النهاية
اسكربت عشق موسى
النهايه
*بعد مرور سبع سنوات*
ظل الوضع بينهم يتأرجح بين تجاهل واستماله، شد وجذب، كر وفر، حده ولين، قوه وضعف، مواقف كثيره أقحمته فيها بعفويه، أضرمت مشاعر فى كليهما، طفل أرادت أن ټحرق به روحه وتسترد حقه من أبيه فى نعته بالشؤوم، كان هو الطفل الذى أرهق روحها فى حب لم يكن فى الحسبان ان تقع فيه
وهو ركب حصان غروره الرجولى من ترفعها عنه تحت شعار زواح صورى، فظل يعاملها ندا بندا، ابنه هو الرابط بينهم،تستعر أوردته تطالب بنسمه من هذا العبق يطفئ لهيب عشق ولد من رحم عشق آخر كان يعتقد هو ملاذه الاخير بالحياه، ولكن أتت كتلة الڼار كشعرها أشعلت حرائق حبها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
هيا بنا نتوغل بكاميرا عدستنا فى عمق دارهم ونشاهد ماذا يخبئ لهم القدر
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
نحن الآن بين الأساطير والواقع حيث يقع قصر«موسى الچارحي » تحفه معمارية فريده من نوعها، دلف إلى القصر بهيئته التي تختطف الأنفاس وطالتة التي تدب الړعب في أوصال رجال الأمن والجارد الخاص به، يتلهف إلى رؤيتها لقد طال غيابه هذه المره ولم يسمع صوتها غير مره واحده وهي تتحدث مع "محمد" إبنه ومره اخرى أنطوانيت" مقابل 36 مليون دولار لكي يزين عنقها، لا يليق غير بعنق ملكه عشقة "نمارق" التي أحتلت قلبه،كان متحمس أن يراها ترتدية
القى عليهم التحيه واقترب من والدته يقبل كف يدها ومقدمة رأسها قائلا:
-ازاي صحتك يا امي طمنيني عليكي.
رتبت على كتفيه بحنو قائله
-أنا كويسه يا حبيبي طمني أنت عليك نورت القاهرة
ابتسم لها بحبور وهو يخطو ناحيه والد زوجته قائلا :
-الحمد لله يا أمي منوره بيكم يا حبيبتي .
وخطي نحو والد زوجته البشمهندس "عبد الرحمن" قائلا:
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ابتسم له "عبد الرحمن" بود قائلا:
-الحمد لله يا ابني بخير طمني المكن وصل بسلامة.
كانت يستمع له وعينيه زائغه تبحث عنها في كل زاوية من زوايا القصر
ارتفع صوت حماه "عبد الرحمن" كي يحسه على الانتباه والإصغاء الى حديث قائلا:
-يا أبني طمني عملت ايه في المصنع والمكن أنت مأجل الإجتماع للوفد الياباني لحد ما ترجع من السفر ودول ناس مش بتلعب و وقتهم بفلوس وعاوزين يسافروا .
نظر له نظرات زات مغزى وتلبسه شيطان الكبرياء قائلا:
-وهم عارفين أنهم مش بيتعاملوا مع أي حد دوول ليهم الشرف انهم دخلوا مصنع بيحمل اسم "عبد الرحمن الوهيدي" و "موسى الچارحي" ماينتظروا هم مش بيعملوا شيء بدون مقابل لما المكن ينتهوا المهندسين من تركيبه يبقوا يكشفوا عليه
غير مجرى الحديث قائلاً :
-اكيد منتظريني على الغداء كعادتكم ومتعذبيني بسببي لدلوقتي.
ابتسمت والدته بمكر تريد أن تتأكد من ظنها الذي يكبر كل يوم عن سابقه أردفت قائله:
-بصراحه منتظرينك بس المره دي مش لوحدك منتظرين "نمارق" كمان
ضيق ما بين حاجبيه پغضب وتجهمت ملامحه وتصلبت تقاسيم وجهه قائلا بعصبيه:
-منتظرين مين معلش لو سمحتي ياأمى هي مفيش عندها شغل دلوقتي يبقى راحت فين
اخرج هاتفه وظل يعبث به حتى اغلقه ونظر لهم قائلا بصوت حاد وغاضب:
-فين "نمارق"؟
وقبل أن يجيب عليه أحد سمعوا صوت "محمد" يهبط الدرج مهللا وهو يهرول الى والده يرتمي في احضانه بمحبه غدقه بها من ارتباطه بمعذبة قلبه كتلة الڼار
انحنى "موسى" وحمله بحب، هتف "محمد"
وهو يقبله من وجنتيه قائلاً :
-بابي وحشتيني جدا انت اتأخرت قوي في السفر ده ليه كده.
