رواية وبقي منها حطام أنثى بقلم منال سالم و ياسمين عادل
اا ا......
_ لم تستكمل عبارتها حتى أستمعت لصوت والدتها وهي تهتف بأسمها فصفقت الباب بوجهه دون أنذار ثم دلفت إليها ولكن قام مالك بطرق الباب مرة أخري ولكنها كانت طرقة أعلى من السابقة حضر على أثرها عمرو من الداخل وما أن فتح له الباب حتى أنقبضت عضلات وجهه ونطق بسفور
عمرو جاي هنا ليه يابجح
مالك بغلظة طفيفة انا جاي أقابل أستاذ رحيم صاحب البيت مش جاي عشانك أنت
_ أنقطع صوته عندما
أستمع للهجة أبية الآمره وهو يأتي من الداخل نحوهم و يقول
رحيم ميصحش ياعمرو الراجل على عتبة بيتنا وان جالك عدوك لباب دارك قولو مرحبابك
عمرو وهو يكز على أسنانه بغيظ أيوة بس....
رحيم مفيش بس أتفضل ياأستاذ
_ أشار له رحيم للداخل ثم قاده للمقعد التابع للصالون وجلسا قبالة بعضهم في الحين الذي أرتسمت فيه الجدية والحزم علي وجه رحيم كان عمرو قد رسم الحنق والأنزعاج على عكس مالك الذي وضع قناع الهدوء والرزانة على تقاسيمه .. تردد في بادئ الأمر ولكنه عزم على الحديث فلا وقت يهدره.......
رحيم بنبرة حادة لو صحيح كنت راجل وبتراعي ربنا في بنات الناس مكنتش عملت اللي عملته مع بنتي كنت جيت خبطت على باب بيتي مش من ورايا
مالك مبتلعا أهانته على مضض من فضلك أنا بكلم صاحب
البيت واللي ليه كلمة هنا
رحيم مشيرا بيده لأبنه أستني انت ياعمرو .. هات اللي عندك ومتضيعش الوقت
مالك بصوت جامد انا جاي أطلب أيد بنتك إيثار
رحيم متهكما وانت حيلتك اي عشان أديك بنتي!
مالك بثقة زائدة عندي شقتي في القاهرة ممكن ابيعها وأجيب شقة هنا بكل سهولة وخلصت سنة رابعه ومستني شهادة البكالوريوس وبشتغل في مكتب محاسبة كمتدرب وأول ما شهادتي تطلع وتعتمد من الهيئة العليا للجامعات هتثبت في شغلي .. وكمان بحضر نفسي عشان أقدم في معهد الكونسرفتوار متقلقش حضرتك أنا جاهز للأرتباط ده
مالك وقد هب واقفا من مكانه أنا مسمحلكش تهيني اعمل حساب اني في بيتك وقاعد مع والدك
رحيم وهو يلجم زمام الأمر عمرو سيبي مع مالك لوحدنا
عمرو ......
_ انصرف عمرو ليجد والدته تستمع لحديثهم وشقيقته تقف بوسط الرواق والقلق يسيطر على كيانها فحدجها پعنف ثم لكزها بكتفها
لتدلف إلي حجرتها.. في
مالك بنفاذ صبر ياعمتي مفيش حاجة صدقيني
ميسرة وهي تشير بسبابتها لالالا في حاجة انا متأكدة .. انت مش على بعضك ليك فترة وانا مش خارجة من هنا إلا لما أعرف مالك
مالك وقد قبض علي جفنيه إيثار بتضيع مني
ميسرة بعدم فهم ليه كده! لو مټخانقين ولا حاجة عرفني و.......
