كاليندا بقلم ولاء رفعت
به ووضعه أمامه فوق المكتب قائلا
_ أتفضل ساعدتك ده الموبايل بتاع المچرم اللي ربنا ياخده كان معاه في وقت اللي حصل.
أمسك به الآخر وأخذ يحدق به يقول
_ هو ده اللي صور عليه اللي
عمله فيكي
انتابتها حالة من القشعريرة من سؤاله الذي يدل علي حماقته بدأت عبراتها بالتجمع في مقلتيها فأجابت بصوت محشرج
_ أيوه هو لما فوقت من الإغماء اللي كنت فيه قعدت أدور علي موبايلي ملقتهوش لاقيت موبايله واقع جمبى.
_ أطمن يا أستاذ محمد إن شاء الله حق بنتك هايرجع وابن حماد السفوري مش هيطلع عليه نهار غير وهو مشرف علي البورش مع المجرمين اللي زيه و ده بعد ما أقدم للنيابة الدليل ده و معاه التقرير الطبي ا
و بعد مغادرتهما المكتب كشړ هذا الضبع عن أنيابه الكريهة أمسك بهاتفه وقام بالاتصال علي رقم طالما يتمني أن يصل إلي صاحبه بشتي الطرق حتي يحظى علي سخائه الذي يفضي به علي كل من يقدمون إليه الخدمات الهامة ولا أهم من تلك الفرصة الذهبية ولابد من استغلالها.
_ أيوه مين معايا
تحمحم وبزهو وفخر أجاب
_ أنا رأفت متولي المحامي اللي ماسك قضية شمس محمد نصار رفعها أبوها ضد ابنك.
_ والمطلوب مني إيه إن شاء الله بص يالاه أنا مابتهددش و روح قول للي إسمه محمد أعلي ما في خيلك أركبه وشوف حد تاني غير ابني يلبسه عملة بنته الڤاجرة.
_ إهدي كده يا باشا وروق أعصابك يعني أنا لو ضدك إيه اللي هيخليني أتصل بيك عشان أحدد معاك ميعاد نتقابل ده غير معايا حاجات تهمك أوي ممكن بسببها يروح المحروس ابنك في ستين مليون داهية ومهما عملت القضية لبساه.
تهللت أساريره وقال
_ كده بقي جبت من الآخر والمفيد طلباتي دي مش عايزة مكالمة في تليفون أنا أجي لك لحد عندك أشرب فنجان القهوة وتسلمني وأسلمك.
الفصل التاسع
ينتظر رأفت المحامي أمام مكتب المساعد ينظر في ساعة هاتفه بزفاذ صبر حتي صدح رنين جرس التنبيه فنهض ذلك المساعد قائلا بابتسامة زائفة
نهض هذا الخائڼ والسعادة تنبلج علي ملامحه يعلم ما سيغتنمه من تلك الفرصة الذهبية علي يقين بأن حماد السفوري علي استعداد دفع مبالغ طائلة من أجل نجله المتهور وألا يمكث في السچن لثانية واحدة.
طرق الباب ثم قام بفتحه وأرتسم علي ثغره ابتسامة سمجة قائلا
_ مساء الخير يا حماد بيه.
_ أتفضل يا متر.
جلس علي الكرسي أمام مكتبه وقال
_ أنا عارف وقت حضرتك ضيق فمش هطول عليك كتير.
تنهد الأخر فأخبره
_ يبقي أحسن أتفضل هات اللي عندك.
تبدلت الابتسامة من السماجة إلي
المكر والدهاء
_ اللي عندي يساوي قيمة ولي عهدك أو نقدر نقول حريته وسمعته وسمعة عيلة السفوري.
رجع الأخر بظهره إلي المسند الخلفي وقال
وضع الأخر حقيبته أمامه علي الطاولة الصغيرة وقام بفتحها وأخرج منها هاتف مغلف بكيس بلاستيكي ذو
سحاب ضاغط وظرف ورقي مغلق ووضعهما علي المكتب لكن في قبضة يده.
هز الأخر رأسه وسأله
_ إيه ده
أجاب الآخر بثقة بالغة
نظر الآخر إلي الظرف وسأله
_ كام دول
أجاب حماد بعنجهية
_ خمسين ألف جنيه وليك زيهم لما أتأكد أنك مش تكون ناسخ من الفيديو اللي علي الموبايل نسخ تانية.
نصف ابتسامة علي ثغر الأخر الذي قال
_ أبقي مغفل ومچنون لو عملت حركة زي دي لأن أنا مش عايز فلوس أنا عايز أكون المحامي الخاص لسيادتك.
قهقه حماد حتي تردد صدي ضحكاته وتوقف لتتحول ملامحه إلي الجدية قائلا بتهكم
_ وأنت بقي يا محامي بير السلم عايزني أخليك المحامي بتاعي!