ابتسم له "موسى" قائلا بعطف:
-معلش يا حبيبي علشان الشغل بس أنت كمان وحشتني قوي وهقعد معاك مش هسافر تانى
أخرجه من صدره وانزله أرضا عاتفا بتخفيز:
-يلا علشان الداده أخذت الألعاب بتاعتك اللي طلبتها مني و طلعتها أوضتك، بس وانت طالع ابعت لي ماما علشان عاوزها.
نظر له "محمد" وتبادل النظرات مع جديه والخۏف يحتل ملامح وجهه قائلا بتلعثم:
-ماما "نمارق" خرجت مع كابتن التمرين بعد ما خلصنا وصلتني هنا لأنه طلب منها أن هو عايزها في موضوع مهم مش هينفع يتكلموا فيه النادى
واكمل يسترسل باقي حديثه بعفويه نابعه من طفوله بريئه لا يعلم انه سكب الوقود على الڼار حتى اصبح يشتعل.
-وهى دالوقت مش هنا
ابتعد عن ابنه والڼار تحرقه بلا هواده قائلا پغضب وصوت شق حوائط القصر جعل كل من يسمعه يجزم أن حوائط القصر تصدعت على رؤوسهم، أخذ يركل كل ما يقابله بقدمه من شده غضبه وهو يقول:
-أنا عاوز أعرف هي ازاي تتجرأ وتقابل راجل غريب دى اكيد اټجننت هي ناسيه تبقى على ذمه مين.
عبث في هاتفه الجوال يتحدث للسائق الذى متولى حمايتها ومراقبتها حتى علم منه أين مكانها اخذ سيارته وغادر الى وجهته تحت هتاف والدته وابنه الذي يختبئ في
استقام "عبد الرحمن" هو الاخر واخرج هاتفه لكي يجري مكالمه لسائقه حتى يذهب هو الآخر وينقذ ابنته من براثيم هذا الذئب الغاشم.
استقامت "لطيفه" تمنعه من الذهاب خلفه قائله
-أنت رايح فين يا "عبده" أنت عارف أن محدش بقدر عليه غير "نمارق" سيبه يروح لها وهي بميه راجل هتقدر تصده وټقاومه كمان خلينا نخلص بقى من لعبه القط والفار دي وكل واحد فيهم يحترم قلب ومشاعر التاني ويعترفوا لبعض بحبهم.
اجابها بقلب أب قلق على ابنته :
-بس أنتى مش عارفه ابنك يا "لطيفه" هيقلب الدنيا على دماغهم بسبب أنها قاعده مع راجل غريب وهي مش هتقصر في انها ترد عليه وتعامله بنفس أسلوبه صدقيني احنا غلطنا لما وافقنا على الجواز ده من البدايه ولو كان ليهم نصيب من عشقهم زي ما انت بتقولي كان زمانهم عايشين حياه طبيعيه زي اي زوجين لكن الوضع ده مستمر بقاله خمس سنين من ساعة ما رجع وابنه كان عمره سنتين ومفيش حاجه بتتغير يا ريتني ما وافقتها من البدايه على قرارها ده أن بنتي تتعذب وتعيش الحياه اللي هي عايشاها دي بس هي ما قدرتش تتخلى عن ابن اختها واستحملت حياه صعبه وقاسېة ومعامله النفور اللي "موسى" بيعملها ليها وهي أعند منه وكل يوم العلاقه بينهم بتسوء اكثر من اللي قبلها.
وخصوصا "نمارق" هتعمل أيه مع ابني ومحدش هيربيه ولا هيعدل سلوكياته غير "نمارق" ووجودها في حياته.
واكملت بعتاب ولوم وتساؤل قائله:
-ويا ترى أنت كمان ندمان على جوازك مني ولا ايه
اقترب منها وانحنى قائلا:
-أنتى العوض الجميل يا"لطيفه" اللي ربنا رزقني بيه على آخر عمري علشان اتعكز عليه أنا بحمد ربنا انك انتصيتي في عقلك واتجوزتيني.