مالك مطرقا رأسه لأسفل الحكاية أكبر من كدة اهلها مش موافقين عليا لأنهم فكريني بلعب بيها
_ أضاء المصباح فوق عقله وكأن هالة أزيلت من فوق رأسه أملا جديدا ظهر بريقه أمام عينيه ثم أتسعت حدقتيه وحملق بها وهو يهتف
مالك عمتو أنتوا فعلا مستعدين تيجوا معايا ونتقدملهم
ميسرة وهي تمسح على وجهه بحنو طبعا ياحبيبي احنا نطول نفرح بيك
مالك وهو يقفذ من مكانه فرحا يبقى نحدد معاد ونروحلهم في أسرع وقت
ميسرة وهي تغمز له بعينيها سيب الحكاية دي على إبراهيم انا هكلم معاه وافهمه يعمل اي بالظبط
_ كان ممددا على الأريكة يتناول ثمرات الفاكهة بشراهة وكأنه لم يتناول الفاكهة بحياته قط .. بينما على صوت هاتفه فرمقه بأستخفاف ثم أعتدل في جلسته وترك الصحن جانبا وضغط عليه ليقول
محسن الو أزيك ياصاحبي
عمرو وقد خالج
الأقتضاب نبرته الحمدلله يامحسن خير في حاجة ولا اي
محسن وهو يدس قطع الفاكهة بفمه هو لازم يكون في حاجة عشان أكلمك ياراجل
عمرو وقد قوس فمه بعدم أهتمام لأ عادي بس مش متعود تكلمني متأخر كده
محسن لأ أتعود ياأبو نسب المهم قولي هشوفك الساعة كام بكرة
_ أنعقد ما بين حاجبيه عمرو عقب عبارته الأخيرة فقد فهم بديهيا ما يرمي إليه فأتسع مبسمه بحيوية وحماسة زائدة ثم هتف بعجالة ...
عمرو هشوفك من النجمة ياشقيق
محسن وقد ظهر وميضا مثير للقلق بعينيه بالمرة عايزك في موضوع مهم جدا .. موضوع مصيري هيعجبك على الأخر
عمرو بفضول جلي موضوع إيه ده !
محسن متستعجلش بكرة تعرف و.... وتستريح.............
الفصل الثاني عشر
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي
وللحب ما لم يبق مني وما بقي
ضړب كفا على الأخر وصر على أسنانه قائلا بحنق
وده وقت تغيب فيه ! ده أنا كنت هاخد خطوتي وأنفذ المطلوب !
نفخ بصوت مسموع ثم فرك طرف ذقنه وهو يتابع قائلا
كده أنا مضطر أفكر في حاجة تانية وأعرف الجماعة عندي بالجديد !!!
على الجانب الأخر وقف مالك أمام المرآة وارتسم على محياه ابتسامة سعيدة للغاية وطالع نفسه بنظرات متأملة ..
كان اليوم مميزا بالنسبة له بل هو أفضل يوم في حياته على الإطلاق فقد تمكن زوج عمته من مقابلة الأستاذ رحيم وطلب منه تحديد موعد رسمي للتقدم لخطبة إيثار ..
اعترض الأخير في البداية ولكنه وافق في النهاية بعد محاولات مقنعة على تلك الزيارة العائلية حتى توضع الأمور في نصابها الصحيح ..
ايوه يا عم مين أدك !
ها ايه رأيك
أرخت ساعديها واقتربت منه وأجابته بثقة
مز الصراحة
حرك رأسه قليلا وسألها بإبتسامة عريضة
ماشي يا روني يعني أعجب
أجابته دون تردد
ده انت تعجب الباشا يا مالوك
تنهد بعمق وهو يتابع قائلا بتوتر
ادعيلي ربنا يسرها معايا لأحسن مقلق أوي من أبوها !
يارب يتمهالك على خير !
أمين
صاحت ميسرة من الخارج بنبرة مرتفعة
جاهز يا مالك
أجابها بصوت عال
ايوه يا عمتو أنا جاهز
طب يالا يا حبيبي
حاضر
ظنت أنها تتوهم ما سمعته منها لكنها طمأنتها قائلة
أبوكي بنفسه اللي وافق
فإرتدت فستانا طويلا من اللون الزيتي ولفت حجاب رأسها بطريقة جميلة ووضعت لمسات باهتة من مساحيق التجميل لتزيد من إشراقة وجهها ..
كان عمرو هو الوحيد المعترض على تلك الخطبة فبدى متذمرا وغير راضي على الإطلاق
..
اضطر أن يوافق على الجلوس من أجل أبيه فهو لا يريد تصغيره أمام الغرباء بالإضافة إلى نيته في تعقيد الأمور عند مالك حتى لا يظن أنه فاز بأخته ببساطة ..
