا غيره يهد حياتي اللي تعبت وأنا ببنيها لازم يعرف حدوده كويس عشان حياتنا تستمر.
كان ينظر إليها في صمت ويلوم نفسه كيف سمح لقلبه أن يقسو عليها لهذه الدرجة وظل في صراع مستمر بين قلبه وعقله.
ومازلت أسأل
هل من دليل ! أحاول أن أعيد الزمان وأتذكر وجهي وسمرة جلدي ظلال الدوائر فوق عيني وفي رأسي بعثت بعض الجنون وتاهت ملكة قلبي بين ظلام هذا الزمن ونسيت ملامح وجهي القديم.
فاق من شروده على صوت عقله الذي يحذره منها
وهي قدرت تنجح في شغلها وعلاقتها كترت وبقت مرغوبة وحواليها رجالة كتير أكيد طمعانة فيها ممكن حد ياخدها منك بسهولة هي بقى ليها رأس مال خاص بيها وأنها جميلة ولسة صغيرة ولازم تعرف أنك منعتها من كل متع الحياة ما عدا شغلها ولو جتلها فرصة هتبقى نسخة من أميرة.
رد عليه قلبه برفض قاطع لفكرة خيانتها
لاااا دي تربية إيدك وحب عمرك هي محبتش غيرك ولا كانت هتحب ولا تتجوز غيرك استحملت ظلمك ليها كتير وإهانة أميرة وانحرمت من أول حمل ليها بس هي كانت أحسن منك لما تجارتك وقعت هي اللي سندتك ووقفتك على رجليك بشطارتها في مجال الفاشون غير كل ده أنت هتقدر تعيش من غيرها.
تجمدت الدموع في عينيه وهو يتخيل حياته من غيرها فستصبح أيام عمره حطاما وسيصبح صوته