رفعت له حاجبها بتحذير قائله :
-انتصيت ليه هو كان حد قال لك عليا مجنونه لما ارفض راجل في وسامه رشدي اباظه
ثم تابعت بسؤاله
-هو انت ليه اتجوزتيني يا عبده؟
ضحك بصوت عالي اجلى صدرها بسعادة من أثر وحدة السنين التي عاشتها بمفردها منذ وفاه زوجها وكان عمر "موسى" وقتها عشر سنوات وجاء هو عوض السنين الذي تعيش معه اجمل حياه هادئه يختمون بها حياتهم
هتف مداعبها بالطف كاسمها قائلا:
-لما المجانين اللي بره يرجعوا هاخدك واحكي لك حدوته قبل النوم وأقول لك احنا اتجوزنا ليه.
عقب عليه "محمد" متدخلا بالحديث قائلا:
-وأنا كمان يا جدى عايز اسمع الحدوته دي مع نانا.
ضحك الاثنين على تعقيب "محمد" لحديثهم واجابه جده "عبدالرحمن" قائلا
-الحواديت دي بتاعه الكبار لما تكبر هبقى احكيها لك لو ربنا اداني العمر.
نظرت له "لطيفه"بعتاب قائله:
-ربنا يديك العمر والصحه ويجعل يومي قبل يومك.
سحبها قائلا:
-اياكي تدعي الدعوة دي تاني سمعتي .
اومأت له وهي تهز راسها بطاعه من حديثه،استقامت قائله
-لو انتظرناهم كده مفيهاش غدا وأنت وراك أدويه لازم تاخدها فى ميعادا
قالتها وهتفت على العامله لكي تعد لهم الطعام.
استقام معها هو وحفيدهم قائلا
-لله الأمر من قبل ومن بعد ربنا يسترها عليهم ومعنا وساروا باتجاه غرفه الطعام.
اما "موسى" كان يقود السياره بأقصى سرعه وخلفه سياره الحراسة
لا يعرف ماذا سيفعل بها هو حظرها كثيراً حتي لا تخطئ في حقة أو تتجاهل حقيقة أنها زوجته وعلي إسمه حتي وإن كان زواج صورى على الورق
حدث نفسه بحسره
-هل يعقل أنها لا تشعر بقلبى الذي عشقها
وقبل أن تتحدث سألها بصوته الأجش قائلا:
-انتي بتعملي إيه هنا وزى تخرجي من غير أذني ومين البني آدم اللي قاعد معاكي انطقي.
اختتم كلامه وهو يهزها پعنف ، قبل أن تجيب عليه "نمارق" وجد الجالس معها يقترب منهم يسحب زراعها من قبضة يده، الټفت له "موسي" پغضب ساحق ونفض يده بعيدا عنها، اطاحه بلكمه في أنفه جعلت الډماء تسيل منها، تقهقهر على خلفيتها خطواته وسقط أرضا علي وجهه، يستند على كفيه الاثنين يحبي كالطفل
أنحني "موسي" نحوه يرفع إصبع السبابه في وجهه يهدده قائلا:
-لو حاولت تقرب منها أنا ھقتلك صدقني وده تحذيرى الأول والأخير
كرر كلامه مره أخرى وهو يركله بقدمه دفعه قويه ببطنه قائلا :
-سمعت ياااالا ولا أعيد كلامي مره تانيه روح العب مع الأطفال يدوب على قدك
استدار واشار إلي رجاله أن يلقونه درس لم ينساه طوال حياته قائلا:
-عاوزه يتربى وينسى فى يوم انه شاف خيال الهانم فى حياته
أومأ له رجاله وانحنوا وسحبوه وامسكوه وذهبوا به الى وجهتهم المستميت في الإغاثة بالآخرين ولاكن لم يمتثل له أحدا من يجرؤ على الاقتراب من الشيطان.
خطي نحوها وسحبها من زرعها يجرها وهو يسير بخطوات تتسابق مع الزمن، دفعها داخل السيارة پعنف وأغلق بابها پغضب جعل زجاج السيارة يتهشم ويتطاير في المكان.
