الثلاثة يحبونها
دى..عشان كدة أنا روحت لجدى صالح فى البلد.. هقعد عنده يومين أهدي فيهم اعصابى وهرجع تانى..لو حابب تحصلنى فأنا مستنياك..ولو وراك شغل فعادى ..إتعودت على كدة..سلام مؤقت.....يامراد.
زفر مراد بإرتياح فإبتعادها فى تلك الفترة هو خير بكل تأكيد..ليترك الورقة على الكومود ويتمدد على سريره بملابسه ..يستسلم لنوم عميق يرغب به الهروب من كل شئ يحدث حوله..فهروبه الآن داخل أحلامه يبدو الحل الأمثل........على الأقل فى الوقت الحالى.
طرق يحيي الباب فلم يجد إجابة..عقد حاجبيه يتساءل..ترى أمازالت رحمة نائمةنظر إلى ساعته ليجدها السابعة صباحا..ليزفر بقوة..يدرك أن
رحمة قد تغيرت بالفعل..فبالماضى كانت تصحو فى السادسة والنصف تماما..مثله..كانا الوحيدان اللذان يستيقظان فى مثل تلك الساعة المبكرة..ليركبان الأحصنة سويا..يتسابقان فى جو من المرح....والحب.
إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بإقترابه منها قائلة
أنا..أنا بخير.
مد يده يداعب وجنة صغيره الذى إبتسم له مرحبا قائلا
إنت كمان وحشتنى.
لينظر إلى عينيها الدخانيتين مستطردا
إبتلعت رحمة ريقها مجددا فى صعوبة..تشعر بكلماته موجهة إليها .. عڈابها بأكمله..تود الغفران ولكن كل الإنذارت الحمراء تقيدها..تجبرها ان لا تستسلم مجددا لعشق عند أول عقبة فى طريقه سيتصدع وينهار..لتشيح بوجهها عنه..تبتعد عن سحر عيناه المسلطتان على عينيها..وقد لاحظت غفوة الصغير على صدرها..لتحمله إلى سريره تمدده عليه وهي تميل على رأسه بحنو يتابعها يحيي..إعتدلت وكادت ان
رحمة..إحنا لازم نتكلم.
إلتفتت تواجهه.. تنظر مباشرة إلى عينيه وقد احتلت عينيها البرودة قائلة
هنتكلم فى إيه
بادلها برودها على الفور ببرود كالصقيع إحتل ملامحه ردا على برودة قسماتها..وهو يقول
فى حاجات كتير..أولهم وصية المرحومة راوية.
أظن مش وقت الكلام ده ولا هنا المكان المناسب كمان..ولا إيه..أنا أختى لسة مېتة من أيام على فكرة..على الأقل سيبنى أحزن
عليها شوية..ومثل إنت شوية إنها كانت مراتك وزعلان عليها.
أحس بالغليان ليحمر وجهه..وتنتفض عروقه..وتشتعل عيناه بشرارات الڠضب ..لتدرك رحمة أنها تعدت كل الحدود..تراجعت لخطوة عندما اقترب منها خطوتين يقول پغضب
نظرت إلى عينيه قائلة بمرارة نطقت بها أحرفها وتلك الدموع التى ترقرقت بعينيها
غيرها ده اللى هو أنا مش كدة
أوجعته دموعها ولكنه أظهر البرود وهو يتأملها بنظرة..نعم أنتى من أقصدها بكلامى..لتستطرد بصوت يقطر ألما
ولما أنت عارف إن أنا وحشة أوى كدة ..يبقى لازمته إيه الكلام..إنسى وصيتها خالص ولا كأنها كانت موجودة من الأساس
مال عليها تلفحها أنفاسه الغاضبة وهو يقول
مش أنا اللى يوعد بحاجة وميوفيش بيها..وصية راوية هنفذها..أكيد مش حبا فيكى..لإن الحب كان غلطة حياتى..الحب كلمة مبقاش ممكن أعترف بيها..مسحتها من قاموسى ومن زمان ..ومش ناوى أعيد غلطاتى من جديد..بس كلمتى ووعدى لازم أحافظ عليهم حتى لو شايف إنك متستاهليش إسمى ..بس راوية شافت إنك هتكونى أم كويسة لإبنى..وبما إنى مش ناوى أرتبط تانى بعد راوية..يبقى عشان خاطر هاشم مستعد أتنازل وأتجوزك.
نظرت إليه رحمة فى برود يخالف تلك المرارة التى تشعر بها وذلك الألم الناتج من چرح قلبها النازف بقوة وهي تقول
ولو رفضت
إعتدل وهو يهز كتفيه قائلا بلا مبالاة يخفى بها خيبة أمل أحس بها فى أعماقه
رغم إنك وعدتى راوية بالموافقة..ورغم انى إتعودت منك على إنك شاطرة أوى فى كسر الوعود..إلا إن دى حريتك الشخصية..عايزة ترفضى وتروحى تتجوزى توفيق..إنتى حرة..بس بمجرد ما تخرجى..مش هيكون ليكى أي علاقة بالبيت ده..أو بأي حد موجود فيه..يعنى تنسى إنك من
عيلة الشناوي أصلا..وتنسى كمان إن ليكى إبن أخت إسمه هاشم.
عقدت رحمة حاجبيها ..تتساءل فى حيرة..عن أي شئ يتحدث..وما دخل توفيقما الذى جاء بإسمه فى حديثهماوكيف عرفلا