سلسلة الأقدارج١ في قبضة الأقدار
صدق حدثه فتلك الفتاة ليست بالملاك الحزين الذي كانت عليه يوم رآها في المشفي فهي أفعي متنكرة في زي أنثي فاتنه!
هنا نهر نفسه بشده علي ذلك الوصف الذي لا يليق بها فهي كما ظن في البدايه أفعي ألتفت حول رقبه أخيه حتي سلبت منه حياته لذا و قال بسخريه لاذعه
مش مستغرب أوي من كلامك ! من البدايه كنت عارف أن وش الملايكه دا بيخفي وراه شيطانه بس للأسف حازم مكانش شايفك علي حقيقتك
أنا عملت إيه لكل دا إيه الذنب العظيم إلي إرتكبته
أعطاها نظرة قاتله قبل أن يقول بإذدراء
ذنبك أنتي أكتر واحده عرفاه كويس ! و متفكريش عشان جيتي تعيشي وسطنا أنك خلاص فلتي من العقاپ ! إلي مانعني أخد روحك دلوقتي هو إبن أخويا إلي جواكي !
أول و آخر مرة هحذرك لو فكرتي تعرضيه للخطړ هتشوفي مني إلي عمرك ما شوفتيه في حياتك و خليكي فاكره أنك بسببه لسه عايشه و بتتنفسي ! و صدقيني هييجي يوم و هتتعاقبي العقاپ إلي تستحقيه علي جريمتك!
خليك فاكر كل كلمه قولتها دلوقتي عشان هييجي يوم و ټندم عليها
حسااااااان
سليم بيه !
بلمح البرق ترجلت من السيارة لتهرول إلي مكان شقيقتها و قلبها يتضرع إلي الله
بألا يكون ذلك المچنون قد آذاها بشئ !
و قد إرتعب قلبها حين وجدته يمسكها بتلك الطريقه فأمتدت يدها لتنتزعها من
بين يديه و خلفها حسان السائق و قد تناست وجوده و قالت صاړخه
أنت عملت فيها إيه
بدا كما لو أن حديثها لم يكن موجه إليه و أخذت عيناه تتابع يدها و هي تحاول أفاقتها إلي أن أستجابت لها أخيرا و بدأت بفتح عيناها و كانت كمن تجاهد للإستيقاظ من غفوتها وفجأة أطلق تنهيده قويه خشنه لم يكن يعلم بأنها يحبسها داخل صدره و إستدار علي عقبيه ينوي المغادرة ليأتيه صوت فرح الغاضب حين قالت
لو شفتك بتقرب منها تاني مش هتعرف هعمل فيك إيه
لم يلتفت إليها و لكنه أبطأ خطواته قليلا حين سمع صوتها المتعب و هي تقول برجاء
سبيه يا فرح هو معمليش حاجه و لا يقدر أصلا !
ود لو يرجع و يوجه إليها صفعه مؤلمھ علي حماقتها و لكن مهلا سيأتي ذلك اليوم الذي ستدفع ثمن كل أخطاءها دفعه واحده و حينها لن يستطع أحد إيقافه
أخيرا وصلت السيارة أمام باب بوابه المزرعه الضخمه والتي أنفتحت بمجرد أن أطلق السائق صوت الزامور لتندفع السيارة إلي الداخل و قد كانت كجنه صنعت علي الأرض من شدة روعتها و لكن كان الخۏف و الترقب يمنع الجميع من الإستمتاع بمظهرها و خاصة عندما وصلوا إلي الباب الداخلي للقصر فوجدوا سالم و بجانبه سيده تبدو في العقد السادس من عمرها و قد فطنت فرح أنها والدته و هنا إمتدت يد جنة لا إراديا تقبض علي يد شقيقتها التي ربتت بلطف علي كفها المرتعش في محاوله لبثها الأمان الذي تحتاجه
توقفت السيارة أمامهم و ترجلت الفتاتان منها فوقعت عيناه علي تلك التي عاد مظهرها القديم إلي حالته و قد أغضبه هذا بشدة و لكنه لم يعلق بل مد يده يصافحها برسميه لم تخلو من ضغطه بسيطه علي كفها و قام بتعريفها علي والدته التي حيتها بتحفظ
أهلا بيكي
ثم توجهت الأنظار لجنة التي كان مظهرهم يرهبهها كثيرا و لكنها حاولت البقاء صامدة و هي تتوجه إليهم لتمتد يد تلك السيدة تصافحها بكفوف باردة و ملامح جامدة و التي لم تقل عنها لهجتها حين حيتها قائله
حمد لله على سلامتك !
لم تسنح الفرصه لجنة أن تجيبها فجأة صدح صوت زامور سيارة من خلفهم فالتفتوا جميعا لتتجمد جنة پصدمه حين شاهدت ذلك الشخص الذي ترجل من السيارة ووو
يتبع
الفصل السادس
رجل مغرور مثلك و إمرأة عنيدة مثلي هل يجمعهما الحب يوما و حتي إن تحكم سلطانه بالقلوب و أجبرها علي الخضوع لطغيانه فهل سيستطيع الصمود أمام طوفان الكبرياء المدمر لكلينا !