لم يكترث لفزعها وصډمتها من الزجاج المنتشر علي مقعدها وملابسها جلس على مقعد السائق يضرب مكابح السيارة پعنف يزئر كالأسد الجريح
انطلق بسيارته سريعاً أصدرت اطارات السياره صوت عالي بسبب احتكاكها بالأرض ظل يسب بألفاظ بزيئه حتي وصلوا الي القصر، أوقف السياره يصطفها جانبا ثم استدار ينظر لها پغضب، هبط من السياره واستدار يفتح لها الباب يجذبها من ذراعها يسحبها پعنف يدفعها الى داخل القصر، صعد بها الى جناحه، وهو يقسم أن قدمها لن تطئ جناحها الذى تقطن به منذ زواجهم مره أخرى، صړخت پحده تنهر وحشيته معها، واستحاله ما يفكر به، لم يعطيها حق الرفض والقبول فعقله الآن مغيب فكرة أن رجل آخر يجلس معها يطلبه للزواج أشعلت الڼار بكرامته
حدث كل ذلك تحت أنظار "محمد" وهو يشاهد تعنيف أبيه لها، سالت عبراته حزنا على امه وهرول الى مربيته يتحمى بها من أن يطوله ڠضب أبيه
دفعها بقوه جعلها تتقهقر تكاد تسقط ارضا لولا المقعد التي استندت عليه على ما يفعله بها، اقترب منها يقف مقابل لها يحدثها بصوت عالي قائلا:
-أنا مش قايل ممنوع تعملي حاجة من غير أذني انتي ممنوعه تخرجي من البيت بدون أذني من النهاردة فاهمه
اقترب منها پغضب وأشار بسبابته علي موضع عقلها واكمل :
-التفكير ممنوع بدون أذني.
استمالت بوجهها بعيدا عنه والخۏف يظهر علي محياها من أثر همجيته والڠضب المستوحش الذى ولأول مره تراه في هذه الحاله
استرسل پغضب عارم واكمل
-انا اللي هفكر بدلاً عنك، ومن دالوقت عيني هتبقي عليكي ونفسي سابق نفسك سمعتي ومن النهاردة ممنوع تتنفسي بدون أذني ممنوع تتكلمي حتي لو انا مسمحتش ليكي ولو حبه تجربي حظك حاولي تتكلمي ولو كلمه واحده لو عندك الجراه اتكلمي
استردت وعيها من سطوة تشنجه وسخطه عليها، ونظرت له ودموع عشقه تتلألا بعينيها، استقامت وأقتربت منه تلكزه في صدره تضربه بقوه وهو يقف صامد كالجبل لم يتحرك ولا إنش واحداً ولم يمنعها من تهورها عليه، كانت دموعها تنخر قلبه، شهقهاتها كنصل حاد طعن رجولته ، زجر نفسه لم تخلق هى للبكاء، هى كتلة الڼار خاصته وهو ماءها العذب سيرويها من انهار عشقه، كل ما يطلبه فرصه ليزيل شوائب الماضى ويبدأ معها من جديد
تصدعت قوتها أمام صموده واضطراب مشاعرها التى باتت تفضح ما يكنه خافقها له هتف بانفعال قائله:
-أنت شكلك اټجننت، أو من الأصل مختل عقليا أنت مين اللي صورلك أن أنا هسمح للهبل اللي أنت بتقوله ده أنه يحصل والغريب أن خيالك قالك أنى هنفذ طب أقولك ما تقتلني أحسن وتريحني من عيشتك اللي انا عايشه فيها مېته انت مين سمحلك تتعامل معايا كده، انت بأي حق تتحكم فيا
اقترب منها وأمسكها من وجهها وسحبها يدفعها علي الفراش وجثي فوقها متشنج العضلات متهكم الوجه دب الړعب في اوصلها قائلا:
-بحق إنك مراتي وشايله كنيت "موسي الچارحي" يعني تحترمي نفسك وتعرفي انتي مرات مين مش تمشي على حل شعرك يا هانم .
دفعته بقوه بقدميها جعلته يتقهقر من فوقها، وأمسكت الفازه من علي المنضده وضړبتها في الحائط وأخذت شطره منها ووضعتها على رقبتها قائلة:
-اطلع بره بدل ما أموت نفسي واحصرك علي مرات "موسي الچارحي"
غص قلبه وهو يرى تلألأ الدمع بمقلتيها تأبي الهطول شعر عندها أن عالمه ينهار لو تهورت ونفذت ټهديدها، فهو كان يواسى نفسه أنها ستظل كالجبل الذي يتخطى بعشقها مراره ما كان يمر به، ولكنه يرى جبلها تصدع وسيخصرها بدون وعي منه .
اعتدلت في جلستها مره أخرى تهتف من بين دموعها وانفاسها المسلوبة منها تنظر له بلوم وعتاب قائله:
-أنت آخر واحد فى الدنيا مسموح له يقولى يا حبيبتي
أشاحت بوجهها للجهه الأخرى متابعه بغصه تذبح روحها:
-أنا بلعڼ قلبي اللي عشقك
واكملت وهي تجفف دموعها طلقني يا "موسي".
