الجمعة 22 نوفمبر 2024

قصة احسان

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

قصة احسان
كنت عائدا من مكان عملي بالمدينة وكانت الساعة تشير الي العاشرة مساءا كنت اقود سيارة في الطريق الذي يمر خلف منطقة الشجرة ويمر امام المصنع كان الظلام دامسا والطريق خاليا من المارة لان ذلك الطريق لم يكن طريقا رئيسيا وكان في بدايته شبه مهجور.
عندما اقتربت من المصنع رأيت فتاة تقف علي الرصيف وحيدة وبدأت تشير لي بيدها لأقف
فقررت ان اواصل سيري ولا القي لها بالا.
وبالفعل مررت بالقرب منها دون ان أتوقف
ولكنني سمعت صوتا في داخلي يقول لي ماهذا يارجل أين شهامتك ومرؤتك ياابن الريف هذة ليست من صفاتك ان تترك فتاة لوحدها في هذا الطريق المهجور

وبدأ صوت ضميري ېصرخ قائلا قفقف ايها الأحمق توقف أيها الجبان توقف أيها الغبي فلم استطيع تجاهل الامر أكثر فاستجبت لنداء ضميري فاوقفت السيارة فألقيت نظرة من مراءة السيارة فكانت الفتاة لاتزال وافقة في مكانها.
فوضعت رأسي علي مقود السيارة مطرقا في التفكير واتسائل في نفسي قائلا ما الذي أفعله. ماذا توقفت لا لا ربما سيجلب لي هذا الامر متاعبا انا غني عنها
يجب ان اواصل سيري بدأت اتذكر تلك القصص والحكايات التي يحكيها زملائي في العمل وكثير من التساؤلات واخيرا انتصرت شهامتي علي خۏفي وتردديفحزمت امري وعدت بالسيارة لتلك الفتاة.
اوقفت السيارة بالقرب منها ثم نظرت لها قائلا انتي محتاجة مساعدة.
ردت الفتاة بصوت حزين نعنعم
فقلت لها طيب إركبي
فتحت لها باب السيارة الأمامي فترددت الفتاة في بادئ الأمر ثم ركبت علي المقعد المجاور لي ولكنها كانت تبدو قلقة ومتوترة ولم تنظر لي.
فتفحصتها نظراتي احس بان هذا الفتاة لا يمكن ان تكون فتاة ليل فهي تبدو خائڤة جدافبدأت اتفحصها جيداوكانت تضغط علي اصابعها بشدة بسبب التوتر فشعرت انا نظراتي لها قد إزدادت من توترها فادرت محرك السيارة دون ان اتحدث معها انطلقت بالسيارة في الطريق الذي كنت اسير به كل يوم تفاديا لحركة الازدحام
سلكت طريق ولم تنطق الفتاة بحرف بل كانت شاردة.
عندها إلتفت اليها قائلا انتي لست من هنا واين ذاهبة
نظرت الي الفتاة بعينان مكسورتان وردت بصوت حزين انا ذاهب معك
فتفاجأت بما قالت ولكنني تريثت قليلا ثم قلت ذاهبة معي إلى اين
ردت الفتاة لا أعرف المهم المكان لي انت تريده
شعرت بإنها ربما تعاني من خطبا ما لانها كانت تبدو وكأنها مريضة فقلت لها هل أنتي مريضة
نظرت إلي وكانت دموعها على وشك النزول قالت لا لكن أنا جائعة أتمنى لو تأتي بحاجة أكلها وبعد ذالك نواصل طريقنا وانا سوف أفعل لك اي شيء تريده
شعرت ألم يعتصر بقلبي يالها من فتاة مسكينة فعلمت بأنها ربما تكون في بداية الطريق لتصبح فتاة الليل فشعرت بدمعة ساخنة تنزل علي خدي ثم نظرت لها قائلا حسنا ممكن
اسألك سؤال
ردت دون ان تنظر لي تفضل
فقلت هل أنتي طالبة 
قالت بحزن نعم
قلت اين تسكن واين تدرسين
قالت الفتاة أنت لا يهمك التفاصيل قل لي ماذا تريد وأنا أفعله وانتهى الكلام
فقلت لها حسنا هل أنتي تعرف ماذا أريد أنا 
صدمني ماقالته واحسست بالذنب والحزن لحالها فقلت حسنا انا أكيد د سوف اتي لكي بالأكل لكن أوعدني لكي تحكي لي اي حاجة
قالت بإستسلام حسنا أوعدك
وصلت إلى اخر محطة في المنطقة اوقفت السيارة بالقرب من كافتيريا كانت لصديق اخي ثم طلبت منها ان تنزل معي فترجلنا من السيارة وذهبت لصديق اخي وطلبت منه ان يوفر لنا مكان هادئ فأستغرب من الامر ولكني قطعت شكه اخبرته بما حدث واخبرته انني فقط اريد مساعدة هذه الفتاة