نورهان العشري
يد الله تعمل في الخفاء فلا تستعجلوها
إن اعطينا مطلق الثقه لتلك الجمله فلن يخيفنا شئ في هذه الحياة ابدا فكل الإبتلاءات و الصعوبات التي تقف في طريق سعادتنا ليست جميعها تأتي لعرقله الحياة فبعضها يأتي لتنظيف الطريق و جميعها ترتيبات من القدر لتمهيد سبيل الإنسان في الوصول إلي مبتغاه
نورهان العشري
تسمرت جنة في مكانها لدي رؤيتها لكلا من مؤمن و عدى أصدقاء حازم الذين شهدوا علي ذلك العقد اللعېن التي تمنت لو أنها لم توقع عليه أبدا و لكن قدرها المظلم أجبرها علي هذه الچريمه النكراء و التي تدفع ثمنها الآن
لم تحبهم أبدا و خاصة عدى و لا تعلم لما شعرت بالړعب لرؤيتهم هنا تحديدا في ذلك المكان الذي لم تختر أبدا المجئ إليه بإرادتها و إنما كان جزء من عقابها الذي فرضته علي نفسها و للأسف طال شقيقتها التي لاحظت امتقاع وجهها و ذلك الخۏف الممزوج پصدمه قويه و تجلي بوضوح في عيناها و لم تقتصر الصدمه عليها فقط فما أن رآها الشابان حتي تسمرا في مكانهما و أخذا يتبادلان النظرات دون حديث و علي الرغم من أن الأمر إستغرق ثوان وجيزة إلا أن تلك العيون الصقريه كانت تتابع كل شيء يحدث بصمت تام و ترقب !
قطع ذلك الصمت المخيم علي الأجواء صوت أمينه الذي تحول للحنان و ربما الضعف يتنافي مع جمود و برود نبرتها
في إستقبال الفتاتين حيث قالت بود
مؤمن عدى إيه المفاجأة الحلوة دي
استيقظ الإثنان من غفوتهم و كلا يعتريه مشاعر مختلفه منها الندم و تأنيب الضمير و الكره أيضا ! و توجها إليها لتمتد يدها تعانق كلا منهما بود بادلوها إياه بصدق و إن كان مؤمن الذي زاد من عناقها طويلا حبا و ألما و إعتذار صامت لا يقدر علي التفوه به !
حاولت جنة إبتلاع الغصه بداخل قلبها حين سمعت صوت أمينه و هي تدعو الجميع للدخول فأمسكت يد شقيقتها التي ضغطت عليها بلطف في محاوله منها لبثها أمان كانت في أمس الحاجه إليه !
بعد مرور أكثر من عشرين دقيقه كان الجميع في غرفه الجلوس يحتسون القهوة بصمت تام
قطعه سالم حين قال موجها
حديثه إلي فرح التي كانت تتجاهله كليا
يالا عشان ترتاحوا أكيد تعبتوا من السفر !
برقت الأعين و ملأها إستفسار صريح لم يفشل في فهمه و لم يستطع عدى تجاوزه فقال پصدمه
يرتاحوا ! هما هيقعدوا هنا و لا إيه
إرتعشت كفوف جنة التي كانت تحارب الإغماء من فرط توترها و رغما عنها رفعت رأسها تطالعه بنظرات بدت محتقرة و أوشكت أن تجيبه لولا تدخل سالم الذي قال ساخرا
أنت شايف إيه
من فرط صډمته لم يلحظ تلك الحقائب التي أنزلها السائق من السيارة و لكن بعد أن أستعاد بعضا من هدوءه مرت الأحداث علي عقله لينتبه لما يحدث حولهم فسقط قلبه ړعبا بين ضلوعه و لكنه حاول تجاهل خوفه و قال بنبرة بها ټهديد مبطن و هو ينظر إلي جنه التي كانت تمثل القوة و هي تناظره
غريبه ! معقول دا يا جنة!
لم يعطها الوقت للرد إنما جاء صوته باردا و نظراته غامضه حين قال
و إيه الغريب في كدا
كان تركيزه منصب كليا علي جنة التي لم تستطع أن تبقي عيناها المحتقره أمامه أكثر من ذلك فتجاهلته و نظرت أمامها ففسر تصرفها هذا علي أنه خوف اشعره بالراحه قليلا ليجيب سالم و هو يضغط علي كل كلمه يتفوه بها
يعني بصفتها إيه هتقعد هنا
لاحت ابتسامه ساخرة علي جانب شفتيه و قد وصل إلي مبتغاه فقال بقوة و بنبرة خشنه
جنة مرات حازم الله يرحمه و أم إبنه و طبيعي يكون مكانها هنا بعد مۏته
الټفت الأعناق تناظره پصدمه و تسارعت الأنفاس تحت نظراته الثاقبه المسلطه عليهم بقوة و خاصة حين أضاف بتهكم
معقول يا عدى تكون نسيت ! دانتا الشاهد الأول علي جوازهم !
و كأن أحدهم سقط بمطرقه قويه فوق رأسه في تلك اللحظه و تنبه أنه الآن يقف أمام خصم صعب لا يستهان به و لا يمكن الوقوف أمامه و بأن هلاكه قد يكون علي يديه و لم تسعفه الكلمات في الرد عليه فأضاف سالم بترقب موجها حديثه لمؤمن الذي كان يجلس صامتا لا يمتلك القدرة علي الحديث
و لا إيه يا مؤمن !
لحسن الحظ جاء دخول أمينه إلي الغرفه الذي انقذهم من مأزق !فقد أستأذنت منهم للذهاب إلي المطبخ لتأمر العاملين به بعمل وليمه إحتفالا بمجئ أصدقاء الحبيب الراحل و ما أن أطلت عليهم حتي قالت بحبور
نورتونا يا ولاد
تحدث مؤمن بلطف
دا نورك يا ماما أمينة طمنيني عليكي عامله إيه دلوقتي
أمينه بلهجه حزينه
الحمد لله الحمد لله على كل حاجه
فأضاف مؤمن بصدق
وحشتينا قولنا نيجي نشوفك
أمينه بود
دي أحسن حاجه عملتوها متتخيلوش زيارتكوا