سمع عمرو قرع الجرس فنفخ بضيق ثم اتجه ناحية الباب ليفتحه ..
اقتربت من باب غرفتها وألصقت رأسها به لتستمع إلى صوت مالك وهو يلقي التحية على الجميع فتنهدت بحرارة كبيرة ..
تراجعت بجسدها للخلف ورفعت كفيها وبصرها للسماء وهمست بتضرع
يا رب كملها على خير يا رب !
استقبل الأستاذ رحيم عائلة مالك بترحاب رسمي وجلس الجميع في غرفة الصالون ..
تنحنح رحيم بصوت خشن وهو يقول
منورين يا جماعة
رد عليه ابراهيم بنبرة هادئة
البيت منور بأصحابه ازيك يا حاج رحيم
أجابه الأخير قائلا بنبرة شبه منهكة
الحمدلله في أحسن حال
يدوم يا رب
راقبت روان عمرو بنظرات حادة فقد كانت تبغض وجوده .. وبادلها هو نفس الشعور بالإضافة إلى كرهه لوجود مالك .. لكن ما بيده حيلة ..
بعد لحظات ولجت تحية وهي تحمل صينية كبيرة مليئة بالمشروبات تناولها منها ابنها عمرو وأسندها على الطاولة التي تنتصف الغرفة ..
نهضت ميسرة لتقبلها وهتفت بسعادة
ازي أحوالك يا ست تحية
بخير يا حبيبتي
ثم أضافت بحماس
ده البيت نور بوجودكم فيه ده احنا زرنا النبي
رد الجميع بخفوت
عليه الصلاة والسلام
تساءل ابراهيم بإهتمام وهو يتلفت حوله
أومال عروستنا الجميلة فين
ردت عليه تحية بحماس
جاية اهي
تجهم وجه عمرو بصورة واضحة ولم يكلف نفسه العناء لتصنع الرضا ..
تحركت إيثار في الغرفة ذهابا وإيابا بتوتر بائن عليها ..
جلست على طرف فراشها وتمتمت مع نفسها بإرتباك
يا رب مايكونش حلم يا رب كملها على خير
حانت منها إلتفاتة للجانب وسلطت أنظارها على الكومود ففي درجه العلوي تضع تلك الرسائل الغرامية التي جمعتها من مالك .. وشرد عقلها لوهلة في مواقفهما السابقة .. ووجدت نفسها تبتسم تلقائيا ..
استمعت هي إلى صوت والدتها ينادي عليها من الخارج
ولجت إيثار إلى داخل غرفة الصالون وعلى وجهها حياء جلي ..
جلست بإستحياء على أقرب أريكة بعد أن رحبت بميسرة وروان ..
اختلس مالك النظرات نحوها وحاول ألا يبدو أمام أخيها وقحا بالتحديق فيها ..
استطرد ابراهيم حديثه قائلا بهدوء جدي
شوف يا حاج رحيم إحنا جايين النهاردة عشان نطلب إيد بنتك المصون إيثار لابننا الغالي مالك فإيه رأيك
كانت تحية على وشك الرد ولكن أشار لها رحيم بكف يده وأجابه قائلا بنبرة ثابتة
والله المواضيع دي محتاجة ناخد وندي مع بعض الأول في تفاصيلها
إن شاء الله مش هانختلف
تدخل عمرو قائلا بنبرة شبه متهكمة
وهو ال .. الأستاذ مالك قادر يفتح بيت ولا هياخد المصروف منكم !
رد عليه مالك بهدوء حذر
أنا قولت لحضرتك قبل كده يا استاذ عمرو إن عندي شقة أهلي في القاهرة هابعها وأجيب حاجة مناسبة هنا غير إني بأتدرب في مكتب محاسبة وآآ...
قاطعه عمرو بنبرة جافة وهو يحدجه بنظرات قاتمة
كل ده أنا عارفه بس هاتقدر على مصاريف الجواز ولا هاتقضيها حب !
تلك المرة رد عليه إبراهيم بجدية
أستاذ عمرو احنا مش هانسيب ابننا لوحده هنسانده لحد ما يقف على رجله
بينما أضافت ميسرة بنبرة شبه حادة
مالك ابن أخويا الله يرحمه