أخذنا الرجل الي غرفة صغيرة خلف الكافتيريا كانت مخزنا لتخزين المواد وطلبت منه ان يجلب لنا الطعام وعدت إلى الفتاة التي كانت تجلس في داخل الغرفة في خوف وترقب وأول مادخلت عليها نظرت لي بعيون باكيا وقالت 
أنت وعدتني انك تحظر لي الأكل احظره وانا لك افعل ما تريد وبدأت الفتاة تبكي وتترجاني وانا كنت مستغربا من امرها
فاقتربت منها بهدؤ قائلا لا تخافي الأكل أتى واطمئن ولن أفعل لك اي شيء حاجة
فاجلستها علي الكرسي وكانت خائڤة وبعد لحظات عاد الرجل ومعه مالذ وطاب من الاكل و العصير فوضعها علي المنضدة وخرج.
فطلبت منها ان تأكل وجلست اراقبها
بدأت الفتاة تأكل بشراهة وكأنها لم تذق الطعام منذ اسابيع
وكنت اراقبها في حزن عميق فكانت فتاة في غاية الجمال وعيناها واسعتان ووجها البريء فكانت الفتاة تأكل وتنظر لي من حين لاخر.
وكنت اتسائل في نفسي يا ترى ماقصتها ومالذي اجبرها علي ذلك وكيف لفتاة جميلة مثلها ان تبيع نفسها من اجل لقمة العيش اين اسرتها والعديد من الاسئلة مرت بخيالي دون العثور علي اجابة تريح اعصابي.
ثم بدأت أفكر ولأول مرة ماذا افعل أين سآخذها كيف واين ستقضي ليلتها هذه فخطرت ببالي فكرة لدي منزل عمي بالمنطقة وهو خالي تماما لأن عمي وأسرته قد سافروا البلد ومفتاح المنزل معي.
عندها قررت ان إخذها الي هناك. ولكن كييف ساترك فتاة لوحدها فلا يمكنني البقاء معها في منزل لوحدنا
ثم ايضا انا لا استطيع اخذها معي الي منزل شقيقي فانا اعلمه جيداسيحاصرني بالكثير من الاسئلة التي لا استطيع الاجابة عليها.
لا بأس سآخذها لمنزل عمي علي اي حال ثم سأري ماسيحدث لاحقا.
وبعد ان فرغت الفتاة من تناول الطعام وشربت العصير نظرت لها قائلا هلشبعتي
قالت نعم الحمد لله شكرا ليك
قلت لها نذهب الان 
ردت دون ان تنظر لي نعم
خرجنا من الكافتيريا وركبنا السيارة ثم انطلقنا وصلت الي المنطقة وطلبت منها ان لا تنزل من السيارة حتي لا يراها احد الجيران
فقالت لي بصوت عفوي هل البيت فارغ يعني انا لا اريد أي أحد يعرف
فأجبتها قائلا لا تخافي البيت فارغ
ترجلت من السيارة وفتحت باب المنزل وادخلت السيارة الي الداخل وطلبت منها ان تنزل فنزلت وسارت خلفي في خطوات متوجسة ربما في داخلها الف سؤال وسؤال
هي داخلة وهي تعلم بأنها لن تخرج من هذا المكان كما دخلته وهي تعلم بأنها ستتنازل عن اغلي ماتملك فقط من اجل بعض الاوراق النقدية وهي تعلم ربما ستتدمر حياتها بأكملها بسبب لحظات قليلة وهي تعلم بأنها ربما تتضاءل فرصها في الزواج وربما تتلاشي تماما بعد هذة الليلة
نعم ربما تفكر في كل هذا وهي تخطو خلفي نحو باب غرفة مغلقة لايوجد بها أحدا وهي تفكر في كل هذا وهي تتمني ان تعيش هذة اللحظة فقط يتغير شيئا واحدا
هو ان يكون ذلك الغريب الذي تسير خلفه هو سترها زوجها امانها وحفظها لتتغير كل تلك الأشياء لينظر لها الله نظرة رضاء رحمة لتتنازل عن اسم الانسة لتصبح زوجة
ولكنها هل سينفعها التفكير في هذة اللحظة هل تستطيع انقاذ نفسها هل سمعت صوتا داخلها ينادي بالفضيلة والتعفف
هل تعثرت خطواتها وتوقفتهل لاااا اظن ذلك
ولكن انا من كنت افكر في كل هذا نيابة عنها انا من سآخذ القرار نيابة عنها انا من سيحفظها ويحميها انا 
فتحت باب الغرفة ودخلت وطلبت منها الدخول فترددت هل تخطو برجلها اليمني ام اليسرى فنظرت الي نظرة ضعف. نظرة إستجداء وكأنها تقول لي لا تفعل هذا بي لا تقتلني لا تكون انت والظروف ضدي 