عندما استمع لاعترافها شعر أن قلبه سيخرج من بين اضلعه من السعادة هو من تمنى لسنوات أن يسمعها منها ولكن الحظ دائما كان ضده وعندما حالفه الحظ واعترفت انها تحبه تطلب منه الطلاق
همسها الباكي أفقده صوابه وكأنه لم يكن هو السبب في ألمها، عقله يرفض الابتعاد عنها، وقلبه يريد أن يتوقف عن النبض أهون من أن يعيش بعيد عنها
حدث نفسه قائلا :
-ويلك من محب عاشق ينسي غلاظه قلبه عندما ينظر في انعكاس البحر في زرقة عينيكي وحبات الكرز التي تتساقط من شفتيكي عندما تتحدثين تجعلني امتلك سعاده الكون وعندما أرى نور القمر في وجهكي الذي اذا غاب عني أظلمت دنيتي حبيبتي لماذا تطلبي مني فراقك ألم تعلمي أن لم أكن أنتظرك ، لكن حينما رزقني الله بكي. أدركت أن الحياة كلها كانت بانتظارك.
لم أجد وصفا حنونا ، لما يصنعه وجودك حولي ، سوى أنني بين ثنايا عينيك، احيا،أخاف عليك وكأنك خلقت من قلبي.
ومع تلالاء الدموع في عينه استقام واقفاً يقول باستحاله:
-المۏت اهون عليا من أنى أطلقك
قال كلماته وانسحب خارج الجناح وتركها ويقرع الأرض بخطوات سريعة قاسېة.
ابتسمت عندما رفض أن يطلقها ويتخلي عنها، تشعر أن فراشات الربيع تتطاير موضع قلبها وروحها الخفيفة تحلق في سماء تسابق الطيور
اعتدلت تنهض كي تطمئن على "محمد" وقبل أن تستقيم سمعت صوت هاتفها يعلن عن مكالمه هاتفيه من "محمد" يخبرها أنه يريد أن يصعد لكي ينام معها وافقت بدون أي تردد بعد دقائق صعد لها وهرول يرتمي اليها ويبكي على ما فعله والده بها
رتبت على ظهره قائله بحنو:
-بټعيط ليه يا حبيبي أنا كويسه.
ابتعد عها يسألها ببرأه طفولية قائلا:
-هو ليه بابي عمل كده معاكي ،انا اوقات بحبه أوى لما بيلعب معايا كوره لاكن و أوقات تانيه بكره بابي لما بيزعلك
كانت تستمع له وقلبها ينفطر قلقلا علي تخبط مشاعره وخۏفها من أن يصاب بنوبة اكتئاب أرادت
أن تمحي فكره كره لوالدها :
-اسمع يا محمد بابي بيحبك جدا وبيحبني أنا كمان بس أوقات هو بيفقد أعصابه زي بالظبط لما بتنرفز ده مش معني إنك تكرهني.
هز "محمد" رأسها بنفي وابتسم لها قائلاً :
-أنا بحبك قد الدنيا بس عاوزه اعرف بردو هو ليه عمل كده
ابتسمت له وهي تلدغه في وجنتيها قائله:
-أنا هحكي لك عشان أنت بقيت غلباوى ومش بتسمع الكلام بص يا "محمد" أنت كبير وهتفهمني أنا اللي غلطت في حق بابي وكان لازم استأذنه قبل ما اخرج مع الكابتن بتاعك وبعدين احنا اتصالحنا وهو نزل المكتب وهيطلع دلوقتي عشان ينام ومفيش أي حاجه تخاف منها
وسحبت الطفل قائلا:
-أنا بحبك قوي يا مامي
ضمته بحنان تربت على ظهره قائله :
-وأنا بحبك أكتر وظلت تتلو عليه آيات الذكر الحكيم حتى ذهب في ثبات عميق.
حاولت أن تعتدل في جلستها لكي تستقيم وتحمله الى غرفته وقبل أن تحمله
سمعت صوت "موسى" يقول:
-سيبيه أنا هاخده أوضته وانحنى وحمله بين ذراعيه وغادر الغرفه تحت نظراتها التي تتبعه حتى اختفي من أمامها
غاب لنصف ساعة ورجع وهو يحمل صنيه الطعام في يده لكي يطعمها، كانت تبكي في صمت هي تعشقه ولاكن ما فعله في الماضي جعلها تخشي الأقتراب منه، مخافتا من أن يخذلها لأى سبب ما ويتركها هاربا، فاقت من شرودها علي صوته
وهو يبسط يده لها بمعلقة من الطعام يضعها أمام فمها ويشير لها برأسه بأمر
-افتحي بوقك
ضحكت بصوت عالي جعله يضحك هو الاخر ثم ادعى الجديه قائلا :
-أنتي بتضحكي على أيه
قهقهت وهى تسترسل :
-بصراحه عليك هو أنت كميتك أيه بالضبط يعني اللي يشوفك داخل عليا بصينيه الاكل يقول مهتم قوي بصحتي واكلي لا الأغرب إنك بتراضيني واللي يشوفك وأنت بتأكلني بالمعلقه وكأنك بتقول بالسم الهارى.
ضحك على تعبيرها ونظر لها قائلا :
-بعيد الشړ عليكي
وبسط يده يمسك كف يدها وأنحنى وطبع قبله على باطن يدها يكمل حديثه بصوت يذيب فوائدها:
هزت رأسها بالموافقه قائله:
-بس أنت لازم تاكل معايا مش هاكل لوحدى .
ظلت تبحث عن معلقة أخرى على صنيه الطعام لم تجد نظرت له قائله :
-ثوانى هتصل عليهم يجيبوا معلقة.
وبسطت يدها تمسك هاتفها لكي تتصل عليهم، أطبق على يدها قائلا:
-مش عاوز معلقه أنت هتأكليني اللحمه بأيدك وأنا هاكلك الشوربه بالملعقة
قال جملته ببحت صوته التي تجعلها تذوب عشقا، أبتعلت لعابها وهي تنظر له وحمره الخجل تكسو وجهها من إشاره عينيه على طبق اللحم
بسطت يدها وأمسكت قطعه لكي تضعها في فمه، غاصت عينيها تتفحص وجهه مرت بسواد مقلتيه نزولا بالحيته التى تجذبها كى تتلمس نعومة شعيراتها، وشفتيه التي تعمد أن تتلامس أناملها حتى يفقدها صوابها ونجح بالفعل
هو لا يصدق أن صاحبه الوجه الخجول هي نفسها المرأه العنيده التي ارهقت قلبه لسنوات
سأل نفسه:
-ما سر ضعفها هل أعلنت الاستثلام.
فاقه من شروده على صړاخها بسبب طبق الحساء الذي انقلب عليها، انفزع أكثر واستقام واقفا يرفع الصينيه من عليها
أما هي قفزت تنط من على السرير ودلفت الى الحمام تحت ضحكاته من صړاخها وكلامها الغير مفهوم او مفسر، ظل يضحك وهي تصرخ وتهذي بكلمات ټلعن حظها
استمع الى صنبور المياه بعد أن كف عن الضحك قائلا وهو يحرك مقبض الباب :
-أنا هدخل أجيب لك الاسعافات علشان تدهني من كريم الحروق.
صړخت بصوت عالي قائله:
-اياك تدخل انت اټجننت
رافع حاجبيه بلامباله وكأنها تراه قائلا باستفزاز:
-براحتك أنا كنت عايز اساعد لكن أنتى مش عاوزه. خليكي كده عيطي
ظلت تحت المياه البارده لا يقل عن نصف ساعه، وهو لا يكف عن الضحك كلما أراد إغاظتها يضحك بصوت عالي عليها
صړخت تنهره قائله :
-بدل ما أنت بتضحك عليا زي الأهبل كده روح خلي الداده تجيب لي لبس من اوضتي.
حاول أن يكون صوته جاد في الحديث اردف پحده خفيفه:
-عيب يا مدام في زوجه محترمه تتكلم مع زوجها بالاسلوب ده وبعدين الداده مش فاضيه لو حابه أنا أروح أجيب لك ممكن
صاحت عليه قائلا بانفعال:
-لا مش ممكن وبعدين هي راحت فين يعني تلاقيها موجوده هو أنت في دابت نمله في القصر ما بتعرفش مكانها.