ابتلع الأخر الإهانة وأظهر عكس ما بداخله رمقه بثقة يخالطها نبرة ټهديد قائلا
_ أنا سامع أن حضرتك ناوي ترشح نفسك نائب في البرلمان وموضوع زي موضوع المحروس ابن سعادتك لو وصل للجهات العليا هيحطوا علي اسمك علامة إكس بالأحمر.
وأختتم كلماته ببسمة انتصار وتشفي فأحتقن وجه الآخر ليكشر عن أنيابه وقال
_ طيب واللي بلغك المعلومة دي مقالكش إن بنفوذي ممكن أخلي أسمك الجميل ده يتشطب من نقابة المحامين
نهض ووقف فوضع يديه في جيوب بنطاله قائلا بزهو وفخر
_ يبقي حضرتك ما تعرفش مين هو رأفت متولي.
أطلق الأخر زفرة كدليل علي نفاذ صبره
_ خلاصة الموضوع ده وكلمة وما فيهاش نقاش تاخد مليون جنيه وما سمعش صوتك تاني ولو عايز تكون محامي لحد واصل ممكن أعرفك علي رجال أعمال وأنت وشطارتك بقي.
أنشقت بسمة عارمة علي وجه هذا الذي يشبه الثعلب في مكره ودهائه وكالعقرب في غدره جلس علي الكرسي بأريحية قائلا
_ يبقي كدة متفقين والموبايل والتقرير بين أيديك.
تناولهم الآخر بقبضة قوية وأتجه نحو المدفأة فقام بسكب سائل علي الحطب ثم أشعل عود ثقاب وألقاه لتندلع النيران رويدا رويدا وبكل قوته دفع الهاتف والظرف لإحراقهم وابتسامة ظافر جائر تعلو شفتيه
_ خلي محمد نصار يبقي يروح يدور علي مين اللي عمل كدة في
بنته.
دوي رنين جرس المنزل وكانت زينب تقف أمام الموقد تطهو فتركت ما بيدها وأدارت المقبض فانطفأت الڼار ثم مسحت يديها في منشفة جافة قائلة بصوت جهوري
_ حاضر ياللي بترن الجرس.
ذهبت لترتدي خمارها وفتحت الباب فوجدته شقيق زوجها قالت له بترحاب وحبور
_ يا أهلا وسهلا أتفضل يا كريم.
دلف وبيديه يحمل أكياسا معبئة بالفاكهة المختلفة
_ السلام عليكم.
أجابت الأخرى
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ليه التعب ده ده أنت جاي في بيتك مش عند حد غريب.
وضعهم علي المنضدة المجاورة لباب المنزل وقال
_ دي حاجه بسيطة عشان شمس.
_ أنت ابن حلال لسه مخلصة الأكل أدخل أغسل إيديك وبعدها ادخل صحي أخوك عقبال ما أغرف.
قالتها واتجهت نحو المطبخ فسألها
_ أومال فين شمس
تنهدت بحزن وأجابت
_ كالعادة حابسة نفسها يا قلب أمها في أوضتها الموضوع بقي صعب أوي خاصة بعد ما عرفت بحملها اللي ما كان علي البال ولا الخاطر.
_ ده إبتلاء من ربنا وعليها بالصبر أنا عارف الموضوع صعب جدا بس مش بإيدينا غير نقف معاها ونجيب حقها من إبن ال... اللي عمل فيها كده وعقبال ما ده يحصل معدش ينفع تقعدوا هنا في البلد.
_ قصدك نسيب بيتنا زي اللي عاملين عملة ونهرب!
كان صوت محمد الذي خرج للتو من غرفته أقترب منه كريم وأوضح له
_ مش هروب بس ما ينفعش تفضلوا قاعدين هنا أولا زمان المحامي اللي وكلته بدأ في الإجراءات وطبعا زمان حماد عرف فشيء طبيعي مش هايسيبك في حالك وتجنبا للمشاكل والأمر التاني كلها شهرين ولا تلاتة وبطن شمس هاتظهر وأنت عارف أهل البلد
ماورهمش حاجة غير الكلام وبنتك حالتها النفسية مش متحملة كلمة من حد ومحتاجة رعاية و دكتور يتابع حالتها تقدر تقولي هاتخرج وتدخل إزاي والبلد كلها أوضة وصالة!
وقبل أن يجيب شقيقه سبقته زوجته
_ كريم عنده حق يا أبو شمس أنا كنت لسه الصبح في السوق والنسوان كل ما تشوفني يغمزوا لبعض ويتكلموا وأنا لو رديت عليهم مش هخلص غير وإحنا في القسم والواحد مش ناقص مشاكل ولا حړقة ډم.