كانت لازالت الفتاة واقفة عند الباب شاردة الذهن تودع روحها الطيبة وانا انظر لها وكنت أرى كل كلماتها في تفاصيل وجهها البريء وكنت اسمع همسها وكان قلبي يتقطع من الألم
فنظرت الي بعيون دامعة.
فقلت هل رأيتي الشړ في وجهي.
فأخرجته من جيبي وكان المتصل شقيقي يإلهي لقد نسيت تأخر الوقت ولم اتصل به ماذا اقول له الآن بما سأخبره
هل اترك الفتاة هنا لوحدها واعود الي المنزل
قال كنت انتظرك لماذا لا تخبرني ولم تتصل بي
كنت أريد أن أتصل بك لكن مع ان تحدث مع صديقي نسيت
قال هل سوف تبيت عنده
قلت نعم
قال في الصباح نتقابل
قلت نعم أغلقت الهاتف ووضعته علي المنضدة فشعرت براحة كبيرة اخيرا تخلصت من مخاۏفي اتجاه شقيق إنما الان قلقي علي هذة الفتاة المجهولة فانا لا اعلم ماقصتها ولا اعلم الي اين ستذهب
جلست قليلا افكر في ما حدث ثم غالبني النعاس فنمت
فتحت عيناي ببطء فنظرت إلى الساعة فكانت تشير الي السادسة صباحا فأنتفضت مڤزوعا فنظرت إلى الفراش لاتفاجأ بالفتاة قد إختفت
فبدأت اشعر بالقلق ونهضت متكاسلا وانا اتسائل الي اين ذهبت ياالهي هل غادرت المنزل فجلت ببصري في الغرفة فوجدت حقيبتها علي الفراش فحمدت الله فعلمت بأنها لازال بالمنزل ربما تكون قد ذهبت الي الحمام.
فخرجت من الغرفة فسمت صوتا في الغرفة الاخري فذهبت لأرى فأدهشني حقا مارأيت وما سمعت.
وجدتها تجلس على المصلاة وبيدها مصحف صغير فكانت ترتل القرأن بصوت تخشع له القلوب وتعشقه الاذان وتطمئن له الروح فدخلت الغرفة وجلست على أحد الكراسي دون ان تشعر بي لاستمع لها
وجدتها تجلس على المصلاة وبيدها مصحف صغير فكانت ترتل القرأن بصوت تخشع له القلوب وتعشقه الأذان وتطمئن له الروح فدخلت الغرفة وجلست على أحد الكراسي دون ان تشعر بي لاستمع لها
وبعد نصف ساعة ختمت قولها ب صدق الله العظيم ثم قبلت المصحف ونهضت لتتفاجأ بي جالسا على احد المقاعد خلفها فكادت ان تصرخ ثم ابتسمت ابتسامة تشرح القلب وخاطبتني قائلة صباح الخير كيف أصبحت
قلت صباح النور قلت لها بخيير الحمد لله.. وانتي
ردت بإبتسامة شكر وإمتنان في احسن حال على الاطلاق احمد الله واشكره كتير واشكرك انت أيضا على ما فعلته معي
قلت لها الشكر لله وحده
قاطعتني قائلة انت صليت
قلت لها لا ليس بعد أول ما استيقظت كنت أبحث عنك وعندما وجدتك هنا أحببت أن أسمع لك اصلي ماصحيت
قالت انا اسفة لانك فوت الصبح بسببي وتركتك تسهر والنوم على الكرسي
فخرجت لكي اصلي بينما دخلت الفتاة إلى المطبخ وبعد انتهيت من الصلاة عدت الي الغرفة فوجدت الفتاة جالسة على المقعد وقد قامت بإعداد الشاي فجلسنا لتناول الشاي
فسألت قائلا ماهو اسمك
ردت قائلة انا اسمي إحسان
قلت ياإحسان من أين أهلك هل من هنا أو من الريف 
صمت لبرهة ثم ردت بصوت حزين انا يتيمة أمي ټوفيت وانا عندي خمسة عشر سنة ووالدي ټوفي قبل ستة شهور من الأن
فشعرت بالحزن لامرها ثم قلت ربنا يرحمهم ويجعل مثواهم الجنة اين تسكن حاليا
إحسان بصوت مكسور انا كنت اسكن مع زميلاتي في الكلية في شقة خاصة لكن لأسباب تركت الشقة وقبلها كنت أسكن مع زوجة أبي هي طردتني من البيت يعني حاليا ليس عندي مكان اذهب إليه انا لي يومين كنت أنام في زاوية للصلاة في الشجرة
تأثرت بقصتها جدا ثم قلت حسنا يا إحسان انا أريد اسمع قصتك

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات