السبت 23 نوفمبر 2024

رواية جديدة كاملة بقلمي ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 16 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

هي مش موافقة يا أمي.. هفرض نفسي عليها ولا اصغر نفسي..
ضحكت أمينه بتعب هاتفه 
ما هي بتحبك واعترفت ليا لما كانت بتوشوشنى.. بس حبت تغيظك زى ما غيظتها بكلامك الدبش..
وبعدين السر اللي ما بينك وما بين الحاج محمد جه الأوان عشان الكل يعرفوا بالاخص ورده..
اندهش الجميع من حديثهم.. وارتبكت نظرات زياد التي تتنقل بينهم هاتفا بحذر 
يا أمي الله يكرمك هتخليهم كلهم يسألوا في أيه وأنا مش هعرف اجاوب إلا لما أشوف حل للمصېبه إللي أنا فيها.. وكمان جدي هيعمل معايا أيه..
ضيق ما بين عينيه بتوعد ورفع له يعقوب حاجبه قائلا بتهكم 
لا بقى احنا كلنا نروح عند الحاج محمد السيوفي نشوف ايه السر اللي مدفون بينه وبين زياد اللي كبر وبقى بيخبي علينا أسراره.. ولازم يبقى في رد اعتبار لينا كلنا على عاملتك دى ياعم زياد عشان احنا من أمتى حد فينا بيخبى عالتانى حاجه..
استدار يلف حول نفسه يخبط كفيه ببعضهم ليسترسل بسخريه 
ونشوف آخره الأيام إللي مش راضيه تمشى دي.. عشان مش زياد بس اللي هيتجوز على نفسه.. أنا كمان هتجوز على نفسي.. وأنتم مش ملاحظين خالص إن أنا وصبا تايهين وسطيكم.. مش عارفين ناخد حقنا لا في الحب ولا في الارتباط.. 
الأول مشاكل راكان والثاني استاذ يونس ومغامراته ودلوقتي أسرار زياد.
امسكه راكان من ملابسه قائلا بدهشه 
وأنت من أمتى متهور وبتتكلم بالطريقه دي طول عمرك عاقل وراسي إيه إللي جرالك..
ارتفع صوته وأردف بطريقه ولهجه اهلكتهم من الضحك وأمسك ملابسه يجذبها من يده قائلا بمزاح 
أنا هطلع من الهدوم يا ناس وشرف السيوفية والشاذليه أقف هنا وألم عليكم الناس وأقول عاوز اتجوز وانتم راقضين.. اتصرفوا أنا لو ما اتجوزتش في خلال شهر هخطفها وامشي.
واستدار يفك حصار يدى راكان من على ملابسه هاتفا 
وسيبني بدل ما انت مسكني زي الحرامي كده... ده انا برضوا اخوك.. يعنى مش صعبان عليك خالص..
تحدث بآخر جمله وهو يمط شفتيه كالأطفال مما زاد ضحك الجميع..
تركه راكان وهسترية ضحك مسيطره عليه قائلا بثبات زائف بعدما حاول ان يسترد أنفاسه من شدة الضحكات 
اركب يا حبيبي ونروح بقى عند السيوفى الكبير نشوف إيه الحوارات والأسرار والخطڤ والدنيا السودا دي.. وعلى رأي عمتي فهيمه هى ايام مكحله..
صدح صوت أمينه قائله بضعف 
يلا بقى اركبوا أنا تعبت اتكلموا واحنا ماشيين في الطريق يلا كلكم في عربيه واحده... واتصلوا بالحرس يجى ياخد باقى العربيات للفيلا..
أوماؤوا لها بالموافقه وركبوا جميعهم في الخلف وهي في الأمام بجوار زياد..
ظل الجميع صامت كل منهم يعبث في هاتفه يتراسل مع معشوقته أما زياد الذي غرق في بئر الأسرار الذي بينه وبين الحاج محمد جد ورده ترى كيف سيكون الوضع عندما تعلم الحقيقه..
توقفت ذاكرته عند اليوم الذي راسله الحاج محمد وطلب منه أن يزوره.
فلاش باك
فى غرفة المشفى بعد محادثة الحجه فردوس على إصرار ورده على الطلاق.. وتجريحها فى زياد وكرامته.. التى بدورها اهانت كبريائه كرجل.. والتى على منوالها سيأتي زياد لفض تلك الزيجه.. ولكنه منتظر حتى يتم شفاؤك..
أخذ الهاتف وقام بالاتصال ب زياد محدثه أن يأتى له على وجه السرعه..
امتثل زياد لرغبة الحج محمد فهو مازال يكن له كامل المحبه والاحترام مهما كانت الظروف التى تمر بها علاقته مع ورده يظل هذا الراجل له مكانه خاصه بقلبه..
ذهب زياد بتردد غير متأهب لمواجهة الحج محمد.. غير مستعد لخوض معركة الطلاق.. ولكن بالاخير ما باليد حيله.. وقع المحظور وعليه تكملة الطريق تحت أى وضع..
كان يجلس أمامه والتوتر آخذ منتهاه معه لا يدل مظهره على حنكة محامى يصول و يجول فى قاعات المحاكم ..
أجلى صوته وهتف باحترام 
أؤمرني يا جدي أنا تحت أمرك
ربت الجد عليه بحنان قائلا 
ما يأمرش عليك ظالم يا حبيبي..
أنت عارف يا زياد أن أنا بحبك زي احفادي ويعلم ربنا إنكم كلكم عندي زي راكان..
ولو في أيدي اختار لحفيدتي راجل مش هختار غيرك يا زياد..
بس صدقني يا ابني الأمر مش في أيدي.. ومش عارف إيه الحل.. أنا واثق ومتأكد إنها بتحبك يمكن أكثر ما أنت كمان بتحبها حتى.. ولو حتى بتقول غير كده.. أنت عارف الظروف اللي هي مرت بيها وخاېفه يجي اليوم اللي ټندم فيه وتسيبها.. ويكون فات الأوان ..
عشان كده أنا بقول لك اصبر عليها شويه هي السکينه سرقاها ومش عارفه هي بتعمل ايه.
حاول يهدء من وتيرة تنفسه وتعالى دقات قلبه وهتف بصدق 
صدقني يا جدي أنا كمان نفسي ما ابعدش عنها.. بس لو صبرت زي ما حضرتك بتقول حالتها هتتنكس ومش هنقدر نعمل ليها حاجه بعد كده.. أنا للأسف مضطر أنفذ لها اللي هي عيزاه.. أنا مش قادر اتخيل حياتي من غيرها.. أنا عشت عمري كله شقيان وتعبان ووحيد أنا وأمي.. مكنتش ناوي اتجوز عشان قلبي مدقش لبنت قبلها.. بس من ساعه ما شفتها وأنا حبيتها ومش عارف اعمل إيه.. وهي كمان غلبانه ووحيده زيي وخاېف اسيبها للدنيا تظلمها أكتر.. وخاېف أفضل جنبها بحالتها دى نخسر بعض للأبد..
صمت لبرهه يتنهد بضيق ووضع وجهه بين كفيه يزفر أنفاسه المشتعله بجنباته قائلا بإصرار  
لازم يبقى في حل اضمن انها تفضل معايا وفي نفس الوقت انفذ لها اللي هي عاوزاه..
بعد مرور عدة دقائق من التفكير بين ثلاثتهم للخروج بحل لهذه المشكله صدح صوت الحاجه فردوس قائله بتهكم 
بذمتك أنت محامي.. أنا أعرف أن المحامي بيلعب بالبيضه والحجر.. أنت إيه بقى الحال اللى انت فيه ده.. بدل ما تفكر في حل يحافظ على حبكم واقف مشلۏل وايدك متكتفه.. أنا بقى ستك العجوزه إللي هتقول لك تعمل إيه..
ابتسم لها قائلا بذهول 
معقوله عندك حل يا جدتي.. ألحقينى بيه أبوس على إيدك..
ابتسمت وهي تنظر الى الحاج محمد هاتفه 
جدك يديني الأمان وأنا اتكلم.
نظرا لها الحاج محمد نظرات استفهام قائلا 
وانتي من أمتى يا حجه مش معاكي الأمان طول عمرك كلمتك سيف على الكل اتكلمي..
انحنت تقبل كف يده بسعاده وامتنان لهذا الرجل الذى خطى الشيب شعره ومازلت مكانتها بقلبه لم يغيرها تقلبات الزمن..
أردفت تسرد خطتها هاتفه 
احنا نريح ورده ونحميها من شړ نفسها والشيطان اللي راكبها.. والمأذون اللي يطلقهم يكون يعني مأذون كده وكده.. هيقول أنه طلقهم ويعمل مراسم الطلاق قدام الناس عشان نسبك على ورده الدور صح.. لكن في الحقيقه هي لسه مراته وخطيبته وهيفضلوا مع بعض مفيش حل ثاني غير كده .
ضيق الحاج محمد بين حاجبيه بدهشه مما تفوهت به زوجته قائلا بسخرية 
لا أنتي أكيد بتهزري ياحجه صح.. إزاى عايزانى اوافق على حاجه زي دي.. ايه يا حجه انت هتخليني أقول عليكى كبرتي وخرفتي ولا أيه عاد.. إياك أنتى نسيتى أنا مين..
رتبت على كتفه وأجلت صوتها بنبره هادئه واستدعت حكمتها قائله بتروى 
ما عاش ولا كان إللي يقل منك يا تاج راسى.. 
بس زياد يستاهل تعمل ده عشانه.. ولا ورده الغلبانه مش هميل بختها زي ما بخت أمها مال.. ومفيش حل غير ده وهي تبقى مسؤوله منه وتحت عينه فى حلال ربنا.. محدش هيخاف عليها أكتر منه..
ابتسم زياد واقترب من الجده فردوس يقبل يدها ورأسها بحفاوه قائلا بغبطه 
ينصر دينك ياجدتى.. برافو عليك يا تيته.. فكره جهنميه كانت غيبه عنى فين دى.. فعلا لازم كلمتك تبقى سيف على الناس كلها..
اقترب من الحاج محمد قائلا 
وحياه جدتي وغلاوة الحجه فردوس يا جدي عشان خاطري توافق..
تطلع الحاج محمد للحجه فردوس قائلا بقلة حيله 
أمري إلى الله خلاص وافقت شوف أنت المأذون تجيبه منين انا معرفش حد هنا فى القاهره.. ومش هينفع اقول ل جلال ولا قاسم عشان الموضوع مش عايزه يخرج برانا..
رد عليه زياد قائلا 
المأذون إللى تبع المكتب أنا هتصرف وأجيبه وهتفق معاه.. ربنا يخليكم ليا يا جدي.. وانصرف ومعالم البهجه والسرور تزين وجهه وتملئ قلبه..
عوده الى الحاضر 
فاق على صوت والدته أمينه 
ايه يا زياد وصلنا يابنى يلا انزل..
للعلم زياد مكنش قايل لوالدته أمينه فى الأول .. بس بعد زيارة قاسم وشغف ليهم فى البيت عشان يواسوه فى محنته بعد الطلاق ومحاولتها فى إنها تخرجه من أزمته.. خاف على صحتها لحسن تتعب فقالها وطمنها عشان بالها يرتاح من ناحيته..
كان في انتظارهم أمام الفيلا كريمه وأبرار التي حدثتها واخبرتها بزياره أمينه وبجوارهم فهيمه لكي يستقبلونها..
هرولوا عليها واخذوها من يد الشباب هاتفين بسعاده 
حمد لله على سلامتك يا أمينه نورتي الدنيا كلها ياحبيتى...
ردت عليهم بصوت متعب 
تسلمولى ياجماعه على محبتكم الغاليه اللى ديما شيفاها فى عيونكم ووقفتكم معنا.
ردوا عليها بصوت واحد 
متقوليش كده إحنا أخواتك والبنات زى بناتك بالظبط..
تهادوا يمشوا بجوارها مراعيين ظروفها الصحيه ودلف الجميع الى الفيلا وجدوا الحاج محمد وجلال وأحمد الشاذلي ينتظرونهم.. تقدم الشباب وألقوا عليهم التحيه وجلسوا جميعهم.
هتف الحاج محمد قائلا بحبور 
ألف سلامه عليكى يا ست أمينه زيارتك غاليه عندنا.. سامحينى كنا باذن الله ناويين نيجي لك النهارده نطمن على صحتك.. بس أنتي ديما سباقه بالخير..
ردت عليه بهدوء كعادتها قائله 
تنور في أي وقت يا حاج محمد عندنا وعندكم واحد..
صمتت لبرهه تزفر أنفاسها بتقطع نظرا لمرضها تحاول أن تجلى صوتها لتسترسل مكمله 
طبعا حضرتك عارف احنا جايين ليه النهارده..
هز رأسه بإيماء على معرفته قائلا 
عارف يا ست أمينه
ثم حول نظره الى زياد قائلا بتاكيد 
والكل دلوقتي عرف السر اللي كان بيني وبين زياد أصفر وجهه وشحبت ملامحه من هول المفاجاه..
استقام يونس قائلا بتهور 
احنا كمان عاوزين نعرف السر..
هو للدرجه دى مبقاش فى ثقه بينا..
حدق به الحج محمد قائلا باستهجان 
مبلاش أنت يايونس تتكلم عن الأسرار.. أركن أنت على جنب عشان حسابك معايا لسه مجاش.. خلينى مع واحد واحد.. وهفوقلك وأنا اللى هظبطك..
صعق يونس مما سمعه وحك وراء أذنه بمرح يلوى شفتيه يمين ويسار ويعلو ثغره إبتسامه بلهاء وأردف بمرح 
حبيبى ياجدى العفو والسماح ياكبير .. مكنش قصدى وحياتك ياجدى. كل اللى تؤمر بيه على رقبتى كله الا زعلك.. كان انقطع لسانى ساعة ما نطقت..
انهى كلامه ووضع يده على فمه دليلا على صمته..
ليعلو ثغر الواقفه ابتسامه تهكميه دليل منها على أن القادم له الأسواء بين كوابيسه فهى مدللة جدها لن يمرء الأمر مرور الكرام.. لترقص له حاجبيها
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 61 صفحات