رواية منة من الفصل الأول الي الفصل للأخير
بعمر العاشرة يحمل نفس ملامحها شرد في الصورة أثناء تأملها وقبل أن ينجرف في بحر ذكرياته أيقظته من شروده صوت طرقات الباب
فقال بصوت خشن إدخل
دخلت نور وهي تتحدث بسرعة ده الورق اللي حضرتك طلبته يا فندم وكباية القهوة هتبقا على المكتب كمان عشر دقايق الساعي هيجبها
وحاجة كمان ميعاد الاجتماع الساعة ١
فأشار لها بالسكوتايه بالعة راديو يا نور على الصبح هو صحيح مين هيحضر الاجتماع من شركة الدمنهوري
فسألها معقبا وهي حفيدته دي بقى حلوة
فقالت محمود بيه بيقول إنها حلوة أوي أصله شافها الاجتماع اللي فات وحضرتك محضرتهوش وغمزت له ضاحكة شكله هيبقى فيه غدا وعشا مش اجتماع بس
فرد عليها صائحانور على مكتبك وبلغي محمود بيه يجيلي قبل الاجتماع بساعة علشان نروح مع بعض
فردت مسرعةحاضر وخرجت تجري من أمامه
أخذت ليل تجهز
غرفة الاجتماعات هي ومساعدتها وبعد إنتهائهما قالتبصي يا نيرة الساعة دلوقتي حداشر ونص أوضة الاجتماعات تتقفل ومتتفتحش غير لما يوصل المثتسمرين والناس اللي هيمضوا العقود وأنا هنزل تحت في الحسابات أطبع العقود وهخدها وأنا داخلة وهوزعها تحسبا لأي غلط
فأومأت لها موافقة
بعد انتهائها توجهت بسرعة لاسفل لتطبع العقود
يصيح پغضب ليل جت امتى امبارح
لم بتجرأ أحد على الرد فهم يعرفون مصيرها إن كذبوا سيعرف ويطردهم وإن قالوا الحقيقة فلن يسلموا من غضبه
فردت عليه مريم بنبرة مهزوزةجت الساعة ١٢بليل بعد ما حضرتك نمت ومحبتش تزعجك
فهي تعرف أنه ينام في تمام العاشرة دائما ولم تره بعد تناول العشاء فاستنتجت أنه نام
وكانت مع مين دعت مريم في سرها ألا تحدث أي مصېبة وتتمنى ألا تقتح أبواب الماضي مرة أخرى فهي تشعر باقتراب مصېبة كبيرة
خرج غاضبا من القصر متوجها للحديقة نادى على حارسه فتحي انت فين
فركض إليه الحارس مسرعا نعم يا سمير بيه
سميرتفرغ لي كل الكاميرات وتعرف ليل وصلت البيت امتى
فرد مسرعا حاضر
وتوجه بسرعة للشركة
في نفس الوقت حاولت مريم الاتصال بها عدة مرات ولكنها لا ترد
في شركة الانصاري ذهبت نور بسرعة لمكتب محمود وهو صديق والد يامن والذي ساعده في كل خطوة في حياته فقد تبقى على الاحتماع ساعة فقط أوصلت له رسالة يامن فتوجه مسرعا له وذهبا الاجتماع
في الشركة نظرت ليل لهاتفها رأت مريم تتصل آسفة يا مريم مش فضيالك مش هعرف أرد عليكي وقامت بوضع هاتفها على وضع الصامت
رأت ليل أن الساعة إقتربت من الواحدة فقررت الذهاب لغرفة الإجتماعات لتتأكد أن كل شئ جاهز وتوزع الاوراق في نفس الوقت كان الجد قد وصل للشركة وسألهم عن مكانها فتوجه لغرفة الاجتماعات بعد أن أخبره أحد العمال وفي نفس الوقت وصل يامن ومحمود وكانت في لستقبالهما نيرة اتفضلوا سمير بيه في انتظاركم في أوضة الاجتماعات
فغمز يامن لمحمود هي دي حفيدته اللي قرفتني بيها مش حلوة زي ما بتقول يعني
فرد عليه محمود بهمس حتى لا تلاحظ نيرة مش هي يا ابني
فهمس له يامن والنبي مش عيب عليك وعلى شيبتك وأنت عمال تبصبص على البنات
الټفت إليهم نيرة اتفضلوا
دخل يامن ومحمود وتبعتهم نيرة صعق يامن عندما رأها تقف أمامه ظن أنها من نسج خياله فصورتها لم تبارح تفكيره منذ أن تركها لكنها لم تكن قد لاحظت بعد فهي كانت تقف مع جدها الذي كان يقف أمامها وملامحه لا تفسر
رفعت ليل عينيها وصدمت بزوج العيون الرمادية الذي ينظر لها يا إلهي لا تجعلها حقيقة فهي لا تريد مشاكل مع جدها فهو قد حذرها من الاختلاط بالشباب خارج حدود العمل وهذه أول مرة تراه في شركتهم فكيف ستفسر الامر لجدها
وفي نفس اللحظة توجه يامن نحوها بابتسامة جذابة ومد يده ليصافها وبنبرة حانية إزيك يا ليل شايف إنك بقيتي أحسن دلوقتي
ردت عليه بنبرة مهزوزةأيو الحمد لله بقيت أحسن
ومد يده لجدها وحياه هو
الاخر ولكن ما صدمها أن جدها لم يعطي رد فعل فملامح وجهه كانت لا تفسر ولكنه تحدث قائلاأظن إن إحنا ضيعنا وقت كفاية
اتفضلوا علشان نتفاوض في بنود الصفقة
ظل الاجتماع قائما لساعتين بين شد وجذب وغمزات يامن المشاكسة لها من حين لآخر بدون أن يلاحظ أحد مما أدى لتوترها بشدة زفرت بارتياح عند انتهاء الاجتماع ولكن القدر لايريد للامور أن تهدأ
يامن وهو يبتسم ابتسامة متلاعبة وهو ينظر داخل عينيها أحب أعزم الآنسة ليل على العشا ده لو مفيش عند حضرتك مانع يا سمير بيه
وعلى عكس توقعاتها مفيش مانع
صدمة كل ما كانت تشعر به اليوم هو الصدمة
وخرج الجد بعدها بدون إضافة أي كلمة أخرى وتبعته نيرة ونطق محمود أخيرا طيب أنا هسبقك يا يامن
وخرج هو الآخر ظل الاثنان ينظران لبعضها
فقال يامن مشاغبا وهو يقترب منهاأظن السكوت علامة الرضا هجيلك الساعة تمانية قال كلماته وخرج
وبدون أن يعطيها أي فرصة للرد
أسدل الليل ستائره وهي تجلس على السرير في غرفتها تفكر هل تقبل تلك الدعوة أم لا ولكن ما يشغل بالها حقا هو جدها فهو لم يظهر منذ عودتهم من الشركة
طرقات الباب جعلتها تفيق من شرودها
ليلادخل
دخلت مريم وهي تصيح بهامبترديش على تليفونك ليه يا زفته
ردت عليها مستغربة صحيح كنتي عاوزة ايه أصلك اتصلتي كتير الصبح
أخذت مريم تقص عليها ما صدر من جدها من أفعال وأنه يعرف أنها لم تكن في المنزل طوال الليل
فردت عليها ليل علشان كده كان متغير معايا طول اليوم قررت ليل تخطي موضوع ڠضب جدها فهي تعلم أنه لن يطول
فتحدثت بقولك يا روما عايزة آخد رأيك في موضوع دلوقتي في واحد عازمني على العشا وجدو وافق أروح ولا لا
فردت عليها بدال جدك عارف وموافق خلاص اسيبك أنا وأنزل أشوف البنات تحت
ما إن خرجت من الغرفة حتى صدح صوت هاتفها بالرنين فرأت رقم غريب قررت ان ترد ألو
ما إن سمع صوتها رد قائلا ساعة بالظبط وهبقا عندك
يا ريت تكوني جاهزة
عرفت في لحظتها من هو فهي قد حفظت صوته ذو النبرة العميقة ولم تكد ترد حتى قال لهاهستناكي قدام البوابة بتاعة قصر جدك
وأغلق الهاتف بدون أن يعطيها أي فرصة للرد تضايقت بشدة وثارت فهذه ثاني مرة اليوم يقوم بمثل تلك الحركة فهو لا يهتم برأيها ولكنها قررت في النهاية أن ترتدي ملابسها وتذهب معه حتى تحذره بشأن اخبار جدها بأمر الليلة الماضية
ارتدت ملابسها وحرصت أن تكون بسيطة فهي لا تحب المبالغة
عندما انتهت من تجهيز نفسها وصلت رسالة منه تخبرها أنه أمام البوابة رشت عطرها وحملت حقيبتها ونزلت بسرعة
وقعت عينيها عليه فحبست أنفاسها لشدة وسامته ببدلته الكحلية وهو مستند على سيارته بغرور ينظر إليها مصعوقا من جمالها فهو في كل مرة يراها يشعر بأنها أجمل من المرة التي قبلها غمز لها قائلاايه الحلاوة دي
فردت عليه قائلةإحترم نفسك شوية ومتفكرش إني نسيت اللي عملته فقال لها مصطنعا الغباءليه هو أنا عملت حاجة قبل كده وأنا مش واخد بالي واردف معقبا مع إني كان نفسي تبقا في حتة تانية
إحمر وجهها بشدةهي ايه دي اللي تبقا في حتة تانية يا همجي انت
فقاطعها قائلابصي عندنا الطريق والخروجة كلها اټخانقي زي ما إنتي عايزة
وفتح لها باب السيارة قائلااركبي
فعضت شفتيها في غيظ من هذا المستفز ولكنها ركبت لانها تود الحديث معه بشأن الليلة الماضية فهي لا تريد لجدها أن يعرف وخصوصا بعد أن علمت من نيرة أنه
زير نساء من الدرجة الأولى وهذا لن يعجب جدها بالمرة
ركب هو الآخر في مقعده قائلا كنت بتأكد إن الباب مقفول كويس لتقعي وأروح أنا في داهية
ردت عليه اعرف حدودك يا يامن بيه واوعى تفكر تقرب مني تاني
فرد باستفزازإذا كان ده هيريحك تمام مش هقرب منك
بعد فترة من الصمت واستراق النظرات منه ناحيتها بين حين وآخر
وصلا للمطعم نزل يامن من السيارة بهدوء وفتح لها الباب ليقودها لباب المطعم اتجه نحو طاولة مخفية عن الانظار فهو لا يود أن يراها احد غيره
سحب لها الكرسي فجلست قائلة الحركات اللي انت بتعملها دي ممكن تخلي أي بنت تعجب بيك بس للاسف مش معايا
فرد قائلاأنا بعمل كده علشان أنا gentle man بطبعي وبحب إني أحسس الست اللي معايا إنها ملكة
لكن مش بعمل كده علشان أعجب حد
فاستغربت من هذا الشاب أمازال هناك من هذه النوعية من الشباب في المجتمع الشرقي فعلى الرغم من وقاحته لكنه لم يهنها ولو لمرة برغم من انها رفعت صوتها عليه عدة مرات فتخطت الموضوع قائلةبس أو مرة اعرف انك مالك شركة الانصاري ديما جمال بيه هو اللي كان بيحضر الاجتماعات
فرد موضحاأنا مكنتش باجي معاه لأن دي مش أول صفقة أنا بتعامل مع شركة جدك بقالي تلت سنين
وبعدين بيني وبينك أنا أصلا مكنتش هاجي بس هو قعد يحكيلي عن حفيدة سمير بيه وجمالها فأنا قولت اجي أشوف بنفسي بس واضح إنك جديدة في المجال
فأوضحت له فعلا أنا بدأت شغل من ست شهور بس
وبعدين مش ده اللي أنا جاية أتكلم فيه بالنسبة للحصل امبارح أو انت شوفتني أو تعرف عني حاجة فده تنساه بالمرة كانك متعرفش عني حاجة وياريت تاخد بالك من ده قدام جدي بالذات لانه صدقني مش هيعدي موضوع زي ده بالساهل
فرد قائلا بعد أن رأى توترها عادي مش هجيب سيرة الموضوع ده ليه لو ده هيرحيك
واثناء كلامهم حضر النادل مع المينيو
فقال لهاهتطلبي ايه
فردتستيك مشوي مع بيوريه والتحلية عايزة تشيز كيك بالليمون
فقال هو الآخرنفس الاوردر بس مش عايز تحلية هات بدالها فنجان قهوة سادة
بعد مدة من تبادل اطراف الحديث حضر الطعام بدأا بتناول الطعام بهدوء مع تبادل
النظرات بينهما من حين