رواية اميرتي الحلقة الخامسة
غادرت هاله القصر بصحبة صديقتها عاليا و هي تكاد تطير من شدة سعادتها لقبولها لهذه الوظيفة وهذا الراتب المرتفع و اتجهتا الى بيت الطالبات حتى تجمع هاله أغراضها البسيطة وكتبها الدراسية و قبل أن تغادر نظرت الى عاليا قائلة:
هاله:أشوف وشك بخير يا عاليا
عاليا و الدموع تملأ عينيها:خلي بالك من نفسك يا لولو وأنا هبقى أكلمك على تليفون القصر علطول
عاليا باحساس صادق:ربنا يوفقك و يكرمك
هاله:السلام عليكم
عاليا وهي ټحتضنها مودعة:و عليكم السلام
غادرت هاله بيت الطالبات و اتجهت الى القصر لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها و كانت تشعر پخوف و قلق و لكنها دعت الله أن يحميها و ييسر أمورها , وصلت هاله الى بوابة القصر و هي تحمل حقيبتها الصغيرة و قرعت الجرس و فتح الباب لتجد أمرأة متوسطة القامة و شعرها به خصلات بيضاء :
السيدة:اهلا بيكي يا هاله اتفضلي , انا مدام سامية مديرة البيت
هاله:اهلا بحضرتك
سامية:اتفضلي عشان أوصلك أوضتك
تبعت هااله السيدة سامية وهي تصعد السلالم الدائرية و التي تمتلأ جدرانها بالصور الشخصية لعائلة باسل العايدي و قد لفت نظر هاله صورة لسيدة باهرة الجمال بشعرها الأشقر و بياض بشرتها الشديد وعيونها الزرقاء و وظلت هاله تنظر لتلك الصورة و كأنها لا تستطيع ابعاد عينيها فأفاقها صوت سامية من شرودها:
سامية:وقفت ليه يا هاله
نظرت سامية الى الصورة ثم قالت:
سامية:عجبتك الصورة ؟
سامية وهي تبتسم لهاله:ده صورة رسمها سالم بيه والد باسل لكاريمان هانم
هاله:ده ملكة جمال!!!
سامية:فعلا هي كانت ملكة جمال مصر في السبعينات
هاله:هي ازاي بقت عميا؟
سامية:مفيش داعي تسألي عن أي حاجة تخص العيلة عشان تحافظي على شغلك هنا
هاله بخجل:انا آسفة
سامية:يلا عشان أوريكي أوضتك
دخلت سامية غرفة تقع في نهاية الممر الطويل و تبعتها هاله التي أحست أنها في حلم و ليس حقيقة
سامية:انا هسيبك ترتاحي , والساعة 5 تنزلي عشان تتعرفي على كاريمان هانم
أومأت هاله برأسها و تابعت سامية بعينيها و هي تغلق الباب خلفها , نظرت هاله الى غرفتها الأنيقة و الكبير المحاط بالستائر البيضاء و طاولة الزينة بمرآتها الكبيرة و اتجهت هاله الى دولاب الملابس و فتحته و قامت بتعليق ملابسها البسيطة ثم توجهت الى باب مغلق داخل الغرفة وفتحته لتجد حمام خاص بها به حوض استحمام مستدير لونه أبيض و حوله العديد من الرفوف الممتلئة بكل أنواع الشامبوهات و الكريمات و العطور الغالية الثمن و كان هناك دولابا أبيض به العديد من المناشف البيضاء متعددة الأحجام , ابتسمت هاله و دخلت لتسترخي في هذا الماء الدافئ و أغمضت عينيها و استمتعت بهذه الفخامة التي لم تجربها من قبل , ففي قريتها كانت تستحم في حمام بسيط و في بيت الطالبات كانت تستحم في دقائق معدودة حتى تدخل زميلاتها , خرجت هاله و جلست على الكرسي أمام المرآة لتجفف شعرها بمجفف الشعر و بعد ذلك وقفت أمام الدولاب لتختار قميصها الوردي اللون و بنطالها الجينز وحذائها الوردي و جمعت شعرها الأسود الطويل في ضفيرة واحدة للخلف وانتظرت الى ان دقت الساعة الخامسة ثم خرجت لتبحث عن السيدة سامية لتقدمها الى السيدة كاريمان والدة باسل و التي ستكون مرافقتها منذ الليلة ……
يتبع