جلس محمد علي أقرب كرسي بقلة حيلة ويأس قائلا
_ وأنا أجيب فلوس لسكن تاني منين كل مرتبي يا دوب نصه أقساط والنص التاني أكل وشرب ومصاريف البيت.
ربت شقيقه عليه بمؤازرة وقال
_ ماتشلش هم وأنا موجود.
ارتفعت زاوية فم الآخر بتهكم وقال
_ عايزني أروح أقعد مع أخواتك اللي باعوا واشتروا في ضنايا كأني مت.
أخرج من جيب بنطاله سلسلة مفاتيح خاصته وقام بأخذ مفتاح منها قائلا
_ عندي شقة كنت شاريها السنة اللي فاتت في إسكندرية بأجرها كل موسم صيف.
تفهم شقيقه مقصده فسأله
_ و شغلي اللي هنا
أجاب الآخر
_ خليك أنت هنا أيام
الشغل وفي يومين الإجازة أطلع علي إسكندرية أقعد معاهم.
تدخلت زينب قائلة
_ وأنا موافقة.
رمقها زوجها بضيق فأردفت
_ كلام أخوك كله صح ولو عندك حل تاني شور علينا وإسكندرية غير هنا علي الأقل ما أصتبحش بوش العالم اللي هنا وأسمع تلسين من اللي يسوي واللي ما يسواش.
قال كريم
_ ولما تجهزوا حالكم عرفوني وما تقلقوش الشقة مفروشة من كل حاجة وفيه سوق قريب وأنا هابقي معاكم بس ياريت يكون الكلام ده قبل ما الأسبوع ده يخلص عشان كلموني من الشغل ولازم أسافر.
نهض محمد وتوجه إلي المرحاض أشار بيده بعدم اكتراث وقال
_ أعملوا اللي تعملوه.
زفرت الأخرى بامتعاض وقالت
_ شوفت يا كريم أهو كده من ساعة لما قام بالسلامة وأنا مش عارفه هو عايز إيه بالظبط.
أجاب عليها
_ ما تقلقيش أخويا وأنا عارفه أعذريه الصدمة مشوشه علي تفكيره ومع الوقت هايرجع أحسن أنتي بس خليكي جمب بنتك هي محتاجة لك أنتي أكتر واحدة وربنا يطمنا عليها ويقومها بالسلامة.
_ آمين يارب وينصرها علي الظالم ابن هدي وېحرق قلبهم زي ما قهروا بنتي وحرقوا دمنا كلنا.
وقبل أن يعدوا للرحيل ذهب محمد إلي مكتب المحامي لمتابعة الإجراءات لكنه تفاجئ بالباب مغلق قام بالاتصال عليه فتلقي رسالة مسجلة بأن الهاتف مغلق أيضا تعجب لأن هذا الوقت هو موعد عمله في المكتب أخذ يضغط علي زر الجرس ويتبعه بطرق الباب عدة مرات حتي ظهر له من خلفه رجل ذو مظهر بسيط يقول له
_ الأستاذ رأفت مش موجود.
عقد الأخر حاجبيه و سأله والقلق يساوره بداخله
أومال هو هيجي إمتي
أجاب الرجل
_ هو ساب المكتب لصاحب البيت وسافر بلاد برة.
أزدرد ريقه وهو يشعر بجفاف حلقه من ما يسمعه للتو
_إزاي
أجاب الرجل
_والله يا أستاذ كل اللي أعرفه قولتهولك.
و يشاء القدر وتأتيه مكالمة هاتفية من رقم غريب أجاب علي الفور
_ ألو مين معايا
أجاب المتصل
_مش مهم تعرف أنا أبقي مين بس حبيت أقولك أبقي فكر مليون مرة قبل ما تقف قدام حماد السفوري أنت و بنتك و المحامي اللي أنت وكلته باعك و الأدلة كلها خلاص بح.
صاح محمد پغضب
_ أنت مين
لكن لم يتلق أي إجابة سوي إغلاق الخط في وجهه فأطلق الآخر السباب والشتائم.
عاد خالي
الوفاض يشعر وكأن الدنيا تهبط عليه بسوطها دون رحمة ذهب إلي الطبيب الذي دون له التقرير فأنكر معرفته به وبابنته وكاد يجن جنون الآخر تأكد أن يد حماد الفاسدة قد وصلت إلي الطبيب أيضا ما هذا يا الله أراد أن يجلب حق ابنته بالقانون وها هو الذي ردد القسم بنصرة المظلوم و تحقيق العدل قد خالف وعده ونصف الظالم
مقابل المال فما أبشع أن ترتكب مثل هذا الذنب بل في حد ذاتها كبيرة