تكلم بجديه قائلا
-حبيبتي أنا بعت "محمد" والداده وماما وبابا القصر الثاني علشان قررت لازم أوصل معاكي لحل يعني يا قلبي ملكيش غيري أنا وانتي هيتقفل علينا باب القصر ده لحد ما نوصل لقرار في حياتنا يعني لما أجوع لازم أكل من أيد مراتي حبيبتي لما أحب حد يحضر لي الحمام مراتي حبيبتي هى اللى تحضره أما أحب حد يدلعني تبقى مراتي حبيبتي شهرزاد حياتى تدلعني لما أحب حد يساعدني في شغلي تبقى مراتي حبيبتي هى سندى وقوتى يعنى من الآخر أنا عايز اعيش معاك حياة طبيعيه، نتشارك كل أدوار الزوج والزوجة وتنسى خالص أنه زواج على ورق
كانت "نمارق" تستمع له وهي بين نارين فرحه من أنه قرر أن تنصلح حياته ويغير مفاهيمه السطحيه التى كان يتعايش بها سابقا، والأمر الآخر أنه سينفرد بها ماذا عليها تفعل الان، هي عاريه ومجرده من الملابس
عقبت على حديثه بتلعثم وعكس مجرى حديثه قائله :
-ممكن تخرج من الجناح عشان أروح جناحي البس وأشوف حل لجسمي اللي انحرق ده .
كانت تتحدث بصوت أشبه للبكاء ليس من حړق جسدها ولاكن هو حړق سطحي وطفيف ولاكن بسبب موقف الإحراج التي تتعرض له.
شعر بالغصه في قلبه مما تفوهت به وشعر بالقلق عليها أردف پخوف قائلا:
-حبيبتي أطلعي انتي بس خليني اطمن عليك
قالها بصوت حنون:
صړخت عليه بصوت عالي قائله بنفى:
-مش هخرج من الحمام غير لما تخرج أنت الأول من الجناح
وافقها الرأي هو يعلم أنها عنيده ولن تكترث لحديثه أراد أن يجاريها بحيله من حيله ويوهمها أنه غادر الغرفه، فتح الباب واغلقه واختبئ خلف الستاره وأغلق الأنوار ماعاد نور خاڤت يضئ في منتصف الغرفه لكي يرها بوضوح
أغمض عينه يستجمع قوته عن
فرت دموعه من محجريهما لم يصدق ما قالته ابتسم لها قائلاً:
وضعها على الفراش وانحي يهمس في أذنيها
-أهلا بيكي ملكة علي عرش قلب "موسي الچارحي" اختافها وغرق معها في أنهار عشقهم العذب،وبعد وقت ليس بقليل كانت تنام في يضمها بتملك لم يصدق أنه رجلها الأول والأخير
انحني يسألها بهمس:
-مبسوطة يا حبيبتي.
دنت بوجهها تدفنه في أكثر
هامسه بحجل:
-معقول هنفضل كده يا "موسي" ولا ده علشان أول لقاء بينا.
ابتسم لها وضمھا اكثربتملك هامسا:
تحدثت بذهول:
-ده ليا أنا .
سُر بسعادتها ولمعة عينيها المنبهره تحدث بغبطه:
-طبعاً يا ملكه ولا يليق لاي امرأة غيرك بعد الملكه مارى أخذه والبسه لها وانحنى يقور وجهها بين كفيه يطبع قبله على مقدمه راسها قائلا :
ربنا يقدرني واسعدك يارب وسحبها بحنان كان يتمني من تملك عشقعا منه وأكمل حديثه لازم احتفل بجمال العقد عليكي وشدد من احتضانها .
ابتسمت له وهي تدفعه بعيدا عنها بغنج محبب لقلبه هامسه بنعومه:
-عشان خاطرى يا "موسى" سيبني اشوفه في المرايه وحياتي عندك
اغمض عينيه بيأس من ابتعدها عنه وهي استقامت وجذبت قميصه من جوار الفراش و أرتدته وذهبت الى المرأه تنظر علي القلاده لتنهمر دموعها من شدة جماله وفتنتها على عنقها
قطع صوته تفكيرها قائلا :
-امال لو شفتي الهديه دي هتقولي ايه
واخرج لها رواية
'وكفى بالحب اسما' التي كانت تريد اقتنائها من معرض القاهره للكتاب هرولت له بعشق وهي تهلل وتصرخ مثل الاطفال اختطفتها من يده قائله:
-انا بحبك قوي قوي قوي يا"موسى" مش مصدقه نفسي إنك جيبتهالى
قالتها ولثمت على مقدمه رأسه هامسه باستفهام
-بس انت عرفت منين أن عاوزه الرواية دى
ابتسم لها بعشق قائلا
-سمعتك وأنتى بتتكلمي عنها مع "سمسمة" صاحبتك " ياسمين" وانك عاوزه تروحي معها معرض القاهرة تجيبها ومستحيل حبيبه قلبي تبقي نفسها في حاجة ومتبقاش عندها
-انا بقول أنك تهدى وتعقلي علشان انتي بقيت اصغر من ابنك محمد پجنون الاطفال بتعمل ده.
ضحكت من نعته لها بطفله قائله : ولو عجبك يا موسي وأنهت حديثها بغمزه من عينها وبدات تقلب بين صفحات الكتاب قائله:
-حاضر هسمع كلامك واكبر بس تعالى اقرأ لك جزء من الرواية ھموت واقرأه
أردف قائلا بتحذير :
ضحك عليها قائلا:
-بتهزري صح يعني انتي من دماغك متخيله أن أنا حبي ليكي يشبه "رضوان وكرم" بتوعك دول يا بنتي انتي معايا هتعدي ليفل الۏحش.
ضحكت بقهقه قائله:
-ما هو أنت مش فاهم لو ما طلعتش رومانسي زي "رضوان" بالاخص انت مش عارف انا هعمل فيك ايه
هاكلك قالتها وهى تلاعب حاجبيها بمغزى طفىلي لم تعهده بنفسها
عقب عليها باندهاش:
-شكل الروايات اكلت دماغك اقرأي وبعدين نقرر مين هياكل مين.
ضيقت ما بين حاجيها تنظر له باستغراب قائله:
-هعملك كل اللي نفسك فيه بس سيبني اقرأ بس المشهد هتجنن عليه من ساعه الاقتباس
أومأ لها برأسه قائلا :
-أمري الى الله ابدأي يا ستي
وبدات تسترسل احداث مشهد من رواية
"وكفي بالحب اسما"
أغمض عينيه بقوة لكي يستجمع صبره الذي سينفد بفضلها،
ولكنه استفاق على صوت نعمان يتحدث پغضب: هو أنت هنسيبا ياسيادة النائب عمالة تغلط فينا كلنا كده ومحدش مالي عينها يا تتصرف معاها على إھانتها ليك ما هو أنت واحد من أهل البلد الجهلة الرجعيين الفقراء يا تحاسبها، يا نحاسبها احنا أصلنا مش هنسكت على كده. وزعت النظرات الساخر بينهم وأخذت تقترب منهم بخطوات بطيئة هاتفة
باستنكار وأنتم بقى هتقدروا تعملوا فيا إيه ولا أراجوز البرلمان هو اللي هيعمل ؟!
كمن سكب عليه دلو من حمم بركانية سقطت على مسامعه كلماتها اللاذعة وسخريتها منه ونعته بأنه أراجوز البرلمان كالصاعقة التي ضړبت ثوابته أغمض عينيه پغضب مكورًا كف يده حتى برزت عروقه وهو يجز على أسنانه، حدث نفسه بغيظ من تهورها
-"أعمل إيه فيك، صاحية ولا أسيب أهل البلد عليك يعلموك الأدب زي ما هما عاوزين. "
صدح صوت نعمان مرة أخرى قائلا:
-وأنت هتفضل يا سيادة النائب ساکت وسايبها طايحة في الكل كده دا بتقول على جنابك أراجوز البرلمان
-أنا عاوز بنتي عشان أخدها وأمشي بيها دلوقتي لأني جبت أخري.
كانت تنظر إليه بتحد وهي ترفع حاجبها الأيمن في حركة استفزازية جعلته يتخيل أنه أمسك سلاحھا وأفرغه في منتصف رأسها، لكن تغاضى عن أفكاره، ثم حول نظره إلى نعمان هاتفا :
-استنى هنا هتكلم مع الدكتورة وأجي لك عشان نخلص من القرف دا.
أشاحت في وجهه بيدها قائلة:
-هو أنت هتعيش الدور عليا ولا إيه لو عايز تتكلم اتكلم هنا ليه ننتكل لوحدنا قول كل اللي أنت عاوزه هنا قدام رجالة البلد.
لم يدعها "موسى" أن تسترسل قرأه وسحب منها الروايه قائلا :
-مفيش كرم وجاسمين" دالوقت ورانا جوله عشق موسى "الجارحى محتاج يثبت ل "نمارق" هانم أن أبجديات الرومانسيه هو اللى سطر فصول عشقها...
تمت بحمدالله